مصريون يضعون ميثاق شرف اعلامى لتناول القضايا الطائفية

عماد توماس

أهم بنود الميثاق المقترح:
•    د.رءوف هندي: إعلاء قيمة المواطنة و البعد عن مفهوم الإثارة والسخونة
•    رامي عطا: احترام الأديان والبعد عن موضوعات السجال الديني/ العقائدي
•    فاطمة ناعوت: تحري الدقة في اختيار عناوين الموضوعات.
•    محمد الجيلانى: التأكيد على ضرورة احترام حق الرد والتصحيح وعدم التحريض على الطائفية
•    نرمين الصابر: حق التصحيح والرد والكشف عن مصادر تمويل الوسيلة الإعلامية
•    مايكل أرميا: الحيادية المطلقة وعدم التهويل أو التهوين في استعراض القضايا

تحقيق : عماد توماس
قبل الكلام

خرج مؤتمر الوحدة الوطنية والتصدي للفتنة الطائفية الذي دعت لعقده نقابة الصحفيين المصريين يوم الأحد 10 أكتوبر، بعدة توصيات خاصة بالإعلام منها عمل مرصد لمتابعة ما ينشر ويذاع ومحاسبة ومعاقبة أعضاء النقابة في حالة مخالفتهم لميثاق الشرف الصحفي وقانون النقابة . وإضافة قسم نوعى إلى ميثاق الشرف الصحفي يتعلق بهذه القضية .وتنظيم ورشة عمل موسعة تضم ممثلي الصحف ووسائل الأعلام المرئية والمسموعة ، لوضع مدونة سلوك " نوعية " تتعلق بالتناول المهني للقضايا الدينية والطائفية.
وفى هذا التحقيق استطلعنا أراء نخبة من المواطنين المصريين من مختلف الفئات العمرية والمهنية والنوعية والدينية، بهدف الخروج بملامح لميثاق شرف اعلامى لما يرغبوه في ما يحتويه  هذا الميثاق الاعلامى المقترح لوسائل الإعلام المختلفة سواء كانت صحافة -فضائيات-انترنت...الخ

التفاصيل
إعلاء قيمة المواطنة
 يطلب الدكتور رءوف هندي من الصحفيين والإعلاميين أن يحملوا دائما في قلبهم وعقلهم وقلمهم تـرمـومترا يقيسوا به ما يتلقوه ويسمعوه ثم يسـألون أنفسهم هل مانتلقاه وننوي نشره يجمعنا مع شركاء الوطن أم يفرقنا؟
ويضع الدكتور هندي خمسة ملامح ضرورية لما يجب أن يحتويه هذا الميثاق:
 الأول:  أن يحتوى على بند إعلاء قيمة المواطنة وأنها ليست كلمة تــوضع في الدستور يجب أن تكون واقعا ملموسا على أرض الواقع ويجب أن يكون هناك خطة وتفعيلا لترسيخ هذا المفهوم لدى المواطن العادي وليس للنخبة المثقفة.  الثاني: البعد عن مفهوم الإثـارة والسخونــة في المقالات أو المواضيع وتجنب عمل لقاءات مع الشخصيات المثيرة للفتن الطائفية وهم معروفون من الطرفين. الثالث:  أن يكون هناك تـقييم دائــم للأداء. الرابع:  أن يكون هناك لجنة إدارة الأزمات . الخامس:  إعــلام الإثارة الفوضوي يجب أن ينتهي وقلم الكاتب لابد ان يعلي من قيمة الانتماء للوطن والعلم وترسيخ مفاهيم العصر الجديد وتفعيل ثقافة احترام الآخر.

تحري الدقة و الصدق
الكاتبة الصحفية فاطمة ناعوت، تضع ثلاثة مبادئ لميثاق الشرف الاعلامى المقترح، أولهم :  مبدأ الرُّقي وتوضح أنه حتى في سِجال الشيطان ذاته يجب اختيار ألفاظ محترمة راقية بعيدة عن البذاءة والسفاهة. مطالبه ان نعود بالمصريين كسابق عهدهم الراقي حتي الستينيات الماضية قبل غزو الانفتاح واستعمار النموذج البترو-دولاري  والغزو الخليجي الذي شوّه تحضر مصر وخرّب قيمها النبيلة، والمبدأ الثاني هو :  مبدأ تحري الدقة في اختيار عناوين الموضوعات، منتقده اللجوء إلى صياغة عناوين "مفرقعة" لجذب انتباه القارئ، ثم بعد القراءة يتبين أن العنوان مقتصٌّ من سياق محرّف لا علاقة له بالمتن، هو لون من الفقر الصحفي لا يلجأ إليه إلا الأقلام فقيرة الموهبة، أما المبدأ الثالث في رأى ناعوت فهو  مبدأ الصدق وتعنى به عدم نشر حرف في موضوع إلا بعد التوثيق التام من صدقه بالمستندات الثبوتية. مؤكده على ان  "فرقعات" الصحافة الكاذبة تُفقد القراء الثقة في كل المنتج الصحفي.

احترام الأديان
ويضيف الباحث الشاب رامي عطا، إلى هذه البنود، الفصل بين الأحداث الخلافية التي تقع بسبب اختلاف الدين من جهة، وتلك الأحداث/ الصراعات التي تقع بسبب خلافات الحياة اليومية العادية من جهة أخرى. كذلك : احترام الأديان وعدم الإساءة إليها أو تناولها بالتجريح، والبعد عن موضوعات السجال الديني/ العقائدي، ليس فقط بين الأغيار دينياً ولكن أيضاً داخل الدين الواحد، والبعد عن الإثارة والتهييج والالتزام بالصدق والموضوعية في تناول الموضوعات ذات الطبيعة الجدالية، والخلافية. والدولة.
عدم التمييز
من جانبه، يشير محمد الجيلاني-عضو الهيئة العليا للحزب الدستوري ومؤسس حركه مصر للمصريين،  إلى أهمية الالتزام بمبادئ حقوق الإنسان واحترام التقاليد المهنية والحرص على عدم التمييز العرقي أو الديني أو اللوني والالتزام بحق التعبير وحق المعرفة. بالإضافة إلى التأكيد على ضرورة احترام حق الرد والتصحيح وعدم التحريض على العنف والطائفية والابتعاد عن الأحكام المسبقة و إظهار الحقائق الخالصة الصادقة واحترام الوطن وتاريخه وتراثه وكذلك احترام
الخصوصيات وعدم المساس بالأمور الشخصية.

مصادر الأخبار
تضع نيرمين الصبار معيدة بكلية الإعلام-جامعة القاهرة، أربعة بنود لما تراه متضمنا في ميثاق الشرف الإعلامي المقترح هي: 

الأول:  حق الجمهور في معرفة مصادر الأخبار التي تقدمها له الوسيلة الإعلامية وتحديد هوية هذه المصادر حتى يسهل عليهم تحديد مواقفهم من هذه المعلومات أو الأخبار أو الآراء ولتكون الوسيلة الإعلامية أكثر مصداقية وأمانة مع جمهورها وأكثر احتراما لعقولهم.

الثاني:  الكشف عن مصادر تمويل الوسيلة الإعلامية ودور الإعلانات في تمويلها وإذا لم يكن للإعلانات مكان في الوسيلة الإعلامية فيكون الكشف عن مصادر تمويلها أمام الجمهور شديد الأهمية خاصة في عالم مفتوح تستطيع أي جهة وأي شخص توجيه رسائله الإعلامية للجمهور.

الثالث: حق التصحيح والرد : وينبغي إعطاءه المزيد من الاهتمام وإيجاد وسيلة تجبر وسائل الإعلام على إعطائه المساحة الكافية والمماثلة للخبر الأصلي الذي يحتل غالبا مساحة وموقع متميز من الوسيلة في حين يتم إهمال تصحيحه أو الرد عليه لاعتبار القائمين على العمل الإعلامي ان ذلك يقلل من مصداقيتهم لدى الجمهور في حين ان إهماله ينتقص كثيرا من حقوق المتضررين من الأخبار الخاطئة أو فرصتهم في توضيح وجهة نظرهم والدفاع عنها والتي تصب أيضا في حق الجمهور في المعرفة وحرية تداول المعلومات.

الرابع: إلزام الوسائل الإعلامية بشكل أكثر جدية مما يجري الآن بنشر تقارير الممارسة الصحفية وان يتم عمل تقارير مماثلة للوسائل الإعلامية الأخرى (إذاعة وتليفزيون) وان يتم الإعلان عنها وتعريف الجمهور بها وبالوسائل الأكثر مخالفة والأكثر التزاما بمواثيق الشرف الإعلامية.

الحيادية المطلقة
وفى النهاية يطلب مايكل ارميا-ليسانس آداب جامعة حلوان-قسم صحافة، ان يشمل الميثاق الحيادية المطلقة بما تحمله الكلمة من معنى سواء في طرح الموضوعات و تناولها و معالجتها، وعدم التهويل أو التهوين في استعراض القضايا خاصة تلك القضايا ذات الطابع الحساس ( التي تحمل داخلها طابع الطائفية أو ان يكون دخل للأيدلوجيات و العقائد فيها ) متفقا مع ضرورة وجود حماية للإعلاميين إذا أردنا منهم العمل بشكل حيادي موضوعي.

آخر الكلام
يبدو من خلال ما سبق، أن الحاجة صارت ملحة لإصدار ميثاق شرف إعلامي، يكون بمثابة الدستور الأخلاقي للإعلاميين والصحفيين يحدد مسؤوليتهم الاجتماعية نحو أداء رسالتهمً.