بالصور.. حوار مجتمعي "مسيحي – إسلامي" للمرة الأولي بأسيوط

محمد محمود

أسيوط : محمد محمود
صرح الأب بولا نعيم مدير برنامج "دعوة للتعايش" ان مطرانية الأقباط الكاثوليك بأسيوط نظمت وللمرة الأولي الحوار المجتمعي المسيحي الإسلامي بمشاركة 250 شاب وفتاة مسيحية تحقيقاً لرؤية الكنيسة المعنونة بـ"دعوة للتعايش" برعاية الأنبا كيرلس وليم مطران الأقباط الكاثوليك.

وقد حاضر في اللقاءات كلاً من القمص مرقس بطرس وكيل مطرانية الأقباط الكاثوليك والشيخ سيد محمد عبد العزيز من علماء الأزهر والأمين العام لبيت العائلة المصرية بينما شارك في المناقشة وادار الحوار الباحث ناجح سمعان محرر صحيفة حامل الرسالة الناطقة باسم الكنيسة الكاثوليكية والباحث أحمد مصطفي علي مسئول الإعلام التنموي لجنوب أسيوط بالهيئة العامة للاستعلامات.

وأوضح الأب بولا نعيم أن البرنامج يهدف لتهيئة الشباب للحوار والانفتاح والمعرفة المتبادلة؛ دعما للحوار واحترام الآخر ومحاولة فهمه، وذلك عبر البحث عما هو مشترك لتفادي الصراعات، وذلك بصفة خاصة مع اعتماد البرنامج تقديم حلول لتساؤلات الشباب عن العلاقة بين الأديان الأخرى ومن ثم معالجة تشويه الواقع وخطابات الكراهية و الطائفية والتعصب الديني، وفي ذلك أيضاً الحث علي دعم التعاون  بين الشباب لبث روح المودة والمحبة والاحترام، وهو ما حملته مبادئ الكنيسة الكاثوليكية في أن "الله يحبنا جميعاً، ولا يفضل إنسانا علي إنسان، فالكل في عينيه سواء، الله محبة، والله يعطي السلام".

منوهاً أنه بعد النجاح المبهر للقاءات في توضيح حقيقة الفكر الوسطي للإسلام والمسيحية، تعتزم مطرانية الأقباط الكاثوليك دعوة شباب وفتيات المسلمين للحضور والمشاركة في البرنامج لخلق نواة سلام مجتمعي يمكنها أن تعزز كسر حواجز العزلة والانغلاق وسوء الفهم المتبادل بين أتباع الديانات السماوية والتي جميعا تشترك في حمل نفس القيم الإنسانية السامية، مشيداً في ذات الصدد بخطوات الرئيس المشير عبد الفتاح السيسي و حسه الوطني نحو السعي لإذابة العزلة عبر مشاركته في احتفالات القداس ليضرب مثالاً نموذجياً نحو الانفتاح ودعم أواصر وحدة الصف المصري مؤكدا علي وحدة العرق والجذور المشتركة لأبناء الديانتين.

هذا ويقول القمص مرقس بطرس وكيل مطرانية الاقباط الكاثوليك عن لقاءات المرحلة الأولي والتي استمرت علي مدار الثلاث اسابيع الماضية بمقر دار المناسبات التابع للكنيسة الكاثوليكية ً أن المسلمين والمسيحيين يسيران تجاه هدف واحد وهو الوصول لله، بل واختيار كلا منهما لطريق ديني جاء بالوراثة ولهذا يجب أن نكسر العزلة والتي ساهمت في خلق هواجس غير حقيقية لدي البعض عن الآخر، رغماً عن الثوابت المشتركة بين المسيحية والإسلام والخطر الواحد المشترك الذي يعيشه أبناء الوطن.

بينما يكشف الشيخ سيد عبد العزيز عن جهود بيت العائلة المصرية نحو  مواجهة الانفصال بين الطلاب المسلمين والمسيحيين داخل المدارس جراء فعل التربية الأسرية الخاطئة والتي تكرس للتعصب، هذا بجانب تبني الأزهر والأوقاف إصلاح الخطاب الديني، مشدداً أنه لن يمر أكثر من 4 سنوات حتي تصير جميع المنابر منارات للفكر الاسلامي الوسطي الصحيح، وسيتم إزالة خطباء العنف ممن جاءوا كنتيجة لإضعاف نظام مبارك للأزهر والأوقاف، والذي نجم عنه ائمة يجهلون حقيقة الدين وتعاليمه ويخالفون أبسط قواعده في نشر السلام، وذلك جراء الاختيار العشوائي لغير المتحققين علمياً بعد إضعاف تعليم الأزهر بل وإجبارهم علي اعتلاء المنابر عبر امر التكليف، وهو ما أنتهي الآن وللأبد وفي ظل التدقيق في اختيار علماء دين للمساجد، يعملون علي رسالة الإسلام في السلوك المناهض للكراهية  بل وأيضاً الرشوة والفساد لأن السلوك هو جوهر العقائد السماوية.

في حين أشار الباحث ناجح سمعان محرر صحيفة الكنيسة الكاثوليكية أن اللقاءات ساهمت في استيعاب الشباب لثراء التنوع والاختلاف الموافق لإرادة الله نحو نشر الخير في الأرض، وفي ذلك الحوار والمناقشة مع بعض الشباب المسيحي ممن صادف تجارب عنيفة وعبر عنها بمصداقية في رغبة صادقة لفهم حقيقة التطرف والاقصاء لدي البعض، وهو ما ساهم الشيخ سيد عبد العزيز بسماحته ليكشف عن مخالفتها لتعاليم القرآن وآياته الداعية للتسامح وحب البشر علي اختلافهم وهي ذات رسالة الانجيل وتوصيات المسيح والتي تناولها القمص مرقس ليكشف عن نقاط التلاقي في نشر السلام والمحبة بين البشر علي اختلاف دياناتهم السماوية وغير السماوية.

بينما طالب الباحث أحمد مصطفي علي مسئول الإعلام التنموي بهيئة الاستعلامات باستثمار نجاح التجربة في انتقال مظلة الحوار المجتمعي الإسلامي المسيحي للمدارس والجامعات وقصور وبيوت الثقافة ومراكز الشباب، في القري والمدن والعشوائيات وذلك لما لها من تأثير بالغ الخطورة في إزالة سوء الفهم الناتج عن الجهل بالآخر لدي كلا الطرفين المسيحي والإسلامي، مشيداً بمساحة الحرية الغير محدودة التي اتاحتها الكنيسة للشباب المسيحي لانتقاد دور الأزهر والكنيسة معاً، وذلك عبر عشرات الاسئلة التي ساهمت في إزالة اللبس وسوء الفهم خصوصا مع ظاهرة داعش وعمدها لقتل المسيحيين العزل باسم الاسلام.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع