المفكرون ورجال الدين الإسلامي والمسيحي يرسمون خريطة طريق لعدم تكرار ما حدث الاحترام المتبادل للمعتقدات.. واجب

بعد بيان مفعم بالوطنية والحكمة وبعد النظر اصدره فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب وقداسة البابا شنوده بطريرك الاقباط الارثوذكس.. أكد المفكرون ورجال الدين الإسلامي والمسيحي حرصهم الكامل علي المعتقدات التي تمثل ثوابت مقدسة لدي الشعب المصري وشددوا علي رفض المعالجات المثيرة لما شهده المجتمع منذ أيام من حوار دخيل علي طبيعة المصريين التي تتميز بالاعتدال والتسامح ورفض المغالاة والتطرف.
* في البداية يحذر الدكتور الأحمدي أبوالنور وزير الأوقاف الأسبق من أي مساس في معتقدات الآخرين مشيرا إلي أنه من حق كل إنسان أن يعلن عن عقيدته بشرط الا يسيء إلي معتقدات الآخرين لأن هذا يمثل خطا أحمر.
ويتفق معه في الرأي الدكتور مصطفي الشكعة عضو مجمع البحوث الإسلامية مطالبا باتخاذ موقف حازم من الذي يعتدي علي المقدسات وأوضح ان الإسلام يحترم جميع الأديان السماوية والمسلم والمسيحي يعيشان تحت مظلة قانون واحد.
تفعيل قانون منع ازدراء الأديان
ويؤكد الدكتور محمد منير مجاهد مؤسس حركة مصريون ضد التمييز الديني ان التصدي للتراشق اللفظي الذي يؤدي للطائفية يجب أن يكون بالامتناع التام عن نشر السجال العقيدي وسط العامة ومناقشة الاختلافات مكانه الطبيعي والأماكن الدينية التي تهتم بعلوم الأديان المقارنة مثل كليات الشريعة والأزهر وكليات اللاهوت لأن لكل دين رؤية تختلف عن رؤية الدين الآخر وبمناقشتها داخل أماكنها تحد من الفتن الطائفية.
وطالب بتفعيل وتطبيق القانون الخاص بمنع ازدراء الأديان وخاصة علي الناس التي تهاجم العقيدة سواء الإسلامية أو المسيحية دون تمييز لتصل العقوبة إلي المحاكمة والسجن.
وأوضح ان الحركة اصدرت بيانا وقع عليه أكثر من 200 عضو و30 منظمة لتشكيل لجنة عليا لبحث الملف الطائفي وتقصي الحقائق ورفعته لرئيس الجمهورية لبحثه اضافة إلي أنه يجب البت في الدراسات لعدد من القوانين التي قدمت لمجلس الشعب وهي القانون الموحد لبناء دور العبادة ومنع التمييز والتأكيد علي مبدأ تكافؤ الفرص لتجنب الفتن والعنف الطائفي واشعال الصراع بين المسلمين والمسيحيين عن طريق الاثارة التي لا تستند علي أدلة أو مستندات وادعاءات وقد تؤدي لصراعات لا يمكن الوصول لحل فيها.
ويقول القس اكرام لمعي رئيس مجلس الإعلام والنشر بالكنيسة الانجيلية ان البعد عن الاثارة الصحفية وخاصة التي يقوم بها صغار الصحفيين وسيلة لعدم اشعال الأمور وخاصة ان في مصر متطرفين دينيا ويجب اعطاء دورات تدريبية لهؤلاء الصحفيين أو ورش عمل أو التسجيل لرجل الدين ما يقول والرجوع إليه قبل تعديل أي سياق لعدم الاثارة وأضاف ان علي رجال الدين عدم الخلط بين الدين وأي مجال آخر وابعاد المتشددين منهم عن العمل العام والتحدث للصحفيين ووضع الذين يتميزون بالنضج العقلي وقبول الآخر والاعتدال للرد علي أي تساؤلات وأن تستضيف القنوات الفضائية المفكرين ورجال الدين المعتدلين حتي لا تحدث الفتن الطائفية التي تعود بالخراب وتدريب رجال الدين والقيادات علي تقبل الآخر وطالب بعقد مؤتمرات بين رجال الدين الإسلامي والمسيحي بالتنسيق بين وزارة الأوقاف والكنيسة لإلقاء محاضرات عن المواطنة وقبول الآخر مضيفا انه لا يجوز النيل من العقائد تحت مسمي البحث العلمي لأنه شعار خادع فالأولي ان اجتهد في شيء أعرفه ولا مانع من القراءة في الدين الآخر كنوع من أنواع الثقافة.
* الدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر تؤكد ان الاقتراب من الآيات القرآنية مرفوض.
أشارت إلي أن الجميع يعلم وحتي كثير من المستشرقين يعلمون ان القرآن كما نزل علي محمد بن عبدالله ولم يحدث فيه أي اضافات وهو من الثوابت التي لا نقبل المساس بها. اضافت د.آمنة ان من يريد أن يتكلم فليتكلم في عقيدته وهو حر فيها ولديه نصوص العهد القديم ولكن الحديث عن آيات القرآن الكريم هذا هو العمل النشاز.
وأضافت الدكتورة آمنة انها كانت في ندوة مع احدي الطوائف المسيحية وكانت تمزح وتقول ان جدها الكبير كان اسمه احنا واسلم اخوه واصبح محمد واشارت إلي أنه لا يوجد عاقل يتكلم في جذور الشعوب وان التجاذب من الاطراف المختلفة في هذه الأحاديث غير المنطقية من أي طرف من الأطراف لابد أن يراعي أهمية وحرمة وقدسية هذا الوطن وعلينا أن نبتعد عما يثير القلاقل ونحتاج إلي العقلاء للخروج بمصر إلي مكانتها الطبيعية.
اقتراحات ايجابية
يطالب اسحاق حنا أمين عام جمعية التنوير بضرورة انتقاء الكلمات والألفاظ من قبل الاعلام لأن هناك كلمات مثيرة ينسي مستخدموها الوطن من أجل مكاسب مادية وتداولها يعتبر خسارة كبيرة للوطن والكثير من الصحف تبحث عن هذه الاثارة وأيضا يجب وضع تشريع يجرم احتقار عقائد الآخرين والتدخل فيها وأن يسمح هذا التشريع بتساوي الجميع سواء كانوا أصحاب عقائد أو من غير أصحاب العقائد بمعني أن يحافظ القانون علي حرية المواطن في اختياره معتقدة حتي وان كان هذا المواطن ملحدا حيث ان المعتقد الديني حرية شخصية يجب أن تحترم.
وطالبا رجال الدين بأن يضعوا سلامة الوطن في اعتبارهم فالوطن ابنائه يدافعون عنه قبل الدين وهذا بالطبع سوف يكون حفاظا أساسيا علي الدين مع مراعاة انه إذا انهار الوطن فسوف ينهار ابناءه الذين يحملون في داخلهم دينهم وبالتالي سوف ينهار الدين وطالب باقرار سيادة القانون في كل ما يتعلق بالقضايا الطائفية علي الجميع ومحاكمة من تثبت ادانته بشفافية وسرعة مع الغاء ما يسمي بالجلسات العرفية في عمليات الصلح وحل المشاكل وخاصة الطائفية لأن هذه الجلسات تضرب القانون والدولة في مقتل وأيضا أن تعالج القضايا الكبري المسببة للاحتقانات الطائفية كبناء دور العبادة وكذلك القنوات الفضائية غير الملتزمة حيث ان الوطن أغلي من أي منصب ومن أي متعصب ويوضح أنه لا يجوز النيل من العقائد تحت مسمي البحث العلمي طالما ان البحث العلمي حقيقي يتبع فيه الباحث الأسلوب الأكاديمي البحت الذي لا تظهر نتائجه أي سلبيات.
