بولس رمزي
بقلم: بولس رمزي
سؤال أطرحه على القوى السياسية القبطية أينما وجدت، إن كان في الأساس هناك قوى سياسية قبطية ضاغطة لها تأثير إيجابي بين القوى السياسية في المجتمع المصري، هناك موضوعان مهمان غير مرتبطان في المضمون لكنهم لهم ارتباطاً وثيقاً في الجوهر سوف أطرحهم للمناقشه من خلال محورين:
المحور الأول: تعديلات قانون الأحوال الشخصية.
المحور الثاني: إلقاء القبض على خلية حزب الله الإرهابية.
مما لا شك فيه أن الحكومة المصرية تحتاج إلى دعم وتأييد المجتمع المصري في مواجهة الرافضين لهذه التعديلات، كذلك الأمر فإنها تحتاج لدعم المصريين بكافة طوائفهم ضد هذه المخططات الإرهابية التي تلقى الدعم والتأييد من جماعة طظ المحظورة، ولا بد لنا كأقباط أن نثبت ذاتنا وأن نثبت للحكومة المصرية قبل غيرها بأن الأقباط قوة سياسية داعمة لأي توجه من شأنه يعيد مصر إلى مكانتها الحقيقية كدولة معتدلة فعلاً لا قولاً.
المحور الأول: تعديلات قانون الأحوال الشخصية:
هناك العديد من المعترضين على هذه التعديلات وللأسف لم أجد له مؤيدين، وإن كان هناك من يؤيد هذه التعديلات فإنه يترقب ويؤيد في صمت وللمراقب عن قرب يرى ما يلي:
أولاً – معارضون إسلاميون
وهذه الفئة من المعارضين ذات صوت عال ومؤثر ونافذ إعلامياً، فقد سجلت هذه الفئة اعتراضها من خلال بيان بما يسمون بالعلماء والمثقفين وورد لي نسخة منه مبنياً على ثلاثة أسباب رئيسية وهي:
1- أن أحكام التشريع –ومنها الأحكام المتعلقة بالأحوال الشخصية– هي أمور تعبدية، والتشريع فيها حق خالص لله تعالى, ولا يجوز لجهة كانت أن تتدخل في تقرير الحظر أو الإباحة فيها, إلا بأدلة الشريعة التي لا يتكلم فيها أو يجتهد بشأنها إلا أهل الاختصاص والفتوى, وهذه الأدلة وحدها هي التي تحدد أطر المصلحة التي تعود على الرجل والمرأة على حد سواء.
2- أن مطلب الشعب المصري كان وسيظل؛ هو العودة إلى الشريعة تحاكماً وحكماً, لا المزيد من العودة عن ذلك, وهذا المطلب حق مقرر له شرعاً وعقلاً وعرفاً, كما أن دستور البلاد الذي ينص في مادته الثانية على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع؛ يحظر صدور تشريعات أو تعديلات مخالفة لأحكام تلك الشريعة.
3- أن المسئولية في إقامة شريعة الإسلام في البلاد؛ أمانة في أعناق كل المسلمين, ولذلك لا يجوز لهم أن يسمحوا تحت أي ظرف أن يمرر العبث بما تبقى من الشريعة في القوانين المصرية تحت أي ذريعة من الذرائع.
ويري البيان الصادر من هؤلاء العلماء والمثقفين في إلغاء خانة الديانة من البطاقه الشخصية يفتح باباً للتلاعب بالنسبة العددية لبعض الفرق والطوائف غير الإسلامية.
بعد إلقاء الضوء على أوجه الاعتراض من خلال البيان الصادر عن ما يسمون بالعلماء والمثقفين علينا أن نوضح الآتي:
أولاً – فيما يختص بالمواد المتعلقه بالزواج والطلاق أضم صوتي لصوتهم بضرورة عرض هذه المواد على المؤسسات الدينية لمراجعته وإبداء الرأي الفقهي في هذا الخصوص، فمن غير المعقول أن تُسن تعديلات قانونية تمس الزواج والطلاق وهو رباط مقدس في جميع الطوائف الدينية سواء كانت إسلامية أو مسيحية أو يهودية وأن تعلن المؤسسات الدينية رأيها في هذه التعديلات على الجميع.
ثانياً – فيما يختص في إلغاء خانة الديانة من البطاقة الشخصية فهو تشريع مدني لا علاقه له بالمؤسسة الدينية، وأن سبب الاعتراض عليه الوارد في هذا البيان هو اعتراضاً واهياً وغير منطقي وغطاء ضعيف لهؤلاء المثقفين بغرض إجبار الحكومة على الاستمرار في التمييز ضد غير المسلمين في البطاقة الشخصية، وهنا لي عدة تساؤلات:
1- كيف لغير المسلمين التلاعب في النسبة العددية لهم في المجتمع المصري؟ هل سيزورون في تعدادهم؟
2- نحن نعلم جميعاً أن عمليات تعداد السكان تتم على الطبيعة والأغلبية التي تقوم بعمليات التعداد من المسلمين، هل سيواجهون بعض الأسر المسلمة سوف تدلي ببيانات مغلوطة عن ديانتها وتدعي أنها أسر مسيحية بغرض التعظيم من تعداد غير المسلمين؟ أم أن القائمين على عمليات التعداد سيزورون في عمليات التعداد لصالح غير المسلمين؟
3- إن كان هناك إحتمالاً للتزوير في عمليات التعداد سوف يكون هذا التزوير في صالح المسلمين وليس العكس، وبالرغم من هذا فنحن نطالب وبقوة الإسراع بإلغاء هذه الخانة التي تعزز التمييز العنصري على أساس ديني.
ثانياً – معارضون أقباط
أما فيما يختص بالمعارضون من الأقباط فإنهم يرون في اعتراضاتهم ما يلي:
1- أن هذه التعديلات لا تلبي تطلعات الأقباط، فما زال هناك خطاً همايونياً قابعاً على صدور الأقباط لا يساوي بينهم وبين اخوتهم المسلمين، وما زال الأقباط مهمشين في المجالس النيابية ومستبعدين تماماً من الوظائف في المواقع الحساسة للدولة.
2- أن هذه التعديلات لن تحد من عمليات الاضطهاد المنظم ضد الأقباط وما يتعرضون له من من استباحه لدماؤهم وأعراضهم وممتلكاتهم ومقدساتهم، ولا توجد عقوبات رادعة للحد من هذه الأفعال والضغط على الأقباط لاستياقهم إلى جلسات الصلح البدوية لإهدار حقوق الأقباط وإفلات المتهمين من العقاب القانوني الرادع.
3- يعتقد الكثير من الأقباط أن هذه الضجه الإعلامية حول هذه التعديلات تهدف إلى التمهيد لتهدئة الرأي العام القبطي، وخصوصاً أقباط المهجر وبصفة خاصة المنظمات القائمة في الولايات المتحدة الأمريكية لتمرير زيارة السيد رئيس الجمهورية المزمع القيام بها الشهر القادم، وبعد انتهاء الزيارة سوف تنام هذه التعديلات إلى زيارة قادمة، وقد جربنا الكثير من هذه الحيل التي تقوم بها الحكومة المصرية.
وللرد على هذه الاعتراضات فإنني أرى ما يلي:
أ- حقاً هذه التعديلات لا تلبي تطلعاتنا ولا تقضي على التمييز الديني ضد الأقباط ولكن علينا أن نطبق مبدأ (خذ وطالب).
ب- بالنسبه لعمليات الاضطهاد المنظم ضد الأقباط لا بد وأن نطالب الدولة بضرورة أن يتضمن قانون الإرهاب نصوصاً لمواجهة كل من يحرض على أتباع ديانة أخرى من خلال أي وسيلة إعلامية سواء المنابر الدينية أو أي وسيلة إعلامية أخرى، سواء كانت مقروءة أو مرئية أو مسموعة.
ج- أما بالنسبه للاعتراض الثالث فأنا أيضاً يساورني هذا الشك بأنه من الجائز جداً أن تكون فرقعة إعلامية، ولكن أسجل هنا أن اعتراض الأقباط على هذه التعديلات سوف يعطي الحكومة الزريعة تحت مسمى التأجيل من أجل الدراسة المستفيضة، ولذلك علينا تفويت الفرصة على الحكومة، فإن تأييدنا لهذه التعديلات سوف يقفل على الحكومه خط الرجعة.
المحور الثاني: القبض على خلية حزب الله الإرهابية:
هناك الكثيرين في وسائل الإعلام الذين يتعاطفون مع ما يسمى بالمقاومة، وهنا قبل أن أخوض في موضوع خلية حزب الله علينا أن نضع النقاط على الحروف حول ما يسمى بالمقاومة، وهل هي فعلاً مقاومة أم هي جماعات إرهابية؟ وهنا نحن أمام جماعتين رئيسيتين وهما جماعة حزب الله – وجماعة حماس.
