مايكل فارس
بقلم: مايكل فارس
"القاديانية" هي طائفة إسلامية وتنتمي الطائفة القاديانية إلى الجماعة الأحمدية وهي فرقة نشأت في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي في شبه القارة الهندية، مؤسسها هو "ميرزا غلام أحمد القادياني" نسبة إلى بلدة "قاديان" في إقليم "البنجاب" في الهند، حيث وضع أسس جماعته عام 1889 عندما صرح أنه هو المهدي المنتظر ومجدد زمانه.
والطائفة القاديانية في مصر تقدمت منذ فترة بطلب لمجمع البحوث الإسلامية لدراسة فكرها في سبيل الحصول على شرعية لهم في مصر لكن المجمع رفض الاعتراف بها لأنها مخالفة لصحيح الدين الإسلامي ومناقضة لعقيدة الإسلام فهي جماعة مرتدة عن الإسلام وليس لها أن تدخل مساجد المسلمين -حسب العقيدة الإسلامية-.
ورفض المفتي الدكتور "علي جمعة" زواج المسلمة من شخص تحول إلى العقيدة الأحمدية لأنها ارتداد عن الإسلام وخروج واضح عليها، وقد جاءت هذه الفتوى ردا على سؤال لإحدى السيدات بأنها متزوجة منذ 4 سنوات ونصف ولديها طفلان وأن زوجها اعتنق الأحمدية مؤخراً بسبب إلحاح والده وأخيه وتريد معرفة موقف الشريعة الإسلامية من مدى جواز الاستمرار معه في الزواج.
وهي طائفة غير معلنة ومن الصعب أن تجد أحد في مصر يقول على نفسه قادياني أو أحمدي لأنهم فرقة مُكفرة علناً وقد صدر بيان منذ بضع سنوات بتكفيرها في مصر ولكن الخطورة تكمن في أن هناك محاولات منهم للظهور على الساحة للمطالبة بحقوقهم والاعتراف بهم مثلما حدث مع البهائيين.
فقد أدى الصراع الذي خاضه البهائيين في مصر على مر عقود والمطالبة بحقوقهم والذي ساعدهم في ذلك الإعلام والمواقع والصحف المهتمة بشأن الأقليات فكل هذا أعطى لهم منبر ليتحدثوا فيه عن حقوقهم وبالفعل حصلوا على جزء منها.
ومن تلك النقطة الفارقة لقد أعطى البهائيين الضوء الأخضر لغيرهم من هؤلاء الذين يعيشون في مصر للمطالبة بحقوقهم، فكم من الأقليات نسمع عنها مثل القرآنيين والشيعة والأمازيغ والكثير لا نسمع بالرغم من وجودهم مثل البهرة والقاديانيين، فهناك محاولات ظهرت مؤخراً من القاديانيين متمثلة في توزيع منشورات في وسط البلد بالقاهرة للمطالبة بحقوقهم مثل البهائيين ومن المنتظر الأيام المقبلة أن تشهد الساحة الإعلامية الصراع المحتدم بين القاديانيين والدولة بعد صراع البهائيين.
ولكني أتساءل لماذا كل حق يأتي بعد صراع مرير؟؟ أليست الحقوق هي حقوق مكتسبة؟ لماذا تظهر وكأنها ممنوحة من السيد للعبد؟ أليس كلنا مصريين ولنا كل الحقوق بالتساوي؟
خاصة في ظل وجود تيارات سلفية تزداد يوماً بعد يوم تلك التيارات التي استطاعت أن تخترق القضاء والصحافة والإعلام عموماً وأصبحت منابر للسلفية، فالخوف يزداد يوماً بعد يوم من مصير هذه البلد التي طالما تعبت منذ نشأتها.
فبعد الأسرة الثلاثين من تاريخ الفراعنة انهارت الحضارة المصرية لتقع فريسة لغزاه احتلوها وأذلوها حتى بعد أن حكمها المصريين مرة أخرى في عهد محمد نجيب عادت مرة أخرى للاحتلال الوهابي السلفي الذي أصبح يسيطر على كل العقول في المؤسسات الحساسة في الدولة ذلك الاحتلال الفكري الذي يُفرق بين أبناء الوطن على أساس الدين ونسى أن الكل مصريين ولهم نفس الحقوق والواجبات.
http://www.copts-united.com/article.php?A=2572&I=71