أنطون سيدهم.. رجل أعمال ماهر وقلم ليس للبيع

 سيدهم أسس صحيفة وطني.. وشارك في تأسيس بنك النيل

كرمه الرئيس الأسبق مبارك والزعيم الراحل جمال عبد الناصر
 
كتب – نعيم يوسف
قال عنه مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث، خلال تشييع جنازته "إن هناك أناس سيموتون وهم أحياء وأناسا آخرون يحيون بعد موتهم".. إنه "أنطون سيدهم"، رجل الأعمال الوطني، ومؤسس صحيفة "وطني"، التي قضى معظم عمره في خدمتها وخدمة قضاياها. 
 
ولد أنطون سيدهم في الثالث من مارس عام 1915 بمدينة طنطا، في محافظة الغربية، حيث تلقى تعليمه حتى الثانوية العامة في مدينتي الزقازيق، والإسكندرية، وبعدها انتقل إلى جامعة فؤاد الأول في القاهرة لدراسة كلية التجارة، ثم يتخرج منها محاسبًا قانونيًا ماهرًا. 
 
شارك "سيدهم" في تأسيس مكتب للمحاسبة عام 1939، ووسع نشاط المكتب ليتم افتتاح مقرا ثانيا له في ليبيا، ومع بدء فترة الانفتاح الاقتصادي في مصر، شارك –مع رجال أعمال مصريين- في تأسيس بنك "النيل"، وظل "سيدهم" عضوًا في مجالس إدارات البنك وشركاته حتى وفاته.
 
في الثمانينات أنتخب أنطون سيدهم نائبًا عن دائرة شبرا من خلال الحزب الوطني الديمقراطي، كما أنتخب عضوًا في المجلس الملي العام لأكثر من دورة.
 
تُعتبر صحيفة "وطني" من أهم إنجازات الراحل، حيث حصل على حق امتياز إصدارها عام 1958، والتي اتخذت من أحد أبيات الشعر لأمير الشعراء أحمد شوقي، شعارًا لها، وهو: "وطني لو شغلت بالخلد عنه.. نازعتني إليه في الخلد نفسي"، وظلت مقالاته تُنشر في الصحيفة على مدار أربعين عاما. 
 
يروي الكاتب الصحفي أحمد حياتي، عن "سيدهم" –في أحد مقالاته بصحيفة وطني- أن أنطون قال له: "تحدث معي منذ أسبوع ممثل إحدى الصحف الخليجية الكبرى، وعرض على عرضاً مذهلاً مقابل أن أواصل كتابة مقالاتي فى جريدته ولكنى رفضت، لأن قلمى لا يباع ولن أكتب في الخارج.. سأظل أكتب الهموم المصرية من قلب مصر". 
 
توفى أنطون سيدهم في الثاني من مايو عام 1995، عن عمر يناهز الثمانون عاما، وقال عنه البابا شنودة الثالث: ""كان إنسانًا محبًا لنا وكنا نحبه أيضًا وقد عاش في قلوبنا جميعًا"، ووصفه الأب متى المسكين قائلا: "عمود سقط في الكنيسة ونجم أرتفع وتلألأ في السماء". 
 
كرّمه الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، في نفس العام الذي توفى فيه حيث منحه وسام العلوم والفنون من الدرجة الثانية، تسلمه عنه ابنه المهندس يوسف سيدهم، رئيس تحرير جريدة وطني، كما تم تكريمه في حياته حيث مُنح نوط الامتياز في العمل الاجتماعي عام 1966 من الرئيس جمال عبد الناصر. 
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع