شاب يشنق نفسه لفشله فى الحصول على (200) جنيه لشراء ملابس العيد

عماد نصيف

•حالات الانتحار فى "مصر" تجاوزت الـ( 5000) حالة سنويًا.
•  الاكتئاب والإدمان وتردى الأوضاع الإقتصادية والمعيشية أكثر دوافع الانتحار.
 
كتب: عماد نصيف- خاص الأقباط متحدون
 
قام "عبد الرحمن غالى"- 20 عامًا- بمدينة "شبين القناطر"- أمس الأول الثلاثاء- بشنق نفسه داخل حجرته، بعد رفض والده الذى يمر بضائقة مالية إعطاءه (200) جنيه  لشراء ملابس جديدة للاحتفال بالعيد.
 
يُذكر أنهشاب يشنق نفسه لفشله فى الحصول على (200) جنيه لشراء ملابس العيد وفى شهر يونيو الماضى، ربط الشاب "عمرو عبداللطيف" حبلاً في أحد أعمدة النور بكوبري "قصر النيل" بـ"القاهرة"، حيث وضع رقبته في نهاية الحبل، وألقي بنفسه في النيل!! وقد ترك قليلاً من الجنيهات، وبطاقة شخصية، وخطابًا إلي محبوبته "مني" قال فيه: إنه لم يستطع أن يعيش بدونها، واستحال عليه زواجها. وقد اتضح إنه "عاطل عن العمل"، ومتزوج من سيدة كبيرة عنه في العمر، وعاقر، ويعيش عالة عليها، وكان يحلم بزواجه من الشابة "مني" التي أحبها، لإنجاب أطفال منها؟! إلا أنه عجز ماديًا عن ذلك!!
 
وتزامن هذا الحادث وقتها مع قيام شاب  بالقاء نفسه في النيل من فوق "كوبري عباس"، وذلك لفشله في الزواج من حبيبته لعجزه المادي.
 كما انتحر ميكانيكي بـ"المنصورة" علق رقبته في حبل بالسقف، حيث وقف علي برميل وألقي بجسده من فوقه، وذلك لمشاكل عائلية مادية!!
 
وانتحر شاب آخر بإلقاء نفسه من سطح عقار بـ"الشيخ زايد" بمدينة "6 أكتوبر" لأنه "عاطل"!!
 
وقتل شاب آخر "عاطل" نفسه بشرب مادة سامة، بعد ضغط أمه عليه للعمل سائقًا لتوك توك!!
 
بينما ألقت "نفيسة حسن يوسف أحمد"- 35 سنة- بنفسها من أعلى كوبري قصر النيل في مطلع شهر يونيو 2010،  مفضلة الموت عن التسول..وأنقذتها العناية الإلهية من موت محقَّق بسبب حالة الفقر التى تعيشها فى حجرة ضيقة بدورة مياه مشتركة مع (4) آخرين فوق السطوح. وقد حاولت التخلص من حياتها (3) مرات..فقد ألقت بنفسها من قبل من أعلى كوبري "مسطرد" في ترعة الإسماعيلية، وتناولت مواد سامة- بعد تعرضها لصدمات وقسوة وإدخالها مستشفى الأمراض النفسية- إلى أن سمعت أن مياه النيل تحمل الموت الأكيد، فقفزت من أعلى كوبري قصر النيل.
 
تحذيرات منظمة الصحة العالمية
وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذّرت فى أغسطس الماضى من ارتفاع معدلات الانتحار بين الشباب والمراهقين بين سكان العالم، وكشفت المنظمة في تقريرها الذى صدر  بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الانتحار، في العاشر من أغسطس الماضى، عن تزايد أعداد المنتحرين بين تلك الفئة لتصل إلي (100) ألف منتحر في العام الواحد.
وقالت المنظمة الدولية: إن هناك (مليون)  شخص يلقون حتفهم سنويًا جراء الانتحار بمعدل منتحر كل (40) ثانية أو (3000) قتيل كل يوم. موضحةً أن كل محاولة ناجحة للانتحار تسبقها (20) محاولة فاشلة.
 
وأكّد تقرير المنظمة أن معدلات الانتحار زادت خلال الـ(45) عامًا الماضية بمعدل 60%، بينما من المتوقع أن تزيد تلك المعدلات بحلول 2020 بنسبة 50% لتصل أعداد المنتحرين إلي مليون ونصف المليون سنويًا.
 
هذا وتتصدر "روسيا" و"الصين" والدول الإسكندنافية دول العالم في أعداد المنتحرين بين مواطنيها بنسبة (13) منتحرًا لكل (100) ألف نسمة، بينما تقل النسبة إلي ما يتراوح بين (6.5) و (13) لكل (100) ألف نسمة بـ"الولايات المتحدة" و"المكسيك" و"إيطاليا" و"أسبانيا".
 
الوضع فى مصر
وفيما يتعلق بالوضع فى "مصر"، فقد كشفت تقديرات المنظمة عن بلوغ معدل الانتحار في "مصر" إلي أقل من (6.5) حالة انتحار لكل (100) ألف نسمة، أي نحو (2200) حالة كل عام، أي ما يقرب من (183) حالة انتحار شهريًا، فيما تتقارب معدلات الانتحار بالكيان الإسرائيلي كثيرًا مع "مصر"، بينما ترتفع المعدلات لديهم في الفئة العمرية من (15) إلي (24) ومن (45) إلي (54) عامًا.
 
وأشارت المنظمة إلي أن أهم دوافع الانتحار عادة ما تكون نتيجة الأمراض النفسية، خاصة الاكتئاب. بالإضافة إلي الإدمان،  وتردي الأوضاع الإقتصادية والمعيشية، خاصة البطالة بين المنتحرين.
 
دراسة الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء
وكان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء قد أصدر دراسة فى بدايات العام الجارى عن معدل الانتحار بين الشباب المصرى، والتى أظهرت أن هناك (‏104) ‏آلاف محاولة انتحار بين بنات وشباب "مصر" خلال عام‏ 2009.
 
وأكدت دراسة الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أن أغلب محاولي الانتحار  في مصر يقعون فى المرحلة العمرية من‏ (15)‏ إلي‏ (25‏) عامًا، بنسبة تقدر بـ ‏66.6%،‏ وأن هناك‏ (11)‏ ألف حالة في مركز السموم، انقسموا ما بين‏ (8500‏) أنثي‏"بنات وسيدات‏" و(‏2500‏) شاب من سكان "القاهرة" و"الجيزة"، نقلوا إلي مركز السموم بمستشفي "الدمرداش"، مصابين بحالات التسمم الحاد إثر محاولتهم الانتحار بالمبيدات الحشرية، أو المواد المخدرة خلال (‏12)‏ شهرًا‏.‏
 
وأشارت الدراسة إلي أن هناك (‏43‏) ألف شخص من الذكور والإناث من مختلف الأعمار بمختلف المحافظات في الريف والحضر، حاولوا الانتحار بمختلف الوسائل‏. ‏ وأن (‏54‏) ألفًا هم إجمالي من حاولوا الانتحار خلال الفترة من يونيو ‏2008‏ إلي يونيو‏2009‏ تمكن‏ (4‏) آلاف منهم من الانتحار، ولفظوا آخر أنفاسهم سواء قبل أو بعد إسعافهم‏.‏
 
معدل زيادة وانتشار الظاهرة
ومما يؤكِّد تعاظم وانتشار الظاهرة، إنه منذ (4) سنوات فقط، وتحديدًا عام ‏2005‏،  شهدت "مصر" (‏1160)‏ حالة انتحار،  ارتفعت إلي (‏2355‏) في عام ‏2006، ثم إلي (‏3700)‏ حالة في عام‏ 2007،‏ ليصل إلي‏ (4200‏) في عام ‏2008،‏ ثم يكسر حاجز‏(5)‏ آلاف منتحر في عام‏ 2009‏ بمتوسط (‏14)‏ حالة انتحار يوميًا، لنقارب أعلي معدلات الانتحار عالميًا، والتي تحتكرها الدول "الإسكندنافية"، ولكن الفارق إنهم هناك ينتحرون جراء الرفاهية المطلقة، ونحن ننتحر هنا جراء الفقر المدقع، والبطالة، والغلاء الفاحش‏.‏