مجلس العائلة المصرية
ويري القمص صليب متي ساويرس عضو المجلس الملي العام وكاهن كنيسة مارجرجس بالجيوشي بشبرا ان التصدي للتراشق الطائفي يبدأ بإنشاء مجلس العائلة المصرية وهو عبارة عن مجلس يضم رجال الدين الإسلامي والمسيحي وقيادات العمل الاجتماعي المدني بعيدا عن العمل التنفيذي والأمني وتحويل أي مشاكل طائفية إليه لحلها لوأد الفتنة في مهدها دون مظاهرات أو انفعالات أو صخب يزيد من الاحتقان الطائفي والانقسام بين المصريين وأن يكون لهذا المجلس فروع في كافة عواصم المحافظات والأحياء والمراكز والقري والكفور والنجوع لتبقي مصر كما نريد وكما قال قداسة البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية "ان مصر ليست وطنا نعيش فيه بل وطن يعيش فينا".
فالعقائد تخص الفرد وهي خطوط حمراء لا يجب أن نتعداها وكما أعلن البيان الصادر من مجمع البحوث الإسلامية وقداسة البابا ان أي إنسان يتجاوز هذه الخطوط يجب أن تسقط عنه الجنسية وان المساحات المشتركة بين العقائد هي التي يجب التحدث فيها بعيدا عن الاختلافات صحيح ان الرب واحد ولكن كل إنسان يعبده بمنظوره وإيمانه بعقيدته وأن تستخدم المنافسة في التعمير وليس التدمير والهوية هي التي تجمع بيننا وطالب بتغيير ثقافة المجتمع ونظرة المسلم للمسيحي والعكس حتي تعود الأمور لنصابها لأن المسيحي والمسلم نسيج يمتزج في شتي مناحي الحياة وأن حدود الاجتهاد في العقائد لا تستدعي التجريح في عقائد الآخرين واثبات العقيدة يكون بالأعمال الصالحة كما تقول تعاليم المسيح "فليضيء نوركم قدام الناس لكي يروا أعمالكم الصالحة".
* الدكتور سعد فهمي أستاذ الحديث وعلومه بكلية الدراسات الإسلامية بسوهاج يقول ان من يتكلم في العقائد الدينية ويشكك في شيء مخطيء سواء كان مسلما أو غير مسلم والدين حق وهو من عند الله.
واضاف ان القرآن الكريم منزل من عند الله تبارك وتعالي وحفظه إلي أن تقوم الساعة والآية الكريمة في سورة الرعد تقول: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" والله تعالي سبحانه وتعالي حفظه ولا يمكن أن تلحق به يد ولا تعديل ولا تبديل.
وأشار د.سعد إلي أن الصحابة رضوان الله عليهم جمعوا القرآن فقط وحافظوا عليه أكثر من المحافظة علي أنفسهم وعلينا أن نغلق الباب تماما في هذه الموضوعات.
أما د.عبدالحي عزب عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات فرع جامعة الأزهر بني سويف فيقول: انه لا يجوز لأي إنسان سواء أكان من رجال الدين أو من غير رجال الدين أن يتعرض لديانة أخري بالازدراء أو الاهانة. أشار إلي أن هذا يعد نوعا من التطرف الفكري.. فالمسلم الذي يسب ديانة سماوية أخري إنما هو غافل عن أخلاقيات دينه وندعو المسلم إلي التسلح باخلاقيات الإسلام وعدم الانجراف وراء عصبية أو عنصرية أو فتنة ما تدعو إلي الفوضي والاضطراب.
أضاف اننا في المقابل الآخر ندعو الطرف غير المسلم إلي الالتزام بذلك وأضاف يجب أن يأخذ أرباب كل دين معني حب الوطن والاعتلاء بمصلحته فوق كل مصلحة شخصية ونحن اتباع الاسلام علمنا رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم هجر العصبية والعنصرية وقال عليه الصلاة والسلام: لا عصبية في الإسلام ولا عنصرية كما علمنا التعايش مع الجميع ومن هنا عاش الرسول الكريم مع المسلم وغير المسلم وكان يلتقي بالمسلم وغير المسلم والدين الإسلامي يدعو إلي عدم الاعتداء ويدعو إلي التعايش السلمي.
وأشار د.عبدالحي إلي أنه من خلال قراءاته في الكتب السماوية الأخري وجد ان تلك الديانات فيها من المعاني الطيبة التي تدعو إلي التسامح والتخلق بالأخلاق العالية فلنفعل جميعا تلك المعاني وليأخذ بعضنا بيد الآخر لنصل جميعا إلي بر الأمان

نقلاً عن الجمهورية

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع