جرجس وهيب
د. "سيف اليزل": "البابا شنودة" يتميز بالحكمة والهدوء وعلى درجة عالية من الوطنية
القمص "باخوم عطية": "السيد المسيح" أول من طبـَّق مبدأ المواطنة
د. "سعيد محمد": المواطنة في مجتمعنا واقع ملموس
القمص "باسيليوس": مساحات التقارب بين المسيحيين والمسلمين كبيرة
د. "عبد الشافي محمد": قداسة البابا صمام أمان وثروة قومية
د. "رابح رتيب": المواطنة تعني العضوية الكاملة المتساوية في المجتمع
كتب: جرجس وهيب - خاص الاقباط متحدون
نظمت محافظة "بني سويف" ملتقى المواطنة والتثقيف الديني؛ وذلك بقاعة الاجتماعات الكبرى بديوان عام المحافظة، وبحضور الدكتور "سمير سيف اليزل" محافظ "بني سويف"، والدكتور عبد الجواد أبو هشيمة" رئيس المجلس الشعبي المحلي للمحافظة، واللواء "إسماعيل طاحون" السكرتير العام المساعد، وعدد كبير من القيادات التنفيذية والشعبية بالمحافظة، بالإضافة إلى أعضاء مجلس الشورى وعدد كبير من رجال الدين الإسلامي والمسيحي، وعدد من تلاميذ المدارس.
وقد أشار القمص "باخوم عطية" -كاهن كنيسة "مار جرجس" بـ"المرماح"، والمتحدث باسم "مطرانية بني سويف- إلى أن المواطنة هي المبدأ الأول من الدستور، ومعناها هو المساواة الكاملة بين جميع المواطنين من حيث الحقوق الواجبات، وقال إن "السيد المسيح" هو أول من طبـَّق مبدأ المواطنة، حيث قال: "كل مَن سألك فاعطه"، وكل مَن طلب منك لا تردة دون النظر للجنس أو اللون، وكان يشفي جميع الناس.
وأضاف أنه لابد من تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة لدى البعض؛ فالدين لله والوطن للجميع، وما يحدث من آنٍ لآخر ما هو إلا زوبعة في فنجان، فلابد أن نعيش معـًا، وقد ناشد بضرورة أن تكون مادة المواطنة مادة أساسية تُدرس بالمدارس، وأنه يجب غرس مبدأ المواطنة في نفوس الأطفال الصغار.
وأوضح الدكتور "سعيد محمد علي" -مدير عام البحوث والدعوة بوزارة الأوقاف- أن المواطنة في مجتمعنا واقع ملموس، وأن الكثير من المظاهر اليومية تثبت ذلك؛ فالطرق التي يسير عليها المسلم نفس الطرق التي يسير عليها المسيحي، والجميع له حق المشاركة السياسية، فمن حق المسيحيين أن يرشحوا أنفسهم مثل المسلمين، كما من حق الجميع المشاركة في اتخاذ القرارات السياسية، وفي المحاكم يقف المحامي المسلم بجوار المحامي المسيحي، كل يدافع عن قضيته، ويجلس القاضي على المنصة وبجواره العضو اليمين واليسار؛ فقد يكون منهم المسلم والمسيحي، مؤكدًا أن المواطنة واقع ولكن يجب أن نعززه.
فيما أشار القمص "باسيليوس الأنبا بولا" وكيل "دير الأنبا بولا" بـ"ناصر" إلى أن الأزمات والحروب لم تفرق بين المسلم والمسيحي؛ فالأقباط مثلهم مثل المسلمين، وقفوا بجانب "أحمد عرابي" في ثورته، وأن "البابا كيرلس" الخامس رفض مساعي المندوب السامي في وضع الكنيسة تحت الحماية، وبهذه الوحدة عاش المصريون وتغلبوا على الصعوبات.
مؤكدًا أن أوصال المحبة تمتد منذ لقاء "عمرو بن العاص" بـ"الأنبا بنيامين"، فلا أحد يستطيع أن يفرق بين المسلم والمسيحي، حيث تتشابه الملامح والأسماء والتقاليد؛ فالمصريون جميعـًا هم نسيج واحد تربطهم روابط المحبة، وفي "ثورة 1919" اعتلى القسوس منابر "الأزهر"، واعتلى الشيوخ منابر "الكنائس"؛ فمساحات التقارب بين المسيحيين والمسلمين كبيرة، كما لم يفرق رصاص الأعداء بين المسلم والمسيحي، فلابد أن يتكاتف العقلاء والمثقفون من أجل الأجيال القادمة.
وأكد الدكتور "سمير سيف اليزل" -محافظ بني سويف- أن قداسة "البابا شنودة" الثالث يتميز بالحكمة والهدوء والود، وأنه على درجة عالية من الوطنية، كما أثنى على القمص "باسيليوس" وكيل دير "الأنبا بولا" ومشاركته الدائمة في جميع المناسبات.
وأضاف أنه يجب أن توجه كل الأنشطة إلى الأطفال والشباب؛ لأنهم مصدر خوفنا، ولأننا أصبحنا في عالم مفتوح من الفضائيات والإنترنت، فلابد أن يحدث تقارب بين الشباب المسلم والمسيحي من خلال الرحلات والأنشطة، وأوضح أنه سيتم تنظيم رحلات لأكثر من 1000 شاب مسلم ومسيحي.
وتحدث الدكتور "رابح رتيب بسطا" -نائب رئيس جامعة بني سويف- حيث أكد أن المواطنة تعني العضوية الكاملة المتساوية في المجتمع، وما يترتب عليها من حقوق وواجبات دون تفرقة بسبب الدين أو الجنس أو اللون، ولابد من تفعيل مبدأ المواطنة بين الشباب؛ لأن الشباب نصف الحاضر وكل المستقبل، ولابد أن يشعر جميع الشباب بالحب والانتماء، لأن في الاتحاد قوة، وعلينا أن نترك الاختلافات العقائدية للديان.
واقترح اللواء "إسماعيل طاحون" -السكرتير العام المساعد- تفعيل مبدأ المواطنة، بحيث أن تقوم "مديرية الأوقاف" بالتنسيق مع القيادات الكنسية لشرح بعض المفاهيم الخاطئة لدى بعض الشباب، وتوحيد الخطاب الديني، وأن تقوم "مديرية الشباب والرياضة" بتنظيم بعض الأنشطة التي تجمع الشباب المسيحي والمسلم؛ مثل الرحلات، وأن تقوم "مديرية التضامن" بتأسيس جمعية باسم "الانتماء والمواطنة"، وأن تسعى "مديرية التربية والتعليم" إلى أن تكون مادة المواطنة مادة اساسية في المقررات الدراسية.
وأخيرًا أكد الدكتور "عبد الشافي محمد عبد اللطيف" -أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر- أن قداسة "البابا شنودة" الثالث هو صمام أمان وثروة قومية، وأن منزلته لا تقل عن منزلة "شيخ الأزهر"، وأن المواطنة تعني أن يعيش أصحاب ديانات متعددة تحت مظلة الدولة المدنية، وأن يتمتعوا بكافة الحقوق وعليهم كافة الواجبات.
وتابع أن "مصر" دولة مدنية وليست دينية، وأن "مصر" مستهدفة، وهناك عدو رابض على الحدود، ونحن نستطيع أن نتحمل أزمات اللحوم والطماطم ولكننا لا نستطيع تحمل نار الفتنة الطائفية؛ فالتاريخ الإسلامي يذكر أن "معاوية بن أبي سفيان" قام ببناء كنيسة من بيت مال المسلمين، كما أن "الشيخ الباقوري" قام ببناء كنيسة بـ"كفر الشيخ".
http://www.copts-united.com/article.php?A=24157&I=600