ايران تطلق محطتها النووية الاولى رغم العقوبات

مصراوي

اطلقت ايران السبت محطتها النووية الاولى في بوشهر جنوب البلاد بخبرات روسية، في الوقت الذي تتعرض فيه لعقوبات دولية تستهدف برنامجها النووي للاشتباه في انطوائه على اهداف عسكرية.
واعلنت المنظمة الايرانية للطاقة الذرية في بيان ان عمليات تزويد محطة بوشهر النووية الايرانية بالوقود بدأت صباح السبت بحضور نائب الرئيس علي اكبر صورة من تلفزيون العالم الايراني لاستعدادات تشغيل محطة بوشهر السبتصالحي وسيرغي كيريينكو" رئيس الوكالة النووية الروسية (روساتوم) التي تولت ادارة بناء المحطة.
وببدء هذه العملية الاولى لتزويد المفاعل بالوقود، اصبح مفاعل بوشهر رسميا منشأة نووية. وشكر صالحي روسيا "لمواكبتها الشعب الايراني" في بناء المحطة الذي كانت بداته قبل 35 عاما المانيا لكنه شهد منذ تلك الفترة الكثير من التقلبات.

وقال صالحي "بالرغم من كافة الضغوط والعقوبات والصعوبات التي فرضتها البلدان الغربية، فان انطلاق مفاعل بوشهر يجسد تواصل البرنامج النووي السلمي لايران. انه رمز لمقاومة الامة الايرانية وتصميمها على بلوغ اهدافها".
ويفترض ان ينتهي تحميل 163 من قضبان الوقود التي سلمتها روسيا، في قلب المفاعل في الخامس من ايلول/سبتمبر. ثم سيتطلب الامر نحو شهرين ليمكن ربط المحطة التي طاقتها الف ميغاواط بشبكة التيار الكهربائي في نهاية تشرين الاول/اكتوبر او بداية تشرين الثاني/نوفمبر، بحسب المنظمة الايرانية للطاقة الذرية.
وجاء اطلاق بوشهر في الوقت الذي تخضع فيه ايران لعقوبات دولية بعد العديد من الادانات في مجلس الامن حيث تشتبه دول غربية في سعي ايران، رغم نفيها المتكرر، لحيازة سلاح نووي.
واقنعت روسيا الامم المتحدة بعدم شمل بوشهر بالحظر الدولي على نقل اي معدات او تكنولوجيا نووية، وذلك عبر قطعها تعهدا بتزويد المحطة بالوقود النووي واعادته اثر استخدامه لخفض مخاطر انتشار البلوتونيوم الموجود في البقايا النووية. وستبقى المحطة لسنوات تحت الرقابة المشتركة للتقنيين الروس والايرانيين، وبررت موسكو هذا الوضع بضرورة تدريب اخصائيين ايرانيين.

واكد كيرينكو السبت "حق (ايران) في الطاقة النووية السلمية" كما اشار الى الطابع "الدولي" للمحطة "الموضوعة تحت رقابة المنظمة الدولية للطاقة الذرية" والتي شاركت في صنع معداتها "اكثر من عشر دول" اوروبية واسيوية خصوصا بيد انه لم يسمها.
وكانت روسيا اكدت في الاونة الاخيرة ان بوشهر "محمية تماما من اي مخاطر انتشار نووي".
كما اعتبر متحدث اميركي السبت ان مفاعل بوشهر "لا ينطوي على مخاطر انتشار" نووي لانه "سيكون خاضعا للوكالة الدولية للطاقة الذرية ولان روسيا هي التي تؤمن الوقود الخاص به وتستعيده بعد استخدامه".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية داربي هولاداي لوكالة فرانس برس ان قيام روسيا بتسليم ايران الوقود اللازم لتشغيل هذا المفاعل الواقع في بوشهر في جنوب ايران "يؤكد ان ايران ليست بحاجة لامتلاك قدرات خاصة بالتخصيب لو كانت نواياها سلمية".

وفي السياق ذاته اعتبرت فرنسا ان بدء عمل بوشهر يظهر ان ايران لم تكن بحاجة لتخصيب اليوروانيوم للحصول على الطاقة النووية المدنية ودعتها الى تعليق "انشطتها الحساسة". ودعت بريطانيا ايران الى التفاوض مع المجتمع الدولي بشأن برنامجها النووي.
واثار صالحي مجددا الجمعة الحاجات المستقبلية للمحطة من الوقود النووي وذلك لتبرير استمرار بلاده في التخصيب وهو النشاط الذي يثير بشكل خاص قلق الغربيين والذي يطالب مجلس الامن منذ 2006 بلا جدوى بوقفه.
واكد صالحي "ان تخصيب (اليورانيوم) لانتاج الوقود لمحطة بوشهر وغيرها من المنشآت سيتواصل" مشيرا الى ان الاتفاق على التزود بالوقود الروسي يشمل عشر سنوات في حين انه خطط لان يبقى مفاعل بوشهر في الخدمة 40 عاما.
واوضح صالحي ان ايران لا تنوي الاستمرار "الى ما لا نهاية" في تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة. وشدد على الاقتصار على انتاجه "بحسب الحاجة".