أولاً – جماعة حزب الله:
إن ما يسمى بحزب الله ليس هو حزباً ولا هو مقاومة إنما هو إيران نفسها، وبتعبير أدق فهو دولة إيران الصغرى على الأرض اللبنانية التي تخترق الجسم العربي، وما التسمية بحزب الله غير تمويه لاستخدام عباءة الدين واستغلال الدين لتمرير المخططات الإيرانية في المنطقة العربية، وقد نجح حزب الله الترويج لنفسه بين العامة من الشعوب العربية التي تتطلع إلى أي انتصار ضد إسرائيل لتهلل له وتعمد حزب الله في سبيل ذلك إلى:
1- جر إسرائيل في تموز 2006 للقيام بحرب ضارية ضد لبنان خسرت فيها لبنان آلاف القتلى والجرحى ومليارات الدولارات من اقتصادها، ليعلن علينا حسن نصر الله انتصاره على إسرائيل.
2- ماذا حقق نصر الله ليعلن انتصاره؟ خسرت لبنان بنيتها التحتية، خسرت لبنان آلاف الارواح من البشر، خسرت لبنان آلاف المعوقين من المصابين!! كيف يكون هذا الرجل انتصر؟
3- لو سلمنا بأن الحرب لا تُقاس بحجم الخسائر ولكنها تُقاس بالأهداف، فما هي الأهداف التي حققها نصر الله من حرب تموز؟
4- هل انتصر نصر الله في هذه الحرب لأن رجاله انسحبوا من على خط المواجهة مع إسرائيل إلى عمق أربعين كيلو متر؟ هل انتصر نصر الله لأنه نجح في أن يجعل من الحدود اللبنانية الإسرائيلية موقعاً عسكرياً لقوات اليونيفيل؟ هل انتصر نصر الله لأنه نجح في جعل الأساطيل الدولية تحاصر المياة الإقليمية اللبنانية؟
5- هل انتصر نصر الله لأنه نجح في أن يختبئ عن الأنظار ويعيش بقية حياته مختبئاً في باطن الأرض وقادة إسرائيل يتجولون على الحدود الإسرائيلية اللبنانية بحرية تامة؟
6- هل انتصر نصر الله لأنه نجح في أن يمنع صواريخه من الإنطلاق في اتجاه المواقع الإسرائيلية لتخفيف الضغط العسكري الإسرائيلي عن رفاق السلاح في غزه؟ وعندما أُطلق صاروخين في اتجاه إسرائيل سارع بالنفي القاطع وإعلان براءته من إطلاق هذين الصاروخين؟
هذه هي مقاومة نصر الله وإنجازاتها ضد الكيان الإسرائيلي أما إنجازت نصر الله في الداخل اللبناني حدّث ولا حرج.
فقد نجح نصر الله في احتلال بيروت أكثر من عام ونصف وخرجت عصابته إلى وسط بيروت والجبل وقتلت الأمنين من الشعب اللبناني، وهنا أتساءل بقوة هل قتل اللبنانيين هو الإنتصار الحقيقي لهذا الحزب؟
في كلا الحالتين فإن نصر الله نجح في قتل وتدمير لبنان واللبنانيين سواء في حربه مع إسرائيل أو في مواجهته المباشرة مع الشعب اللبناني، وهنا أترك لك عزيزي القارئ الإجابة عن هذا السؤال:
هل حزب الله مقاومة أم منظمة إرهابية؟؟
ثانياً - منظمة حماس
لقد قامت بنفس الشيء.. فقد قتلت حماس المئات من الفلسطينيين في مواجهة مباشرة مع الشعب الفلسطيني، وألقت بالعديد منهم من فوق أسطح العمارت المرتفعة، ثم أكملت على الشعب الفلسطيني باجترار إسرائيل إلى حرب مدمرة في قطاع غزة قُتل وأًُصيب الألاف من الشعب الفلسطيني في حرب هي التي صنعتها ودفعت إسرائيل عليها، وادّعت حماس كما ادّعى حزب الله بالإنتصار الإلهي، والآن نرى الشعب الفلسطيني في العراء يواجه البرد والشمس الحارقة، ونرى قادة حماس يعلنون أن من يطلق الصواريخ على إسرائيل كافر وجب قتله!! وعاشت جنوب إسرائيل كما تعيش شمال إسرائيل في هدوء واستقرار.
أخيراً
إلى كل من يدافعون عن ما يسمى بالمقاومة لي سؤال واحد، هل من مجيب؟
هل تعتقدون في حزب الله الذي استباح دماء الشعب اللبناني وقتل منه المئات خلال ساعات، وكذلك منظمة حماس التي استباحت دماء الشعب الفلسطيني وقتلت منه المئات خلال ساعات أيضاً أنهم مقاومون محترمون يراعون حرمة دم الشعب المصري؟ هل تعتقدون فيمن لم يحترم حرمة دماء أبناء شعبه سوف يحترم استقرار مصر ودماء الشعب المصري؟
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=2326&I=64