المخابرات الإسرائيلية تقف خلف "التوتر الطائفي"، و"محمد منيب": لم يعد مقبولاً إلصاق أخطاء الأنظمة بالأعداء الوهميين

عماد نصيف

* "محمد منيب":
- هل كان يجرؤ مهندسو الحي فى "العمرانية" أن يلغوا تصريح بناء أو إيقاف بناء أحد من أصحاب النفوذ البسيطة؟؟!!
- المسئولون لم يتركوا للمواطنين المقهورين أن يمتلكوا آخر وأغلى ما تبقى لهم فى حياتهم "الدين".

كتب: عماد نصيف

أكَّد د. "مصطفى الفقي"- رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس الشعب- في لقائه المفتوح بجامعة "عين شمس"، أن أسباب أحداث "العمرانية" التى تفجَّرت أمس الأول، واهية تمامًا، مشيرًا إلى أن وراءها شحنة تحريض طائفي، لم يستبعد وقوف جهات وأصابع خارجية وأجنبية وراءها.
 
أوضح "الفقي" أن من أمثلة التدخلات الأجنبية ما ردَّده مدير الاستخبارات الإسرائيلية منذ أسبوعين، من أنهم المسئولون عن أحداث جنوب "السودان"، وإنهم يقفون وراء الاضطرابات في "مصر" وخصوصًا المشكلات الطائفية. مؤكدًا أنه لا توجد مشكلات طائفية كبيرة كما يزعمون.
 
ومن جانبه، علَّق الناشط الحقوقي "محمد منيب" على ذلك قائلاً: إنه لم يعُد مقبولاً أن يتم إخفاء أخطاء الأنظمة فى العالم الثالث خلف خطايا الأعداء الوهميين، وإسقاط ما يحدث فى الداخل على خطر أو عدو خارجي، وترك الأمور تتفاقم وتصل إلى ما وصلت اليه فى "العمرانية". مضيفًا أنه لم يعُد مقبولاً أيضًا أن يسوق المسئولون المبررات التى تزيد من قدر البنزين على النار. ولا أن أن يتحدث "مصطفى الفقي" عن المخابرات الإسرائيلية بأنها سبب ما يحدث فى "مصر" من فتن طائفية آخرها حادثة "العمرانية" على حد قوله.
 
 هذا وكان الحزب الوطني، قد أصدر بيانًا عن تلك الأحداث التى وقعت أمس الأول، مشيرًا إلى أن ما وقع من عدد من الأقباط ناتج عن سوء فهم، وغياب الحقائق، وشحن غير مرغوب فيه، في ظل اختفاء صوت العقل والحكمة، وفي ذات الوقت بسبب غياب سرعة الحسم والحوار من جانب الجهات المحلية القائمة على التنفيذ الإجراءات.

وقال الحزب: "إن ذلك كله ليس مبررًا لارتكاب أعمال عنف مبيَّته ومخطَّطه انتهت باعتداء على رجال الأمن والخروج على القانون الواجب احترامه، والشرعية التى هى الملاذ والحماية لاستقرار الوطن وحصول أبنائه على حقوقهم كاملة". معربًا عن أسفه لوقوع ضحايا بين الشباب وأفراد من الأمن يقومون بواجبهم الوطنى. مؤكّدًا رفضه لكل خروج عن الشرعية، وثقته فى النيابة العامة وما أعلنته حول هذه القضية.

وعلَّق "منيب" على ذلك قائلًا: إن ما يقوم به الحزب الوطني لم يعد مقبولًا. وتساءل: كيف يتحدث الحزب عن قصور بعض الأجهزة الإدارية والمحلية وهو المسئول عنها وعن إدارتها؟ وأين كان وأين كانت الدولة عندما أخطأ القائمون على البناء منذ البداية؟ موضحًا أن ذلك يدل على أن الحزب الوطني وأجهزته مسئولون عمّا يحدث فى "العمرانية"، حيث لم يتركوا للمواطنين المقهورين أن يمتلكوا آخر وأغلى ما تبقى لهم فى حياتهم "الدين" بعد أن تم تجريدهم من كل ما يملكون، خاصةً وأن أحدًا لا يملك أن يقول بأن شخصًا ما أكثر غيرة على دينه من الآخر. مؤكدًا أن مبررات النظام الحاكم ومؤسساته تزيد الأمر اشتعالاً.
 
واختتم "منيب" حديثه متساءلًا: هل كان يجرؤ مهندسو الحي فى "العمرانية" أن يلغوا تصريح بناء أو إيقاف بناء أحد من أصحاب النفوذ البسيطة؟؟!! موضحًا أن المسئولين والقائمين على الوطن هم من يتأمرون عليه، بفشلهم فى إدارة الأمور، ونجاحهم فى إغراق الوطن وحرقه بنيران غطرستهم خلف خطايا الأعداء الخارجيين والوهميين، على حد تعبيره.