حسن كمال
بقلم:حسـن كمـال
جاء المرشد العام للإخوان المسلمين الجديد "محمد بديع" مؤخرًا، برفضه أن تكون جماعة الإخوان المسلمين "حزبًا سياسيًا"، وذلك بعد إنتخابات مازالت تحمل شكوكًا فى نزاهتها, بعد أن تقدم عدد من قيادات الإخوان البارزة فى الطعن على نتيجة الإنتخابات، ولكن دون جدوى. وفى ظل إنتقادات من داخل الجماعة حول كيف يجمع الإخوان المسلمين الثلاث سلطات من تشريعية وتنفيذية ورقابية فى سلطة واحدة ؟ فيأتى فى النهاية المرشد العام بنفيه أن تكون جماعة الإخوان المسلمين حزبًا سياسيًا, ليفصح عن نيتهم الحقيقة .
الحقيقة، إن جماعة الإخوان المسلمين غير قادرين على أن يكونوا حزبًا سياسيًا, أو بمعنى أكثر، هم غير راغبين على ذلك؛ لأن فكرة الحزب السياسى تفترض أن يكون هناك برنامج سياسى يوضح رؤيتهم فى كيف تُطبق الشريعة الإسلامية من وجهه نظرهم الخاصة. فعملية أن يكون هناك برنامج واضح وصريح يجمع عليه كافة المسلمين بكيفية تطبيق الشريعة الإسلامية، وأن تُجمع كافة وجهات نظر الإسلاميين على رؤية واحدة، هو ضرب من الخيال, مع خوفهم عند وضع برنامج ونزوله إلى الشارع بين العامة من كشف تناقضاتهم، وخيبة آمال المسلمين التى قد ترى الإسلام برؤية أخرى، وهجومهم على الجماعة بهذا البرنامج الذى لم يحقق أمال وطموحات المسلمين , وبالطبع هذا وارد؛ لأن هناك العديد من الأمور الخلافية داخل العديد من القضايا فى الإسلام .
ولذا فتستغل جماعة الإخوان المسلمين هذة الثغرة لديهم، وهى عدم قدرتهم على عمل برنامج صريح وواضح منذ قرابة قرن من الزمان، لتكون هذة رؤيتهم فى الوصول للحكم، وحتى إن كان قد تم عمل برنامج من قبل للجماعة فى الماضى، إلا إنه لم يوجد هذا البرنامج الآن, ليوضح كيف يطبقوا الشريعة الإسلامية فى حالة وصولهم للسلطة, مستغلين الشعارات العاطفية التى تجذب المسلمين مثل " الإسلام هو الحل", و"القرأن دستورنا"، وغيرها من الشعارات الفضفاضة التى لا تحمل موضوع هادف ورؤية واضحة .
وعلى ذلك، فعند حدوث دعوات من داخل جماعة الإخوان المسلمين من الكتلة البرلمانية فى مجلس الشعب ،على أن الجماعة سوف تقدم قريبًا أوراق تقديم حزب سياسى , فتم إجهاض هذة الفكرة ونفيها, ماضين فى طريقهم نحو خداع الشعب المصرى، مستغليين عاطفتهم الدينية, ومستمرين فى الشعارات الرنانة الخادعة التى تخفى فى باطنها على رغبة طامحة فى الوصول إلى السلطة, وتُظهر فشلهم أيضًا فى تحقيق هذا داخل الجماعة نفسها عند جمعها للسلطات الثلاثة من رقابية وتنفيذية وتشريعية فى سلطة واحدة. وكان هذا واضحًا فى إنتخابات المرشد العام للإخوان المسلمين الأخيرة . فكيف سيحققونه عند وصولهم للحكم؟
وفى النهاية, أطرح عليكم سؤالاً أخيرًا، و أطمح فى وجود إجابة شافية: لماذا لم يُقدم الإخوان المسلمين حتى الآن برنامجهم للحكم فى حالة وصولهم للسلطة؟
http://www.copts-united.com/article.php?A=21630&I=538