إسحاق إبراهيم
تقرير: إسحق إبراهيم – خاص الأقباط متحدون
بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس زيارته الأولى إلى مصر عقب توليه منصبه في ٣١ من مارس الماضي، وفي ظل أجواء تسيطر عليها عدم الثقة والشك، ويعول الخبراء على لقاء الرئيس المصري حسنى مبارك ونتنياهو في تلطيف العلاقات التي ساءت منذ الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة مروراً بتعيين المتطرف أفيجدور ليبرمان وزيراً الخارجية الإسرائيلي انتهاءً بالتصريحات المسئولين الإسرائيليين حول رفض حل الدولتين وعدم بلورة موقف محددة لخطة مفاوضات السلام، إضافة إلى أن الزيارة تجيء قبل الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها الرئيسين مبارك ونتنياهو إلى الولايات المتحدة ولقائهما بباراك أوباما خلال الشهر الجاري لبحث مستجدات عملية السلام في الشرق الأوسط..
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن والعاهل الأردني عبد الله الثاني قد زارا القاهرة منذ أيام ذلك لاستمرار التنسيق والتشاورحول تطورات الأوضاع في المنطقة وآخر المستجدات الإقليمية والدولية.
وبموجب الزيارة ستعتبر مصر أول دولة عربية يزورها نتنياهو منذ بدء ولايته الثانية كرئيس للوزراء، وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد نوهت عن وجود ليبرمان ضمن الوفد إلا أن المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي نفى ما قاله مسؤول إسرائيلي إن دعوة وجهت إلى وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان لزيارة مصر، وكان داني أيالون نائب وزير الخارجية الإسرائيلي قد ذكر أن ليبرمان تلقى دعوة الزيارة التي لم يحدد موعدها، وقال أيالون في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية إن مصر وإسرائيل لديهما مصالح مشتركة وأن ليبرمان تلقى أيضاً دعوات لزيارة الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا ودول أفريقية ولاتينية.
وترفض القاهرة زيارة ليبرمان بسبب تصريحات عنيفة له ضد الرئيس المصري قالها قبل سنوات، كما هدد بقصف السد العالي، وتطالبه بالإعتذار الرسمي قبل توجيه أي دعوة رسمية له بزيارة القاهرة، من جانبه تراجع وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان عن تعيين سفير إسرائيلي جديد في القاهرة، وقرر تمديد مهمة السفير الحالي شالوم كوهين لثلاثة شهور إضافية تنتهي في أغسطس ٢٠٠٩، وقال مصدر رفيع في وزارة الخارجية الإسرائيلية لصحيفة «هاآرتس» إن ليبرمان تراجع عن تعيين سفير جديد في القاهرة خوفاً من التوتر الحادث بين القاهرة والخارجية الإسرائيلية منذ تولي ليبرمان منصبه في حكومة بنيامين نتنياهو.
وأشارت «هاآرتس» إلى أن السفير الإسرائيلي الحالي بالقاهرة شالوم كوهين أنهى فترة خدمته في مصر منذ عدة أشهر، لكن وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبى ليفني أصدرت قراراً بتمديد مهمته بعدما فشلت الخارجية الإسرائيلية في العثور على شخصية دبلوماسية مناسبة لشغل المنصب، مما اضطر «ليفنى» وقتها للبحث عن شخصية عامة تصلح لوظيفة السفير الإسرائيلي بالقاهرة، لكنها لم تعثر على شخصية مناسبة أيضاً، وقرر ليبرمان تأجيل هذه الخطوة -مؤقتاً- حتى تتحسن العلاقات بينه وبين وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط الذي أكد أكثر من مرة أنه لن يصافح ليبرمان مطلقاً.
يُذكر أن عمر سليمان قام بزيارة إسرائيل الشهر الماضي وذلك ضمن جهود الوصول إلى تهدئة طويلة الأمد في قطاع غزة حيث يشرف مدير المخابرات المصرية على ملف الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس. وفي نفس السياق نفت الحركة ما رددته بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية حول وجود مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة معها عبر مصر، وأكد أيمن طه عضو المكتب السياسي للحركة أن ما تناوله الإعلام غير صحيح تماماً، وأن "حماس" لم تعرض أي شيء من هذا القبيل على أي طرف، كانت الإذاعة الإسرائيلية قد نقلت عن مصدر -قالت أنه مقرب- من حركة "حماس" قوله أن الحركة أبلغت مصر أنها قد تعلن عن تهدئة مع إسرائيل خلال بضع ساعات، الأمر الذي نفاه المتحدث مؤكداً عدم حدوثه من الأساس.
من جانب آخر كشفت مصادر دبلوماسية مصرية رفيعة المستوى النقاب عن أن قضية الجندي الإسرائيلي الأسير لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة "ليست مطروحاً على جدول أعمال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى مصر يوم غد الأثنين"، واعتبرت تلك المصادر أن صفقة تبادل الأسرى "تتم فقط عبر قناة أخرى تقوم بها مصر بين حركة "حماس" والحكومة الإسرائيلية، ومن ثم ليس مطروحاً أن يتم تناولها خلال المباحثات القادمة بين الرئيس المصري ورئيس الوزراء الإسرائيلي"، وأكدت على أن نجاح هذه الصفقة "مرهون بتسوية العديد من الموضوعات المعلقة، من بينها تخفيف الحصار عن قطاع غزة، والموافقة على إطلاق إسرائيل مئات الأسرى الفلسطينيين الذين تحتجزهم في سجونها من رموز حركة حماس".
http://www.copts-united.com/article.php?A=2733&I=75