"مادة 212 " .. كتاب دستوري ساخر

ميرفت عياد

كتبت: ميرفت عياد - خاص الأقباط متحدون
صدر حديثًا عن "دار الشروق" كتاب "مادة 212 " للكاتب الساخر "هيثم دبور"، وهو كتاب دستوري ساخر، يقع فى حوالى (220) صفحة، وينقسم إلى ثمانية أبواب هم: الدولة، والمقومات الأساسية للمجتمع، والحريات والحقوق والواجبات العامة، وسيادة القانون، ونظام الحكم، وأحكام عامة، وأحكام جديدة، وديباجة.
 
 فهذا الكتاب يبدأ من حيث توقف المشرِّع، ويكمل من حيث لم يفكِّر، كما إنه يوثِّق الدستور الخفي فى الشارع المصري الذى لن تجده فى (211) مادة وضعها الدستور المصري فى سبعة أبواب، التهمت (76) صفحة فقط، وهذا يفسِّر لك أن يبدأ هذا الكتاب بالصفحة (77)، وبالباب الثامن، وبالمادة (212)، ويتبع كل فصل تطبيقه الدستور هو المادة النظرية، والتطبيق هو الحركة الناتجة عن مواد الدستور. 

كتاب وقو وعليه النسر
ويوجِّه المؤلف على الغلاف الأخير للكتاب رسالة إلى القارئ، فنراه يقول: "عزيزي قارئ المركبة، إذا كنت تبتاع هذا الكتاب بسبب غلافة، فكما ترى الكتاب باين من عنوانه، كتاب دستوري عايز يبقى عليه إيه رقاصة؟، ما هو لازم يبقى وقو وعليه النسر.. إذا كنت تبتاع هذا الكتاب لزيادة خبرتك القانونية، فأبحث عن أى قانونجي غيري يطربك.. إذا كنت تبتاع هذا الكتاب لأن إحدى صديقاتك نصحتك به، فاللى يمشى ورا كلام الستات ما يكسبش .. إذا كنت تبتاع هذا الكتاب لكى تضحك فأخشى أن أكون أنا من يضحك عليك.."

الدستور المطبَّق فعليًا 
وأشار المؤلف إلى أن المصريين لم يشاركوا فعلاً فى صياغة الدستور "أبو 211 مادة"، فقد وضعوا لأنفسهم دستورًا خاصًا فى التعامل تلمسه فى الشارع يوميًا، وهو الدستور المطبَّق فعليًا فيما بينهم، وهذا الدستور لم يصغه المشرع لكنك تستخدمه فى يومك كلما صحوت متجها تجاه عملك قائلا فى سرك "ربنا يتوب علينا من القرف ده"، بينما يرمقك مديروك أو أصحاب العمل بنظرة "أحمد ربنا إنك لسه قاعد فيها". وهو ذلك الدستور الذى يجعلك تقول لحماتك "يا ماما" لضمان السلام الإجتماعي، وتقول لمن طالت لحيته قليلاً "يا شيخنا"، ولمن جاوز الأربعين مهما كانت ديناته "يا حاج"، وتنادي من لا تعرفه على الإطلاق فى الشارع أو المطعم أو الجراج "يا محمد"، ربما لأن المواطن يطبِّق المادة الثانية من الدستور بطريقة أكثر ذكاء من الحكومة نفسها.
 
دستور المواطن المصري
إن الدستور الذى يقصده المؤلِّف فى هذا الكتاب هو الدستور الذى يصوِّر العلاقة بين شخصين فى الوقت الذى تعودنا أن نرى فيه العلاقات من وجهة نظر واحدة هى وجهة نظرنا، حيث نرى أن "جعفر" شرير لأنه خدع "علاء الدين"، بينما لم نفكِّر أن ننظر من وجهة نظر "جعفر" الذى يرى "علاء الدين" "شاب هفأ وممكن يتضحك عليه". مشيرًا إلى أن العلاقة بيننا منذ أن وضعت يدك على هذا الكتاب يحكمها فصل فى دستور المواطن المصري الذى يسير به حياته دون أن يصوغه المشرِّع، منذ أن يفتح عيناه على الدنيا.

فيام وثائقى عن المادة "212"
قام الكاتب "هيثم دبور" قبل صدور كتاب "مادة 212" بعمل فيلم وثائقي، قام بإنتاجه وتصويره "هيثم الصاوي"، وقام بقراءة التعليق الصوتي المذيع "أحمد العسيلي"، وأخرجه "كريم الشناوي"، حيث فنَّد فى هذا الفيلم مواد الدستور الأساسية المرتبطة بالحياة اليومية عن طريق تقرير مع أناس فى الشارع حول رأيهم فى مواد الدستور. كما تناول الفيلم موضوعات الكتاب عن طريق قراءة أجزاء منه. ونتيجة لتوقع دار نشر "الشروق" اقبال شديد من القراء على الكتاب لأنه يتعلق بمواد الدستور، بدأت فى بيع قسيمة شراء الكتاب قبل طرحه بالأسواق بفترة، وهى طريقة معمول بها عالميًا وتطبقها دور النشر الكبرى مع كتابها.