عماد توماس
•جمال عيد: كريم عامر قضى أطول فترة سجن كاملة لمدون عربي.
• روضة احمد: من الأمور الغير مفهومه تدخل بعض المحامين بالادعاء ضد كريم
• كريم عامر: لم يتبرأ منى أهلي، ووالدي وآخى استقبلوني جيدًا
كتب : عماد توماس
في غياب لافت للفضائيات المصرية والعربية وحضور واضح للفضائيات ووكالات الأنباء العالمية، نظمت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ، مؤتمرا صحفيا أمس الأربعاء 24نوفمبر 2010، تحدث فيه المدون كريم عامر عن ظروف محاكمته وسجنه وتعرضه للضرب أربعة مرات ، وحياته داخل سجن برج العرب ،وملابسات احتجازه أحد عشر يوما بشكل غير قانوني قبل الإفراج عنه. وتحدث أيضا في المؤتمر محاموه بالشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ، روضة أحمد وجمال عيد.
كريم عامر يحكى قصته
وصف كريم عامر قصة سجنه بالتجربة الصعبة والقاسية، مشيرا إلى أن ما خفف عنه فترة السجن والقمع الذي تعرض له، إيمانه وقناعته بأفكاره، مشيرا إلى ثقته في انه لم يفعل شيئا خاطئا.
وبدأ كريم في سرد وقائع احتجازه بداية من شهر مارس 2006 عندما تلقى استدعاء من كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر لحضور مجلس تأديب بسبب مقالاته التي يكتبها على الانترنت من خلال موقع "الحوار المتمدن" ، وتم سؤاله في التحقيق عن مقالاته التي ينشرها على الانترنت، ولم ينكر ذلك لأنه كان يشعر إن هذه المقالات لا يوجد بها شئ يدينه بصرف النظر على الاختلاف في الرأي حولها.
مؤكدا على أن الجامعة ليست لها سلطة عليه خارج أسوارها، وأن علاقته بالجامعة علاقة طالب بالجامعة. ثم فوجئ بفصله من الجامعة وتحويل أوراقة إلى النيابة العامة.
وفى 13 أكتوبر 2006 تلقى استدعاء من النيابة العامة ببلاغ من جامعة الأزهر، وتعددت اللقاءات في النيابة واعترف بان المقالات تخصه معتبرا أنها تعبير عن الرأي وتم حبسه 4 أيام على ذمة التحقيق مع استمرار التجديد له، حتى صدر الحكم في 22 فبراير 2007 بالسجن أربعة سنوات
تعرض للاعتداء فيها –ولم يشأ الحديث عن تفاصيل الاعتداء كونها موجعه- مكتفيا بالإشارة إلى تعرضه للاعتداء بالضرب من رئيس مباحث مجمع محاكم إسكندرية، الذي طلب منه أن يبتسم أمام الكاميرا لتصويره !!
وأشار كريم، إلى احتجازه في بداية القضية في قسم محرم بك ثم ترحيلة إلى سجن "الحضرة" الخاص بالحجز الاحتياطي من 26 نوفمبر 2006 حتى 4 مارس 2007 ثم ترحيلة إلى سجن برج العرب.
مؤكدًا على رفضه مساومة احد الضباط بالرجوع عن أفكاره مقابل الإفراج عنه، ثم تم الاعتداء عليه من احد رجال المباحث وحدث له خدوش وكدمات وكسر في الفك الامامى وتم حفظ التحقيق باعتباره بمشاجرة في داخل السجن.بحسب قوله.
وأشار كريم عامر ، إلى منع الزيارات عنه بعد أن كان يُسمح للمحامين بزيارته في بداية سجنه بإذن من النيابة العامة، حتى منعت الزيارات تماما وكانت آخر زيارة له في 4 أكتوبر 2009
وبعد خروجه من السجن تم احتجازه لمدة 11 يوم حتى يوم 16 نوفمبر الماضي في احد مقرات الداخلية بالإسكندرية، وعُرض على أمن الدولة ووضع عصابة على عينيه واستجوابه بالتهديد والشتائم. حتى تم الإفراج عنه وتسليمه إلى والده واخيه في الساعة الحادية عشر مساءً يوم 16 نوفمبر الماضي.
كريم...سجين رأى
وقالت الأستاذة روضه احمد، محامية كريم عامر، إن التحقيق مع كريم في النيابة تم تحويله من جامعة الأزهر، وكانت التحقيقات تتم بشكل جماعي في حضور أربعة وكلاء نيابة، ورفض كريم الإمضاء على محضر الجلسة ثم فوجئنا بالحكم بالحبس أربعة أيام على ذمة التحقيق.
وأضافت روضة أن من الأمور الغير مفهومه تدخل بعض المحامين بالادعاء ضد كريم، حتى تم الحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات بتهمة ازدراء الدين الاسلامى وسنة واحدة بتهمة اهانة رئيس الجمهورية.
مشيرة إلى أنها حاولت اخذ منطوق الحكم من القاضي الذي قال لها "اعملوا اللي عندكم والحكم مش هينزل يوم واحد" وعلقت روضة إن هذا ما حدث بالفعل فالحكم لم ينزل يوم واحد !!
وأشارت روضة، إلى قرارا منظمة العفو الدولية باعتبار كريم سجين رأى .
أطول فترة سجن لمدون عربي
وقال جمال عيد، مدير الشبكة العربية، انه من الصدف الغريبة إن سجن كريم عامر هو أطول فترة سجن لمدون عربي، قضى الفترة كاملة فيها بالإضافة إلى 11 يوم زائد عن المدة المقررة لسجنه.
وأشار عيد، إلى توزيع وزارة الخارجية بيانًا في اسبانيا ملئ بالأكاذيب-بحسب تعبيره- أن كريم قد اعترف بأنه مدان، بالإضافة إلى تجاهل المجلس القومي لحقوق الإنسان أثناء زيارته لبرج العرب زيارة كريم عامر.
كما أشار عيد، إلى تسجيل الاعلامى مفيد فوزي لحلقة تلفزيونية داخل السجن تم اختيار الأماكن والأشخاص للتسجيل معه، وبعد قيام محام الشبكة بزيارة السجن ، كأنهم في سجن آخر مختلف عن ما تم التصوير فيه!!
وأكد جمال عيد، أن المدونين المصريين وخاصة اليساريين وغيرهم هم أكثر الناس الذين دعموا كريم معنويًا، مشيدا بدعم مركز هشام مبارك، وهويدا طه-معدة قناة الجزيرة، والمدونة نوراه نجم ودعاء سلطان والصحفي مجدي سمعان.
ونفى كريم ما تردد في الصحف المصرية، من تبرأه أهله منه، وقال إن والده وأخيه استقبلوه جيدا بعد خروجه، معتبرا إن علاقته بأهلة أمر شخصي لا يحق لأحد أن يتدخل فيه
وأكد كريم انه ضد حبس اى شخص مهما كان رأيهم وفكرهم حتى لو كانوا من المتطرفين دينيا طالما ارءاهم لم تصل إلى الممارسة
وردا على سؤال لــ" الأقباط متحدون" حول هل شعر كريم عامر بخيبة أمل وحزن نتيجة تجاهل معظم مراكز حقوق الإنسان في مصر التضامن معه وموقفه من الذين تاجروا باسمه في جمع الأموال؟ أجاب كريم إن كل الأخبار التي كانت تحدث خارجا لم تصل اليه إلا خلال وقت الزيارة، وكانت تصل له خطابات المتضامنين معه والتي كانت ترفع من معنوياته مشيدا بدور الشبكة العربية في التضامن معه. نافيا علمه باى مركز من مراكز حقوق إنسان أخرى خلاف الشبكة العربية، معبرا عن حزنه من بعض الذين تاجروا باسمه وقاموا بجمع أموال مؤكدا على عدم علاقته باى شخص قام بجمع أمولا باسمه.
وردا على سؤال آخر لــ"الأقباط متحدون" للمحامى جمال عيد ، حول هل تعرضت الشبكة العربية لانتقادات نتيجة دفاعها عن مدون متهم بازدراء الدين الاسلامى؟
أكد جمال عيد، أن الشبكة دافعت في قضايا الرأي عن الإخوان المسلمين واليساريين، وعن المدون المسيحي هاني نظير، مشددا على أن الشبكة العربية تدافع عن الرأي بصرف النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا مع هذا الراى، موضحًا أن لدي الشبكة مئات من قضايا الراى التي يدافع عنها مشيرا إلى دفاعه عن صحفي روزاليوسف رغم هجوم الجريدة على الشبكة.
وأضاف عيد، أن جامعة الأزهر المتشددة لم تكتفي بشطب كريم لكن بتحريض المجتمع ضده معبرا عن الفارق بين زمن طه حسين وزمن كريم عامرـ فالاول دافعت الجامعة عنه والثاني قدمته الجامعة للمحكمة.
وعن كيفية قضاء وقته بالسجن قال كريم عامر، إن الخيارات المتاحة خاصة ه في مشاهدة البرامج في التلفزيون كانت محدودة، مشيرا أن بعض البرامج كانت طقس من طقوس التعذيب مثل برنامج "البيت بيتك" !! وأنه كان يتحاشى الحديث مع اى من المسجونين لعدم وجود تقرب فكرى ،كون معظمهم من المسجونين في قضايا المخدرات.
وحول سؤال عن سبب تمرده الفكري في سن مبكر، أجاب كريم، أن الضغط الشديد يؤدى إلى الانفجار، مشيرا إلى معيشته وسط أسرة متدينة فالتحق بالتعليم الازهرى منذ الابتدائية، معتبرا أن هذا كان بمثابة "سجن مؤبد" لإجباره على البقاء حتى الجامعة ولا يجوز التحويل إلى اى جامعة مدنية أخرى. مشيرا إلى بداية كتاباته عن حقوق المرأة متأثرا بكتابات الدكتورة نوال السعداوى .
http://www.copts-united.com/article.php?A=26072&I=638