الصف وموعد مع التطرف

حليم أسكندر

بقلم: حليم إسكندر 
للمرة الثانية في غضون شهر، يطل علينا التطرف البغيض من مدينة "الصف"، تلك المدينة التي تقع علي بعد 30 كيلومتر جنوب محافظة "حلوان".
 
† المرة الأولي كانت يوم الجمعة 13 اغسطس 2010 وكانت عبارة عن مشاجرة مفتعلة أراد بها بعض المتطرفين عقاب وتأديب شخص مسيحي يقوم بغسيل سيارته حتي تبدو نظيفه، ولكن يبدو أن ذلك ليس من حقه: فكيف يكون مسيحي ويمتلك سيارة؟ وكمان نظيفه؟!!!! 
 
† المرة الثانية كانت يوم الاحد الموافق 12 سبتمبر 2010 وتم فيها الاعتداء علي جبانة الاقباط بأن قام مايزيد عن 200 شخص باقتحام المدافن وقاموا باشعال النيران في قاعة الصلاة وصناديق الخشب المخصصة لدفن الموتي ومخزن الاخشاب ومواد البناء الاخري وحتي السقالات والاخشاب التي كانت معدة لاستكمال اعمال البناء والصبة الخرسانية لمبني مخصص لتلقي واجب العزاء "علماً بأن المبني حاصل علي كافة التصاريح اللازمة لاقامتة بشكل قانوني من كافة الجهات الحكومية والرسمية " ولكن يبدو ان ذلك ليس كافياً في زمن  سادت فيه " بكل اسي واسف " مشاعر الكراهية والبغضاء ورفض الاخر!!
 
† وتبرير هؤلاء المتطرفين المعتدين لتلك الفعلة الشنعاء انهم يعتقدوا ان هذا المبني سيكون كنيسة !! وما الضرر الذي سيعود عليهم لو كان المبني كنيسة بالفعل؟ ماذا يخيفهم في ذلك ؟ هل يخشون ان تقوم الكنيسة بتخريج متطرفين و قتلة ولصوص ؟ كلا ايها السادة فالكنيسة هي مسكن الله علي الارض تقام فيها الصلوات والتضرعات وبكل خشوع ، ايضاً يتعلم فيها الاطفال والكبار المحبة للجميع والصلاة من اجل الكل حتي الاعداء !
 
† واري ان اللوم هنا لايقع علي هؤلاء المعتدين فحسب بل يقع وبشكل اكبر علي من قام بتحريضهم علي ارتكاب هذا الفعل الاثم وعلي من سمح بانتشار هذا الفكر وهذه الروح العدائية تجاة شركاء الوطن ! 
 
† وروح العداء والكراهية ورفض الاخر ليست وليدة اللحظة او الصدفة ، فهناك من لاهم لهم سوي اشعال وتأجيج  نيران الفتنة والتي ستلتهم حال حدوثها – لاقدر الله – الاخضر واليابس ولن ينجو من نيرانها احد ، وهؤلاء الذين وضعوا نصب اعينهم وكرسوا حياتهم لترديد الاكاذيب ونشر الاشاعات وترويجها عبر الفضائيات المسمومة لايهمهم شئ او وطن او صالح عام بل غلبوا - وبكل اسف – مصالحهم الشخصية ومطامعهم وسعيهم نحو شهرة او مال او كسب تعاطف وود العامة والمتطرفين وتكوين زعامة شعبية وليمت الوطن ! 
 
† وخير دليل علي ذلك هو ذلك اللقاء المسموم الذي بثتة قناة الجزيرة والتي تسعي دائماً وبشكل حثيث علي نشر الفتن وترويج الاشاعات والاكاذيب ، واخرها برنامج بلاحدود الذي اذاعته تلك القناة " قناة الحظيرة " مؤخراً واستضاف فيه الاعلامي احمد منصور الدكتور سليم العوا ، الذي اخذ وباصرار في نفث سمومة وترويج مزاعمه واكاذيبة وافتراءاتة ضد الكنيسة والاقباط والتحريض علي قتلهم وهدم كنائسهم واديرتهم التي يزعم انها مخازن للسلاح !!

† واخيراً :- الم يحن الوقت لايجاد حلاً ووضع حداً فاصلاً وعقاب هؤلاء الذين لاهم لهم سوي نشر الاكاذيب وتأجيج نيران الفتنة ؟ اري انه  من الضروري ان يتم احالة هؤلاء الي محاكمة علنية وعاجلة بتهمة اثارة الفتنة وتكدير الامن والسلم الاجتماعيين ويتم عقابهم عقاب رادع حتي يكونوا عبرة لمن تسول له نفسه تهديد السلام الاجتماعي واثارة الفتنة والقلاقل وبث روح العداء والكراهية والتطرف ورفض الاخر  ، حماك الله ياوطني وسلمت من كل شر، أمين 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع