د. وجيه رؤوف
بقلم: د. وجيه رؤوف
كثر في الفترة الأخيرة الحديث عن الخنازير وأنفلونزا الخنازير والحقيقة لقد خاض الكثيرون في الحديث عن هذه الأزمة، وكيف لا وقد جاء اسم الخنازير ومعروف الكراهية الداخلية للخنازير من معظم المصريين وخصوصاً أن زرائبها تصدر عنها روائح كريهة وخصوصاً على طريق المحور وفي مدن القليوبية.
وقد تصدرت أخبار تلك الزرائب جرائد الصحف منذ فترة ومعروف مشاكل المحليات مع أصحاب تلك الزرائب ومطالب المحليات لنقلها خارج الكتلة السكنية، والحقيقة أنا مع هذا الرأي فلا يصح أن تبقى تلك الزرائب وهذه الروائح داخل العاصمة واعتقد أن الكثيرين سيوافقونني هذا الرأي.
ولكن منذ حدوث تلك المشكلة بات أصحاب هذه الزرائب يشعرون أن هناك مؤامرات تدار ضدهم وحينما جاء موضوع أنفلونزا الخنازير جاءت هذه القصة كالقشة التي قضمت ظهر البعير فقد قام كثيرون بالهجوم على أصحاب المزارع مُربي الخنازير كما صرخ آخرون يحركهم الوازع الديني على أساس أن الخنازير نجسه لا يجب تربيتها ويجب إعدامها لأنها أساس كل بلاء!!
عموماً نحن هنا لنناقش هذا الأمر بروية وحيادية فيجب علينا ذكر الحقيقة مجردة من كل نوازع داخلية, مشهور علمياً وصحياً أن الخنازير تحمل داخلها طفيليات الفاشيولا التي إن أصيب بها الإنسان مرض بأمراض شديدة بالكبد، حيث أن الخنزير يحمل طوراً معيناً من أطوار هذا المرض وقد ذكر كثيرون خطورة هذا ولكننا هنا نقول بعض الخنازير تحمل هذا الطور وبعضها لا يحمله حسب تعرضها لهذا المرض فإن تربت الخنازير في جو صحي لا تصاب بهذا المرض ولا تحمله ولا تكون طوراً من أطواره وأيضاً نقول أن الأبقار تحمل أطواراً لطفيليات وديدان عدة وكذلك الكثير من الحيوانات تحمل أطواراً للـ "تينيا ساجيناتا" و"التينيا سوليم" ولذلك فمعظم الحيوانات معرضة لأن تكون طوراً حاملاً للمرض.
ونأتي إلى الخنازير التي شاء حظها النحس أن تكون طوراً من أطوار تحور أنفلونزا الطيور فما الذي حدث:
في المكسيك كانت هناك خنازير تربى في حظائر مشتركة مع الطيور ولحظ الخنازير التعس أصيبت الطيور بالأنفلونزا ونقلتها إلى الخنازير وكما أثبت أنه في حادثة أخرى أصيب أحد الأفراد بأنفلونزا الطيور ومن ثم نقل هذا المصاب أنفلونزا الطيور إلى الخنزير الذي بعد أن أصيب نقل هذا الفيروس إلى الإنسان.
بمعنى آخر ولكي أسهلها لكم لو أن في تلك الحظائر التي تواجد فيها الخنازير مع الطيور المصابة كانت هناك أبقار وأحصنه لتم إصابة تلك الأبقار وتلك الأحصنة ولصار هؤلاء حاضني لطور المرض بدلاً من الخنازير.
طبعاً في الأمور الخاصة بالصحة نحن دائماً نتجه إلى وزارة الصحة لكي تدلو بدلوها في هذا الأمر حيث أنها المنوط بها مناقشة أمور الصحة الخاصة بشعب مصر وعلى الرغم من أنه لم تحدث إصابة واحدة لخنزير واحد داخل مصر، إلا أنه تم رفع حالة الاستعداد في مصر إلى الدرجة القصوى وفتح مجلس الشعب وتم مناقشة مشروع الخنازير الذي لم تحدث منه حالة ضحية واحدة ولم ينفتح مجلس الشعب لمناقشة قانون دور العبادة الموحد الذي بسبب عدم صدوره ترتوي أرض مصر بدماء الضحايا ودموعهم من الأقباط مع أن مثل هذا القانون لو صدر لضمن الوحدة الوطنية والتي كما يدعون تعتبر قضية أمن قومي, لكن وحدة قومية إيه وأمن قومي إيه؟؟ المهم عندنا قضية الخنازير التي لم يورد لها ضحية واحدة!!
المهم وتحت قبة سيد قراره تقوم النائبة جورجيت قليني لتطالب الدولة بتعويض أصحاب المزارع في حالة ذبح هذه الخنازير وتقول في حديثها: لو ما عوضتوش الناس دي, الناس دي هتيجي وتاكلكوا.
فينبري لها أحد الأعضاء وهو خبير سابق في عمل سندوتشات الكبدة وحسب خبرته في لزازة الأكل ويقول لها: لو جم يا كلونا هناكلهم.
وهكذا ترك الموضوع للحناجر وللصوت العالي دون احتكام إلى العلم والمنطق فبادروا باتخاذ قرار بذبح كل الخنازير!!
ولقد صدر من منظمات الصحة العالمية ومنظمة "الفاو" قرارات موجهة إلى مصر بأن قرار الذبح هذا غير مُجدي في حالة مكافحة المرض، كما ثارت منظمات الدفاع عن حقوق الحيوان على هذا القرار واعتبرته قرار غير سليم.
عموماً بالنسبة للمرض وكنوع من التوعية فيروس الأنفلونزا هذا من نوع AH1N1، وهذا النوع من الفيروس ينتشر عن طريق الرزاز وتظهر علاماته على الإنسان في شكل ارتفاع في درجة الحرارة حتى الثامنة والثلاثون فما فوق أو انخفاض في درجة الحرارة حتى الخامسة والثلاثون في الحالات المتقدمة، ويكون هذا الشخص يعاني من التهاب في الحلق ورشح وعطس وربما عانى من إسهال وقيء وفي الحالات المتقدمة يحدث التهاب رئوي مع رعشة بالجسم وقد تحدث كل هذه العلامات أو بعض منها ويكون الشخص مشتبهاً به بإصابته بهذا المرض حتى تتم الفحوص المعملية بعد كرات الدم البيضاء وأخذ مسحة من الزور ولا يصبح مشتبهاً به إلا إذا ثبت اختلاطه بالحيوانات ولا تثبت إصابته إلا بعد ظهور نتيجة التحاليل التي تثبت ذلك.
عموماً بالنسبة لخطة العمل المقترحة للتغلب على أنفلونزا الطيور وأنفلونزا الخنازير فمن المفروض القيام بالآتي:
1- تكليف أجهزة الإعلام الرسمية بالقيام بنشاط ملحوظ في مجال توعية الشعب عن سبل انتشار المرض وطرق الوقاية وسبل العلاج.
2- تكليف فرق من الأحزاب المختلفة بضرورة الالتحام الجماهيري مع بسطاء الشعب وعامته وتبسيط الفكرة عن المرض وطرق الوقاية.
3-تكوين لجان صحية بالمطارات والمواني المختلفة لتوقيع الكشف الطبي وفحص الزوار من كافة الدول وخصوصاً هؤلاء القادمين من دول موبوءة.
4- منع استيراد أي أغذية دون الكشف الصحي عليها وتحليلها ضمان لخلوها من أي مرض.
5- تكوين لجان طبية مكوّنة من أطباء أكفاء للقيام بالرصد اليومي لأي حالات مرضية دون التهاون بها والإبلاغ اليومي عن أي حالات سواء بالسلب أو الإيجاب.
6-تحفيز مصانع الأدوية على وضع مؤشر الإنتاج في أقصى مداه لتصنيع اللقاحات والأدوية الخاصة بمكافحة المرض حالة ظهوره.
7- وضع طاقه الإنتاج للأقنعة الواقية في أقصى درجة إنتاج وذلك لتصنيع كمية كافية تغطي الاحتياج الجماهيري في حالة حدوث المرض في صورة وبائية لا قدر الله.
8-المحاولة الجادة من أجهزة الدولة لمنع التكدس الجماهيري داخل وسائل المواصلات المختلفة حتى نمنع انتشاره ونحد من ذلك.
9- نقل مزارع الأبقار والطيور والخنازير خارج الكتلة السكنية على أن يكون مخصصاً لها أماكن صحية وتحت الأشراف البيطري من الدولة.
10- في حالة حدوث حالات لا قدر الله يلتزم المريض بالراحة التامة على أن يعزل في مكان خاص داخل المنزل أو المستشفى مع التوعية على طاقم التمريض والطاقم المعالج وجميع مَن يحتكوا بالمريض على ارتداء الأقنعة الواقية والتمسك ببرنامج مكافحة العدوى حتى لا ينتقل المرض من شخص إلى آخر.
هذه بعض المقترحات حتى نتمكن من مكافحة هذه العدوى، وندعو الله سبحانه أن يقي مصرنا الحبيبة وشعبها من هذا الوباء.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=2548&I=70