الجامعات المصرية خارج قائمة أفضل 500 جامعة في العالم

د. ممدوح حليم

بقلم: د. ممدوح حليم
صدرت حديثاً قائمة بأفضل 500 جامعة في العالم، وقد احتلت جامعة هارفارد بالولايات المتحدة المركز الأول ثم جامعة ستانفورد، لقد احتلت جامعات أمريكية المراكز الـ 18 الأولى، وإن تخللها جامعتان بريطانيتان هما: كمبريدج (4)، أكسفورد (10)، أما أول جامعة من خارج أمريكا وإنجلترا فكانت جامعة طوكيو(19).
وعلى الرغم من كثرة عدد سكان ما يعرف بالعالم العربي وكثرة المال فيه، إلا أنه تخلو القائمة من جامعة عربية، ولقد وصلت 6 جامعات إسرائيلية إلى هذه القائمة، أولها الجامعة العبرية في أورشليم – القدس (65)، هذا على الرغم من قلة عدد السكان وقلة الموارد الطبيعية من نفط وخلافه.

تُرى ما الذي جعل الجامعات المصرية تتردى إلى هذا الحد المخزي، بعد أن كان مستواها حتى أوائل السبعينات من القرن الماضي معقولاً، وكان كثير من خريجيها وأساتذتها ذوي مستوى مرتفع، وبعض أساتذتها وصل إلى العالمية؟

لا شك في أن السبب الرئيسي هو توريث المراكز الوظيفية الجامعية، فصار ابن الأستاذ يُعين معيداً في نفس القسم أو في نفس الكلية على أقل تقدير، كما أن المجاملات تلعب دوراً مهماً في الوظائف الجامعية، هذا بالإضافة إلى استبعاد الأقباط والسماح لهم بتولي مناصب قليلة ضيقة هامشية بما لا يتناسب مع عددهم وكفاءتهم، الأمر الذي يؤدي إلى خسران الجامعات لعقولهم، ومن ثم تُحال وظائفهم لذوي مستويات أقل.
في كلية الطب حيث عدد الأساتذة ضخم يستغرق إعلان نتيجة البكالوريوس وقتاً طويلاً، لا من أجل تصحيح الأوراق، بل من أجل المجادلات حول ما إذا كان ابن الأستاذ هذا أم ذاك سيحتل ترتيباً أفضل, وفي امتحانات الدكتوراة تكون النتيجة شبه محددة قبل عقد الإمتحانات حيث يتفق الأساتذة فيما بينهم بناء على مجاملتهم لبعض على من سينجح في هذه المرة من الامتحانات.
وفي سياق متصل.. انتشرت ظاهرة الزواج العرفي داخل أروقة الجامعات المصرية، كما انشغل كثير من الطلبة بالفكر الديني المتطرف، الأمر الذي جعل نسبة كبيرة منهم ليس لديها وقت للاستذكار والتفوق.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع