جبرائيل يسلم رسالة صباح اليوم الى قداسة البابا يطلب فيها منع ظهور رجال الدين المسيحى فى الاعلام

صاحب  القداسة والغبطة البابا المعظم الانبا شنودة الثالث
   حفظه الله لنا وللكنيسة والوطن سنينا عدة وازمنة سلمية مديدة

وبعد

قداسة البابا
لما كانت كنيستنا القبطية الارثوذكسية زهاء اكثر من الفى عام من الزمان تعيش متفردة ومتميزة عن سائر كنائس العالم بطابعها الروحى والتقليدى والتعليمى , فكانت مدرسة الاسكندرية واكليركيات الكرازة منارة للعالم فى المعرفة  الروحية والتراث  والثقافة القبطية ومن مصر ايضا خرجت الرهبنة الى العالم ومن الحانها الروحية العميقة المؤثرة استوحى الفنان العالمى بيتهوفن موسيقاه . ومنذ ان تبوأتم  قداستكم الكرسى المرقصى وانتم تقومون بفتح المنارة تلو المنارة فى جميع انحاء الكرازة المرقسية .
علما ومعرفة روحية فكنتم وما تزالون المنهل الذى تنهل منه مصادر المعرفة من العلم والثقافة  ولم تنسوا يوما انكم قدوة روحية فلم يمر اسبوعا او شهرا الا وان تحرص قداستك على التردد على مصدر حياة الوحدة وافتقادكم لخلوة الدير حتى ما جاء بأشعاركم التى تميزت بالعزف الروحى العميق انفردت به يا قداسة البابا عن كبار الشعراء والنثراء  وبرغم  كل تلك الاعمال الجسام كانت محبتك الحانية تغطى الكل وتغمر كل احد فأنت تحمل قلب الطفل الذى خصه السيد المسيح .

-    ولكن يا قداسة البابا وابينا الطاهر اسمحوا لى وببنوة خاضعة  ان اوضح الاتى :-
رغم انكم لا تألون جهدا فى المحافظة على طابع الكنيسة القبطية الروحى والتعليمى وايضا التقليدى وهو ما تحسدنا عليه كافة كنائس العالم لكن ظهر فى العقد الاخير  ما يحاول به البعض بقصد او دون قصد ولكن الاخيرة هى المؤكدة ان يبتعد بكنيستنا عن هذا المنهج والذى تمثل  فى اختراق الميديا والاعلام لطابع وتقليد وهيبة الكنيسة القبطية  عن طريق تسارع وتصارع  بعض رجال الكهنة والاساقفة وراء الظهور فى الاعلام والفضائيات حتى اننى اعلم ان احد الاساقفة فى الشهر الماضى ذهب الى مدينة الانتاج الاعلامى ثلاث مرات فى اليوم يظهر على قنوات مختلفة وان بعض الكهنة يحرصون على الظهور اسبوعيا هذا ناهيك عن المواقع والصحف اليومية ومواقعهم الخاصة على الانترنت .
 اننى اتساءل هل بات الامر ان اصبح التليفزيون اهم من المذبح والرعية ؟ وهل بات الموقع الاعلامى اهم من افتقاد اليتامى والارامل ؟
 سيدى قداسة البابا ...وبدراسة امينة ومؤكدة قد ترتب على انشغال بعض رجال الاكليروس بالميديا والاعلام الاتى :-
1-    فقدان وضياع هيبة الكهنوت من خلال اقحام الكنيسة والزج بها فى امورا سياسية واجتماعية متشابكة ومتعارضة وفى اشكاليات غير روحية بالمرة مما اعتبر الكثيرين وبحق ان هذه  هى الكنيسة ورأيها .
2-    انه من العبث ان يصدق من يظهر من رجال الكهنوت بأنه  ليس معبرا عن رأى الكنيسة او ممثلا لها فادنى درجات تصديق المشاهد هو ما يراه امامه من زيا كهنوتيا .
3-      انه مما لا يمكن انكاره  ان فى كثير من الاحيان ان تكون دعوة القناة للكاهن او الاسقف ليس بقصد اظهار او كشف او نفسير الامور بقدر حاجة البرنامج الى اظهار نوع من الحرارة والتشوق تمتد الى المنازلة والتلاسن والتراشق بألفاظا صعبة وتنتهى بالشقاق والخصومة بين الطرفين احدهما بالتأكيد الكنيسة وبالطبع سوف يكون الاقل حظا فى الردود والاقناع هو رجل الدين  لاحترامه لوضعه الكهنوتى .
4-    انه ترتيبا على ما تقدم والاقلال من هيبة رجل الدين المسيحى ان زالت الكلفة والاحترام المتبادل بعد ان تحول الامر الى صدام من المتربصين فزالت هيبة رجل الدين امام طائفة لا يمكن انكارها وهم المعد والمذيع والمخرج والمشاهد ومن ثم ينسحب هذا على مصداقية الكاهن لرعيته بل فى بعض الاحيان يصل الامر الى طلبات تطلب من الكهنة ابتغاء استمرار الظهور الاعلامى .
5-    اننى اذكر ذات مرة ان طلب منى رئيس تحرير جريدة هامة ومشهورة وايضا  يعمل مذيع  فى احدى القنوات الفضائية المشهورة طلب منى ان اسعى لتحديد مقابلة ولو لبضعة دقائق مع احد المطارنة الذين يشكلون دائرة هامة فى كنسيتنا القبطية الارثوذكسية فقال لى انه على استعداد ان يذهب اليه فى اى مكان فى مصر مصطحبا كاميراته وطاقم البرنامج بأكمله  الى ابعد مكان فى مصر من اجل لقاء هذا المطران فأعتذرت له قلت انه من الصعب بل من الصعب جدا تحديد مثل هذا اللقاء ومع هذا المطران بالذات لاننى اعلم يقينا انه يرفض تماما الظهور فى اى وسيلة من وسائل الاعلام رغم انه استاذ بارز فى علوم العقيدة واللاهوت ولكن ما لبس الامر كثيرا الا وان حاولت بعض القنوات الرسمية استضافته فظهر اكثر من مرة ثم على صفحات كاملة فى بعض الصحف حتى باتت مقابلته بكل سهولة ويسر مما اثر على الصورة التى كانت فى مخيلتى وملايين الاقباط.
6-    سيدى قداسة البابا .. اننى متابع جيد للقاءاتك ومقابلاتك التليفزيونية وكيف يسهرون الايام والليالى من اجل الحصول واقتناص دقائق قد لا تزيد عن  نصف ساعة او اكثر بقليل وانتم كثيرا ما ترفضون ليس لمجرد الرفض ولكن لانكم تعلمون ما هو اهم من ذلك وهو الرعية والكرازة  ونتم ايضا تتمتعون بحكمة بالغة سبرتم بها الاغوار.
7-    ان الظهور المتكرر لبعض الاباء والاساقفة على الميديا والفضائيات لهو ايضا يؤثر على الخدمة فى المذبح والكنيسة وعلى الشعب والرعية من خلال انشغال من يظهرون بأعداد المادة  تلو المادة والردود وفى بعض الاحيان ينتهى الامر الى خلق بؤرمن الاحتقانات وقد يصل بالوضع الى اقحام رجال الدين فى بلاغات الى النائب العام سواء كانوا شاكوون او مشكو فى حقهم  انه بالقطع هناك من يدعى الحقيقة وهناك من يدعى انه يملكها وهو الاوحد فى ذلك وقد يصل الامر الى اكثر من ذلك من تقديم رجال الدين الى المحاكمة الجنائية بسبب ردوداعلى بعض الكتاب دفاعا  عن الكنيسة وقد يعتبرها البعض نوع من السب والقذف  مما يسبب حرجا شديدا للقيادة الكنسية .

-    من ثم فنحن نقترح على قداستكم الاتى :-
اولا : ان تصدرون قداستكم قرارا بابويا يحظر على اى كاهن او اسقف او راهب او اى احد من الاكليروس  الظهور مطلقا فى اى فضائية مصرية او غير مصرية او حكومية او غير حكومية او ايا من وسائل الاعلام المقروءة او المسموعة او المرئية .
 ثانيا : اذا كانت هناك ضرورة قصوى للرد على مقال او كتاب او رأى او تفسير معتقد فقداستكم تختارون كاهنا او اسقفا متخصصا فى ذلك على ان يحصل من سيادتكم على موافقة صريحة قبل الظهر فى وسائل الاعلام .
ثالثا : ان يقتصر دور الاباء الاساقفة والكهنة الذين لهم موهبة الكلمة والتفسير على القنوات المسيحية الفضائية .التابعة للكنيسة القبطية الارثوذكسية الرسمية .

دمتم قداسة البابا زخرا وحبا للكنيسة ولمصر وللمصريين وبطريركا للكرازة المرقسية فى جميع انحاء المسكونة .


القاهرة فى 18/8/2010
ابنكم
د. نجيب جبرائيل
رئيس منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الانسان
Nag_ilco@hotmail.com
22030009-0106095627