مسيحيو مصر ومسلموها يحيون ليلة مولد (العذرا مريم)

مصراوي

أحيا مسيحيو مصر ومسلموها السبت الليلة الكبيرة لمولد السيدة مريم العذراء (أم النور) بعد أن تم إلغاء الاحتفال بالمولد السنة الفائتة تخوفاً من تفشي مرض أنفلونزا الخنازير.. أقيمت القداديس التي تخللتها عظات من القسيسين والكهنة وتراتيل وأناشيد وتكدست الكنائس والأديرة بالزوار الذين قِدموا للصلاة والتقرب من الله والوفاء بالنذور.
مسيحيو مصر ومسلموها يحيون ليلة مولد (العذرا مريم)ويأتي الاحتفال بعد فترة صيام للمسيحيين- صيام العذرا مريم - دامت 16 يوما هذا العام بدأ يوم جمعة وهو يوم صوم أساسي عند المسيحيين، وتزينت وتزخرفت كنائس مصر استعدادا لليلة الكبيرة للسيدة العذراء من خلال إقامة الموالد في عدد كبير من الكنائس مثل كنيسة العذراء بمسطرد وكنيسة العذراء بالزيتون، ومطرانية سمالوط في المنيا ودير السيدة العذراء بقرية درنكه بأسيوط.

ويتوجه جميع الأقباط إلى الكنائس والأديرة لأداء صلاة قداس ختام الصوم صباح يوم الأحد ثم يتوجهون إلى منازلهم لتناول وجبات الإفطار.
للعذراء مريم -حسب ما يعتقده بعض المسيحيين- معجزات شهيرة معروفة باسم الظهورات وتتكرر هذه الظهورات كثيرا، مريم هي من الأكثر تكريمًا من بين القديسين في الكنيسة الكاثوليكية الرومانية والارثدوكسية الشرقية، والاحتفال بمولد السيدة العذراء يتم لتكريم مريم عن طريق إقامة المسيحيين صلوات كنسية لتكون شفيعة لهم، ويرافق يتلوها مجموعة من الترانيم والتراتيل لتكريم (أم النور).
ويعتقد الأقباط أن العذراء مريم تظهر في أوقات الأزمات والاضطرابات لكي تساندهم في أوقات المحن، ويذكر أن الظهور الأشهر لها كان في كنيسة الزيتون سنة 1968 وهو العام الذي تلى نكسة 1967.

وفي الإسلام السيدة مريم هي أم المسيح عيسى نبي الله ولدته دون أن يمسسها بشر، ويحترمها المسلمون كثيرًا ويؤمنون بأن المسيح خُلق بكلمة من الله ألقاها إليها، ويذكرها القرآن على أنها صِديقة ومن أصلح نساء العالمين هي وأسيا امرأة فرعون، وخص الله تعالى مريم بسورة كاملة باسمها في القرآن الكريم تحكي قصتها ووليدها.
ففي كنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد أخذ الاحتفال بولد (العذرا مريم) شكلاً خاصاً لا يفرق كثيراً عن احتفالات المسلمين بموالد (آل البيت) مثل مولد السيدة زينب أو موالد التابعين مثل مولد السيد البدوي بطنطا.. وتزامن الاحتفال هذه المرة مع شهر رمضان الفضيل وقرب احتفال المسلمين بعيد الفطر المبارك مما جعل للمولد مذاقاً خاصاً في ظل التلاحم الوطني والوحدة التي يعيش فيها المصريين منذ قديم الأزل ولم تؤثر عليها بعض أحداث الفتن الطائفية التي تواترت في الآونة الأخيرة.
وتمثل الاحتفال في كنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد في تجمع الألوف من المسيحيين والمسلمين بالمنطقة المحيطة بالكنيسة والمسجد الكبير بمسطرد في مكان واحد يجمعهما يطل علي ترعة الإسماعيلية شرق القاهرة، في مشهد يجسد الوحدة الوطنية ويدرأ مزاعم وجود انقسام طائفي.

وتجمعت أعداد هائلة من المسيحيين والمسلمين الذين جاءوا من كافة أرجاء الجمهورية للاستشفاء والتبرك بالسيدة العذراء، بجانب الفتيات اللاتي يرغبن في الزواج والأهالي الذين يريدون وفاء نذورهم التي نذروها للعذرا مريم.
ونصب المريدين والباعة خيامهم وفتحت المقاهي أبوابها منذ الصباح لاستقبال الزوار وعلقوا صورة السيدة العذراء عليها في ظل أجواء احتفالية مبهجة بالمولد الذي يبرز المكانة العظيمة التي تحتلها السيدة العذراء لدى كل الشعب مسلميه قبل مسيحييه.
ومسطرد من أهم المناطق التي تشهد فعاليات المولد الذي يعد احتفالاً برحلة العائلة المقدسة السيدة العذراء والسيد المسيح ويوسف النجار في مصر، ويُعتقد أن هذه المنطقة تضم المغارة التي اختبأت بها العائلة المقدسة، والبئر الذي يُعتقد أيضا أن المسيح وهو طفلاً وأمه مريم شربا منه أثناء هروبهما من فلسطين إلى مصر.  
وفي محافظة المنيا احتفل الآلاف من المسيحيين والمسلمين بمولد السيدة العذراء في مطرانية سمالوط بالنهضة الروحية في جبل الطير والتي تعرف بمولد العذراء تحت رعاية الأنبا بفنوتيوس اسقف سمالوط وطحا الأعمدة.. بدأت الاحتفالات من يوم الأربعاء الماضي وتستمر لمدة أسبوع، والمعروف أن العائلة المقدسة مروا وأقاموا في منطقة جبل الطير. هربا من بطش الحاكم الروماني هيرودس.

وفي أسيوط أقيمت احتفالية في دير السيدة العذراء بقرية درنكه، بذكرى لجوء العائلة المقدسة "السيدة العذراء" والمسيح عيسى عليه السلام بأسيوط في رحلتهم المقدسة، وبدأت الاحتفالات يوم 7 أغسطس وتستمر حتى 21 من الشهر الجاري احتفالا بالفترة الزمنية التي مكثتها العائلة المقدسة أثناء رحلتها في مصر في هذا المكان.
وتقام الاحتفالية كل سنة بالدير وسط إجراءات أمنية وطبية، وتجتذب أكثر من مليوني زائر من المسيحيين والمسلمين من مختلف الأعمار من جميع محافظات مصر، بالإضافة إلى سائحين من مختلف بلدان العالم.
وبدأ الاحتفال بهذا العيد في مدينة القدس في القرن الخامس، على أنه عيد كنيسة مولد القديسة مريم العذراء (كنيسة القديسة حنة).. وفي القرن السابع، أخذوا يحتفلون به باسم عيد مولد العذراء.