الأسلمة والتنصير: من الرابح؟ من الخاسر؟

فرانسوا باسيلي

بقلم: فرانسوا باسيلي

طالعت في إحدى صحف الصباح الخبر التالي:
"تزايدت المطالب الرامية لتطبيق حد الردة على محمد حجازي المتحول عن الإسلام للمسيحية في مختلف انحاء المدن والقرى (المصرية) بالرغم من أن د. جمعة مفتي الديار المصرية أصدر فتوى أكد خلالها عدم جواز قتل المرتد استناداً للآية القرآنية (لا إكراه في الدين) إلا أن العديد من علماء الدين ومشايخ الأزهر أطلقوا مؤخراً نداءات لملاحقة محمد حجازى وتطبيق الحد عليه".

وأعترف أنني للوهلة الأولى شككت في أنني في "علم" وظننت أنني ربما في "حلم" أو كابوس، أعادني إلى عصور سحيقة مضت كانت تتعالى فيها –في الشرق والغرب على السواء- صيحات الجماهير في المدن والقرى مندفعة خلف رجال دين مكفهرى الوجوه تطارد رجلاً قالوا أنه مرتد أو كافر أو مهرطق -مثلما قالوا عن ابن رشد وجاليليو وكوبرناكس-، أو خلف إمرأة قالوا أنها ساحرة مشعوذة -مثلما قالوا عن كل امرأة لا تخضع لأوامر رجالهم أو لتعاليم ديانتهم السائدة فيقولون أنها ساحرة ويحرقونها حية تتلوى من الألم في ميدان عام كما فعلوا في "ساحرات" قرية سالم الأمريكية الشهيرة منذ أكثر من خمسمائة عام-، وكما فعلوا في أوروبا في محاكم التفتيش الكاثوليكية ضد "الكفار" من غير الكاثوليك من المسيحين الآخرين واليهود والمسلمين.

وتصورت أنني أعاني من كابوس ثقيل مرعب مظلم لا بد أن أسارع للتخلص منه والاستيقاظ من عفونته وعنفه لدفء وأمل شمس الصباح في يوم آخر واعد بالنور والفل والخير، على عادة تحيات الصباح المصرية الجميلة التي كان يتبادلها المصريون المحبون المتفائلون الباسمون أبداً في كافة قرى ومدن وربوع أرض الكنانة قائلين في ابتسام وحب:

"صباح الخير" "صباح الفل والياسمين" "صباح القشطة".

ولكن بدلاً من هذا أجد أمام عيني كلمات ذلك الخبر الرهيب تتراقص في أحرف حمراء بلون الدم، فأعاني قراءتها للمرة الثانية والثالثة في حالة من الذهول والرفض والقرف وعدم التصديق: "تزايدت المطالب الرامية لتطبيق حد الردة على محمد حجازي المتحول عن الإسلام للمسيحية في مختلف أنحاء المدن والقرى.."

 مختلف أنحاء المدن والقرى؟!!
لقد ترك المصريون إذاً كافة مشاكلهم واهتماماتهم وقضاياهم المصيرية والوجودية والحياتية اليومية من العطش لانعدام المياة إلى أمراض الطيور إلى التعليم المنهار إلى تلوث البيئة وسرطنة الأطعمة إلى الفساد والرشوة إلى الفقر والعوز والحاجة إلى اطفال الشوارع إلى بطالة الشباب وجلوسه على المقاهي ليلاً ونهاراً.. تركوا هذا كله وراحوا يطالبون في أنحاء المدن والقرى بملاحقة رجل أعلن ترك الإسلام واعتناق المسيحية يريدون للدولة أن تقتله!

أية حالة وجدانية شعبية عامة يمكن أن تكون هذه التي تدفع بعدد كبير من الناس للمطالبة بقتل رجل يعيش بينهم له زوجة وربما أولاد، له أم وأب وربما أخوة وأخوات، رجل له اسم وله وجود، رجل يمشى بينهم ويكلمهم ويحدق في عيونهم كما كانت تحدق المرأة البائسة في العصور المظلمة في أوروبا وأمريكا في أعين الجماهير المنتشية إلى حد الجنون وهي تشاهدها تحترق على الصليب أمامهم.

أية حالة من الهذيان البائس والفقر الروحي المدقع والهياج العاطفي البدائي الفج يمكن أن تكون هذه التي تجتاح جموعاً وجماعات بشرية كان يمكن أن تكون طيبة وديعة وجميلة.. فنراها تخرج عن وطرها وتتحول إلى كتلة جماعية فاقدة للإحساس البشري والمروة والشهامة والتعاطف الإنسانى-فتروح تطالب بقتل رجل لأنه غير أيمانه ومعتقده؟ هذا رجل لم يقتل نفساً ولم يبدأ حربا يقتل فيها مئات الآلاف، رجل لم يحرق بيتا على أصحابه ولم ينسف سوقا بمن فيه من باعة ومشترين أبرياء مساكين. رجل لم يسرق مال جاره ولا أكل أموال اليتامى- هذا رجل لا نعرف له "جريمة" سوى أنه أعلن تغيير دينه.. فبأي ضمير انسانى نطالب بقتله؟

كيف نبرر إنسانيتنا بمطلب كهذا؟ كيف يمكن أن نطلب قتل إنسان كهذا وندعي أننا ننتمي للإنسان وللإنسانية بصلة؟

مبررات القتل
استند د.جمعه مفتي الديار المصرية إلى آية قرآنية تقول "لا إكراه في الدين" فأصدر فتواه بعدم جواز قتل المرتد، كلمات الآية "لا إكراه في الدين" كلمات واضحة المعنى لا لبس فيها فلماذا يلجأ شيوخ وعلماء آخرون إلى نصوص أخرى ويتجاهلون هذه الآية؟ وإذا كان هناك خيار ممكن فلماذا لا يختارون الأكثر يسراً في الدين بدلاً من الأكثر عسراً؟

على رأس المطالبين بتطبيق حد الردة على محمد حجازى هي د. سعاد صالح الأستاذة بجامعة الأزهر والتي أشارت إلى "أن الشاب المتنصر لم يكتف بالردة وإنما أنكر أن الإسلام ديانة سماوية وهو ما يضعه في خندق المتآمرين على المسلمين" وموقف د. سعاد غريب حقاً فهل من المعقول أن يترك الشخص دينه سواء كان الإسلام أم المسيحية أم غيرها وهو يزال على الإعتقاد بان الدين الذي يتركه ديانة سماوية؟ أليس من المسلم به والبديهي فيمن يترك ديناً انه لم يعد مؤمناً بهذا الدين؟ كيف يستخدم هذا الأمر إذاً لتبرير قتل هذا الإنسان باعتباره مشتركاً في التآمر على الدين المتروك؟ أي تهافت فكري هذا؟ أي افتئات واجتراء على المنطق وعلى الحق؟

ويقدم لنا الشيخ عبد الصبور شاهين والشيخ يوسف البدري نفس الحجة المتهافتة تبريراً لقتل هذا الإنسان فيقول الخبر المنشور في الصحيفة : "واعتبر شاهين حجازي مرتداً وذلك لأنه أقر بأن الإسلام ليس ديانة ونادى بضرورة قتله" وندد الشيخ محمد حسان بالذين يريدون عدم تطبيق حد الردة على المتحولين عن الإسلام واعتبر هؤلاء فتنة على المسلمين.

إن فكر هؤلاء ليس جديداً علينا ولا على مصر فهذا هو فكر حركات الإسلام السياسي والجماعات الإسلامية بشكل عام، وهي الجماعات ذات التاريخ الدموي منذ نشأة جماعة الإخوان المسلمين في مصر وقامت بإنشاء جهازها السري الذي قام بعدة عمليات اغتيال، قام النظام المصري في عهد الملك فاروق قبل ثورة يوليو باغتيال الشيخ حسن البنا مؤسس الإخوان المسلمين -بدلاً من محاكمته لكشف تورطه في هذه العمليات ومسئوليته عنها من عدمه-، وكانت هذه بداية لسياسة "الحل الأمني" البائس الذي يقدمه النظام المصري لظاهرة الإخوان وفكرهم الديني السلفي المنغلق بدلاً من تقديم حلول متكالمة الجوانب من ثقافية إلى سياسية إلى اقتصادية إلى اجتماعية، فكر منغلق لا يقيم في عصرنا الحاضر ولكن له برق يتلألأ بمشاعل العاطفة الدينية المتأججة التي يجد فيها المقهورون والمستلبون والمظلمون الملاذ الأوحد والأمل الأخير.

هؤلاء المنضوون تحت لواء الفكر الإسلامي السياسي مخلصون غيورون على دينهم بلا شك ولكن المأساة هى أنهم يسعون إلى تقدم وعزة أمتهم بفكر بائد ينتمي إلى عصور القبائل وعقلية العشائر وحرب الغبراء والبسوس، وبأساليب بالية ومنطق تليد اهترأ من طول قدمه ولم يعد ملائماً لحياة عصرية ولا لحضارة ومدنية، المأساة الكبرى في هؤلاء ليست في مدى إخلاصهم أو طهارتهم أو تقواهم وإنما في أن فهمهم لهذه القيم وتطبيقهم لها هو فهم متحجر في إطار زمن مضى بما به ومن به لذلك تأتي تقولاتهم وأفكارهم وأساليبهم وفتاواهم صادمة لمن يقيمون في عصرنا هذا.

في مقال لى بعنوان "لماذا تقدم الغرب وتخلف العرب؟" أشرت إلى أن العالم العربي -والعقلية العربية- يعيش اليوم في اللحظة التاريخية التي كانت فيها أوروبا قبل عصر النهضة أي بفارق حوالي ستة قرون من التطور الحضاري تخلصت فيها أوروبا من طغيان التسلط الديني للكنيسة الكاثوليكية التي كانت تحرق العلماء "لهرطقتهم وكفرهم" وكانت تحرق النساء "لشعوذتهم" إلى أن ساهم اختراع المطبعة في نشر المعرفة وقام مفكرون أبطال مثل فولتير وروسو وغيرهم بالتصدي بشجاعة لفكر التسلط الديني فأبعدوه عن مواقع السلطة السياسية وتحررت بذلك طاقات الشعوب الأوروبية لتبدع وتخلق وتكتشف وتنتج دون خوف من أحد رجال الكهنوت يتهم العلماء والمفكرين والمبدعين والفنانين بالكفر كما كانوا يفعلون.

وهذه القرون الستة منذ انتهاء العصور المظلمة الوسيطة وبدء عصر النهضة وحركة التنوير الغربية هي نفس الفترة التاريخية بين ظهور المسيحية وظهور الإسلام.. فالمجتمعات العربية الإسلامية لم تستكف بعد القرون اللازمة للنضال من أجل التحرر من سطوة التزمت الديني والكهنوت السياسى، ولكن مع تسارع وتيرة ووسائل المعرفة اليوم هل لا بد للمجتمعات الإسلامية أن تضيع ستة قرون أخرى لكي تصل إلى بداية عصر نهضتها؟ أليس الأحرى بها الإستفادة من دروس الغرب في هذا المجال والإسراع بالتحرر من قبضة وأغلال المجتمع الديني والدولة الدينية التي حولت مجتمعاً كان جميلاً آمناً ضاحكاً متفائلاً مثل المجتمع المصري إلى وحش هائج يطالب بكل صخب وسطوة إعلامية ومنابره وشيوخه بملاحقة شاب بريء أعزل لتطبيق حد الردة عليه وقتله بين أهله؟

تهافت الأسلمة والتنصير
من أعجب مظاهر الهوس الجماعي في مجتمعاتنا العربية اليوم هي تلك المهرجانات والإحتفالات التي ينصبها المتدينون المتشددون احتفالاً بمن يترك ديناً آخر ويعتنق دينهم، فتطالعنا الصحف العربية والإسلامية هنا في الولايات المتحدة من وقت لآخر بأخبار أسلمة امرأة أمريكية وزواجها من رجل عربى.. وتخصص الجريدة عدة صفحات لهذا الخبر مع صور عديدة للزوجة التي "هداها الله" فتركت المسيحية واعتنقت الإسلام، وكثيراً ما يتضمن التحقيق الصحفي قدراً عالياً من الفرح وقدراً آخر من "الشماتة" في الغرب المسيحي الذي تؤخذ أسلمة هذه السيدة علامة ماحقه على فشل المسيحية في إقناع المؤمنين بها والحفاظ عليهم.

وفي المقابل تحتفل الأوساط المسيحية العربية في الولايات المتحدة الأمريكية بكل شخص يترك الإسلام ويتنصر ويدور بعض هؤلاء على المجتمعات المسيحية واجتماعات الكنائس للتحدث عن تجربتهم وعن حلاوة المسيحية في حياتهم وكيف تغيرت حياتهم تغيراً كاملاً بمعرفة المسيح، وتقام لهم حفلات ترحيب واستقبالات عديدة أُدعى أحياناً لحضورها فأرفض دائماً، لأنني أعتبر الإيمان علاقة خاصة بين الإنسان وخالقه ولا أجد معنى في مهرجانات الإحتفال العام بأسلمة هذا أو تنصير هذه.

وقد بدأت في الفترة الأخيرة تظهر "مباريات" إعلامية يدعى فيها كل طرف أن "مئات الآلاف" من أتباع الدين الآخر يتركونه وينضمون لدينهم كل شهر أو كل اسبوع، بل قال أحدهم في إحدى وسائل الإعلام أن مركزاً ما للأبحاث قد صرح بأن سبعة عشر ألفاً من المسلمين يتنصرون كل يوم(؟) في مصر، وهو رقم خرافي ما أن سمعته حتى ضحكت إذ أن بهذا المعدل سيصبح كل المصريين مسيحيين خلال سنوات قليلة، وفي المقابل صرح الدكتور محمد عمارة أن مئات الآلاف من الأقباط يسلمون كل شهر في مصر، وهو أيضا تصريح مضحك ولا أساس له من الصحة، فالواقع أنه لا توجد أصلاً في مصر وسائل معتمدة لتوثيق هذه الأرقام الخيالية، فمجتمعاتنا العربية ليست مولعة بالأرقام فهي مجتمعات لغوية وليست رقمية، تفضل إطلاق التصريحات الفضفاضة على التحدث بلغة الأرقام الصارمة الباردة التي لا تعرف المحاباة والمجاملة ولا تعاني من أمراض التعصب والحماقة.. فالأرقام وحدها هي الحقيقة المجردة.

هذه المباريات الجارية فيمن سبق من في الأسلمة والتنصير هي مظهر آخر من مظاهر التردي الذي انحدر إليه المجتمع المصري والمصريون في عصرنا الحالي، والغريب أن ينزلق إلى ممارستها ليس فقط العامة من البسطاء ولكن البعض من أشهر الكتاب -مثل د. محمد عمارة– وهم المفترض فيهم أن يكونوا من ينتشل البسطاء من جهلهم وغيهم ويرشدونهم إلى طريق التقدم والبناء، لا أن يكونوا هم روادهم في مهرجانات السخف والتهافت والهوس الجماعي.

هذه المباريات بين متطرفي الأسلمة ومتطرفي التنصير لا معنى لها لأن الذي يتجاهله هؤلاء في غمرة اندفاعهم وراء عاطفة دينية متأججة عمياء هو أن عدد البشر الذين ينضمون إلى أعداد التابعين لكل من المسيحية والإسلام كل عام لا يقل عن مائة مليون إنسان، نعم مائة مليون وليست بضعة آلاف، وهؤلاء يأتون من الولادة الطبيعية للأطفال من آبائهم المسلمين والمسيحيين، فالمسلون في الأرض أكثر من بليون من البشر والمسيحيون يقتربون من البليونين، وكل بليون هو ألف مليون وعلى هذا فالتناسل الطبيعي لهؤلاء ينتج ما يقرب من مائة مليون مسيحي ومائة مليون مسلم جديد كل عام (لأن معدل الزيادة لدى المجتمعات المسلمة حوالي ضعفه لدى المجتمعات المسيحية بسب زيادة عدد الأطفال لكل أسرة) وعلى هذا فإن عمليات الأسلمة والتنصير التي لا تنتج سوى بضعة آلاف كل عام على أكثر تقدير هي شيء لا يذكر مقارنة بالنمو الطبيعي لأتباع الديانتين على الأرض.

الردة وحقوق الإنسان
عمليات التنصير والأسلمة إذاً ليست سوى بطولات وهمية لا ينغمس فيها سوى المدفوعين بعاطفة هوجاء نحو دينهم وكراهية عمياء لدين الآخرين، وهي في النهاية لن تقدم ولن تؤخر-وفي النهاية القوة والسيادة ليست بالكم- ونحن نرى قيمة وقوة اليهود في العالم رغم أن عددهم لا يصل عشرين مليوناً! فلا أفهم معنى هذا الهوس المطلق بمسألة الأعداد والأسلمة والتنصير.

ولكن موقفنا من تهافت وعبثية مهرجانات ومسابقات التنصير والأسلمة لا يعنى أن علينا أن نقف بلا مبالاة أمام قضية مثل قضية محمد حجازي وحد الردة، فهنا نحن أمام موقف باطش دموي من قبل المتشددين الإخوانيين وقادتهم وكتابهم وشيوخهم يريدون به الإعتداء الصارخ بالقتل -ليس إلا- على حق إنسان أراد تغيير دينه واعتناق دين آخر، إن موقفهم هذا يفضح كل ادعاءاتهم بأنهم يقيمون في عصرنا ويتكلمون لغة الإنسانية والمواطنة ويؤمنون بالديمقراطية وحقوق الإنسان فإن أحد أهم حقوق الإنسان هو حقه في الإيمان بما يشاء من أفكار ومعتقدات وأديان أو لا يؤمن بأي منها.

إن التبشير بأي دين في أي مجتمع ما دام تبشيراً سلمياً بالكلمة والموعظة الحسنة وليس بالضغط والإرهاب هو أمر مشروع ومقبول إنسانياً ولا يصح أن يقاومه أي مجتمع أو أي نظام، إن المسلمين يقومون به في كافة العواصم الغربية ويقولون لنا أن المسيحيين يعتنقون الإسلام على أثر تعريفهم به، فكيف إذاً نسمع من يقف في مصر ضد المبشرين بالمسيحية؟ وكيف لا تسمح السعودية مثلاً بالتبشير بالمسيحية على أرضها بينما تقوم هي بتمويل الدعاة الذين يبشرون بالإسلام في روما وسائر العواصم الغربية؟

أهو نوع من "الإستهبال"؟ أم هو فجور فكري واستحلال؟ أصعب حقاً على أي إنسان ذو ضمير أن يرى الغبن وعدم العدالة في هذا الميزان المختل والوضع المقلوب؟

إن المسيحيين يغيرون دينهم ويعتنقون الإسلام أو البوذية أو اليهودية كل يوم في الغرب ولا يهددهم أحد بالقتل.
فبأي عقلية معوجة يطلع علينا هؤلاء ليقولوا لنا في عصرنا هذا أن على النظام المصري ملاحقة إنسان أعزل لتطبيق حد الردة عليه وقتله لكي يشرب من دمه غلاة المتطرفين المتوحشين المملوئين وحشة وعنفاً وهياجاً بدائياً! إن هؤلاء بهذا البؤس الفكري والفقر الإنساني هم أول المسيئين للإسلام كما كتب بعض المعلقين من القراء المسلمين على هذا الخبر المظلم في موقع الجريدة على الإنترنت.
 

فإلى متى يقبل المسلمون استمرار هذه الحال التي يطلع علينا فيها كل بضعة أيام شيخ بفتوى لاتمت للعصر ولا للعقل ولا للإنسانية بصلة؟

إن المرض العقلي الذي ينهش جسد الأمة واضح معروف نرى علاماته وبثوره وقروحه على جسدها كل يوم، وهو مرض التطرف الديني والدروشة الدينية والمجتمع الدينى والدولة الدينية.

فهل لا بد لمجتمعاتنا أن تعاني ستة قرون أخرى قبل علاج هذا السرطان بفصل الدين فصلاً تاماً عن الدولة لكي نلحق ببقية مجتمعات الأرض المتوثبة التي فعلت هذا فأصبحت مجتمعات حرة جميلة مبدعة راقية؟
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع