جرجس وهيب
* الغلاء يكوى جيوب الفقراء، وغياب دور فعال للدولة.
* "محمد أحمد": يجب العودة إلى التسعيرة الإجبارية للسلع مرة أخرى.
* "أمل محمد": أسعار اللحوم ما زالت فى ارتفاع جنوني.
* "خالد أنور": اللحوم المخفضة يستولى المسسئولون على جزء كبير منها لأقاربهم ومعارفهم.
* "محمود على": لكى تعيش أسرة عيشة متوسطة لابد أن يكون دخلها (1500) جنيه.
* "مجدى نادى": نشترى رخيص نبيع رخيص، ونشترى غالى نبيع غالى.
* "حسن حامد": لسنا مستغلِين، وإنما مجبرين على البييع بهذة الأسعار.
* د. "عبد الرحيم محيس": المحافظة اتخذت عدة إجراءات للسيطرة على ارتفاع الأسعار.
* م. "صابر عبد الفتاح": لن تُحل مشكلة ارتفاع أسعار اللحوم، إلا بإحياء مشروع البتلو.
تحقيق: جرجس وهيب- خاص الأقباط متحدون
يستغل عدد كبير من التجار، المواسم والأعياد للتلاعب بالأسعار بشكل كبير، فى غياب تام لأى دور للدولة- سواء بالرقابة أو توفير البديل- وليس لدى الدولة سوى التصريحات الوردية، وكأنهم يعيشون فى كوكب آخر، وفى غيبوبة بعيدًا عن مشاكل المواطنين، الذين ينكون بهذه الأسعار.. فأسعار معظم السلع شهدت إرتفاعات كبيرة بمحافظة "بنى سويف"، مثلها مثل باقى المحافظات، وخاصةً مع حلول شهر رمضان.
وعلى الرغم من أن الدولة اتخذت عددًا من الإجراءات، إلا أن هذة الإجراءات لم تساهم فى حل المشكلة، وما زالت الأسعاز فى ارتفاع مستمر.
صحيفة "الأقباط متحدون" حاولت البحث عن أسباب المشكلة، من خلال لقاءات مع عدد من المواطنين والمسئولين، لإيجاد حل لمشكلة انفلات الأسعار.
المرتبات لا تتلائم مع ارتفاع الأسعار
قال "محمود على"- موظف بوزارة التنمية المحلية: إنه على الرغم من أنه موظف منذ أكثر من (16) عامًا، إلا أن مرتبه لم يصل بالحوافز إلى سبعمائة جنيه. متساءلًا: كيف ينفق يهذا المبلغ على أسرته المكونة من خمسة أفراد، ولديه ابنان فى مراحل مختلفة من التعليم. مؤكدًا أن الأسعار أصبحت (نار)، ولكى تعيش أسرة بحجم أسرته- عيشة متوسطة- لابد أن يكون دخلها على الأقل (1500) جنيه.
أسعار اللحوم فى ارتفاع مستمر
وقالت "أمل محمد"- ربة منزل: إن أسعار اللحوم ما زالت فى إرتفاع جنونى، فسعر اللحوم الحمراء وصل إلى (52) جنيهًا، ووصل سعر اللحوم البرازيلى إلى (30) جنيهًا. فى حين أنها كانت تُباع منذ حوالى شهر بـ (18) جنيه. كما وصل سعر اللحوم المُجمَّدة الهندية إلى (25) جنيهًا، وارتفعت أسعار الدواجن الحية إلى (17) جنيهًا للكيلو، ووصلت أسعار الكبدة المُجمدة إلى (14) جنيهًا، وسعر السمن المجمد إلى (33) جنيهًا.
وأشار "خالد أنور"- عامل- إلى أن اللحوم المخفضة التى تُباع فى شودار المحافظة بسعر (36) جنيهًا، يستولى المسئولون على جزء كبير منها لأقاربهم ومعارفهم، أما الدهن والعظم فهو الذى يُباع لهم، كما أنه ينتظر لعدة ساعات للحصول على كيلو اللحم وسط زحام كبير وتدافع، وهو رجل مريض لا يستطيع أن يحتمل ذلك.
وأكدت "سامية سمير"- مُدرَّسة- أن الأسعار فى إرتفاع يومى، وأنها لا تعرف السعر إلا عند وصولها للمكان التى تُباع فيه السلعة، مشيرةً إلى أن أسعار الدقيق والمكرونة والأرز والسكر، ارتفعت إلى أربعة جنيهات، ويتراوح سعر المانجو من (10) إلى (12) جنيه، والطماطم (3) جنيهات، والبطاطس (2.5) جنيه، والعنب (5) جنيهات.
التجار مجبرون على البيع بهذه الأسعار
من جانبه، قال "مجدى نادى" – تاجر: إن الناس توجَّه إليهم الإتهامات بأنهم السبب فى رفع أسعار السلع، مشيرًا إلى أن هذا الإتهام غير صحيح، وإنهم عندما يشترون بأسعار رخيصة يبيعون بأسعار رخيصة والعكس، مؤكدًا أن طن السكر ارتفع من (3350) جنيه إلى (3850)، وطن المكرونة ارتفع من (1900) جنيه إلى (3400) جنيه، وطن الدقيق من (900) جنيه إلى (1800) جنيه، والذرة الصفراء من (1300) جنيه إلى (1615) جنيه.
وقال "حسن حامد"- جزار: "إننا لسنا مستغلين، وإنما مجبرين على البييع بهذه الأسعار" مشيرًا إلى أنه يشترى كيلو اللحم (مشفى) بـ (40) جنيه، وبعظمه بـ(30) جنيه، فعلى الرغم من ارتفاع أسعار اللحوم، إلا أن هامش الربح بسيط.
المطالبة بعودة التسعيرة الإجبارية
وطالب "محمد أحمد-عضو محلى محافظة "بنى سويف"- أن يتم العودة إلى التسعيرة الإجبارية للسلع مرة أخرى، ومنح مفتشى وزارة التضامن صلاحيات فى تحرير محاضر للتجار الذين يتلاعبون بالأسعار، موضحًا أن مفتشى التموين أصبحوا الآن ليس لهم أى دور رقابى على الأسواق، سوى على مراقبة عمليات تصنيع وتوزيع الخبز فقط.
اجراءات محافظ "بنى سويف" للسيطرة على ارتفاع الأسعار
ومن ناحيته، أوضح الدكتور "عبد الرحيم محيس"- مدير عام الطب البيطرى بالمحافظة- أن الدكتور "سمير سيف اليزل"- محافظ بنى سويف- قد اتخذ عدة إجراءات للسيطرة على ارتفاع الأسعار، وخاصةً مع دخول شهر رمضان؛ حيث يتم إقامة سبعة شوادر بمدينة "بنى سويف"، وشادرين بكل مركز لبيع اللحوم الحمراء بـ(36) جنيهًا للكيلو، وتخصيص نصف مليون جنيه لدعم فرق السعر. بالإضافة إلى افتتاح (11) منفذًا لبيع اللحوم المبردة بسعر (34) جنيهًا للكيلو، وإقامة منافذ لبيع الدواجن المبردة والمجمدة بأسعار مخفَّضة. كما افتتح المحافظ سوق "الدهشورى" للأسماك، فى إطار خطة المحافظة لتوفير بدائل للحوم الحمراء؛ لإحكام السيطرة على أسعار اللحوم التى وصلت إلى (50) جنيهًا.
وأكد "هشام كامل"- مدير عام التموين بمحافظة "بنى سويف"- أن الدكتور "سمير سيف اليزل"- محافظ بنى سويف- افتتح معرضًا للسلع الغذائية، والذى تنظمه أمانة الحزب الوطنى بالتعاون مع الصندوق الإجتماعى بـ"بنى سويف"، حيث تُباع فيه السلع الأساسية من وسكر ودقيق وسمن وزيت بأسعار تقل على السوق بحوالى (20%).
إحياء مشروع (البتلو) هو الحل!
وأوضح المهندس "صابر عبد الفتاح"- وكيل وزارة الزراعة بـ"بنى سويف"- إن مشكلة ارتفاع أسعار اللحوم لن تُحل إلا بإحياء مشروع (البتلو) مرةً أخرى، والذى تم اتخاذ إجراءات فعلية لإعادة إحيائه؛ حيث تم الإعلان عن تقديم قروض لمربى الماشية، وقد تقدّم (822) طلب بعدد رؤوس ماشية (9470)، وكما تقدم سلفة للمربى من البنك ثلاثة آلاف جنيه للرأس بفائدة 7%. مشددًا على تجريم ذبح العجول البتلو (الصغيرة)، ودخول الجمعيات الأهلية فى مشروع (البتلو) عن طريق تقديم قروض للمزراعين لتربية (البتلو).
http://www.copts-united.com/article.php?A=21760&I=541