محمد بربر
الأهالي يهددون بالاعتصام على رصيف مجلس الوزراء ويهتفون ضد الحكومة
مواطن يؤكد أن المحافظ وعدهم بشقق سكنية.. والمحافظة "ودن من طين وأخرى من عجين"
"وعود وهمية.. وفئران تنهش في أجساد الأطفال"
"سنية" تسأل المحافظ: هو احنا مش بني آدمين؟؟
كتب: محمد بربر- خاص الأقباط متحدون
بعد نشوب حريق هائل يوم السبت الماضي، والتهامه لنحو 50 عشة بمنطقة "زرزارة" بمحافظة "بورسعيد"، وأيضًا أسفر عن إصابة 7 بإصابات مختلفة، يؤكد هذا بما لا يدع مجالاً للشك أنه -وعلى الرغم من التنمية التي تشهدها المحافظة- أن هؤلاء البسطاء لهم الحق في حياة آدمية أفضل، خاصة وأن كل مطالبهم تتمثل في مساكن إيواء تحميهم من مسلسل الكوارث الذي يهددهم وأطفالهم.
صحيفة "الأقباط متحدون" كانت هناك حيث اعتصام الأهالي بأطفالهم أمام مبنى المحافظة؛ وها نحن نفتح هذا الملف وننقل لكم أحوال أهالي منطقة "زرزارة".
"سنية" تسأل المحافظ: هو احنا مش بني آدمين؟؟
وسط هتافات المعتصمين وبكاء الأطفال وغضب الأسر هناك، أصرت "سنية أحمد" -من سكان العشش- أن توجه رسالة لمحافظ بورسعيد، خاصة حينما علمت أننا "صحافة"، وقالت لنا: "أمانة عليكم تسألوا سيادة المحافظ, يرضيه ننام في الشارع؟؟ يرضيه أطفالنا يتعبوا ونلف بيهم على المستشفيات"؟؟
"سنية" تحدثت بانفعال عن الأطفال الذين لم يجدوا بعد مسكنـًا لهم ولأسرهم, وكل ما يتذكره أهالي "زرزارة" هو الحريق الهائل الذي أباد عششهم وكافة أثاثهم واحتياجاتهم, ولم تتركنا "سنية" -أو نتركها- قبل أن يغمى عليها من شدة الانفعال، وكانت آخر كلماتها التي أصرت على أن نحملها لسيادة المحافظ هي: "هو احنا مش بني آدمين"؟؟!
"علي غالي" –عامل- يروي لنا ما حدث فيقول: كان يوم الجمعة الماضى يومـًا من الأيام التي لا تنسى, حين شب الحريق والتهم عشش المنطقة التي نسكن بها، وقضى على كل ما نمتلك من أثاثات ومفروشات واحتياجات ضرورية لكل أسرة, ومن شدة الحريق لم تستطع سيارات الإطفاء التصدي له.
ويضيف أن 10 سيارات مطافىء كانت قد شاركت في إخماد الحريق، والذي أسفر عن إصابة 7 حالات بحروق مختلفة، وبسبب الدخان الشديد حدثت بعض حالات الإغماء والاختناق.
ويصور "غالي" حال الأسر البورسعيدية حينها قائلاً: "لا يتصور إنسان أن يحترق كل ما يمتلكه في الدنيا أمام عينيه, ممتلكاتنا متواضعة طبعـًا, لكنها كل ما لدينا, والآن نحن نبحث عن مسكن ملائم لنا ولأسرنا".
"وعود وهمية.. وفئران تنهش في أجساد الأطفال"!!
بعدما استطعنا أن نخرجه عن صمته؛ تحدث "شوقي الصايغ" -أحد الأهالي- ردًا على سؤال حول موقف المحافظة من تسليمهم الشقق قائلاً: لم نرّ شيئـًا منهم, كل ما نسمعه هو الوعود فقط, منذ عشرين عامـًا ونحن نسمع وعودًا واهية, والمحافظة لا تهتم بالغلابة, ربما تهتم برجال الأعمال والمستثمرين الذين يدرون دخلاً وتربح المحافظة من ورائهم, لكننا ليس لنا أي حقوق في هذا المكان.
وبنبرة حزن أضاف "شوقي".. حتى الأطفال لم يرحموهم, ومن الطبيعي جدًا أن تجد فأرًا كبيرًا ينهش في جسد طفلك وهو نائم؛ ناهيك عن الأمراض التي لم ترحم صغيرًا أو كبيرًا.
وبسؤاله عن موقف نواب مجلس الشعب من هذه المشكلة قال "شوقي": النواب لا نراهم إلا مرتين في العام, مرة في العيد الصغير ومرة في العيد الكبير, وبالتأكيد في موسم الانتخابات، ولا نرى كرمهم إلا في هذا الموسم, وحينما اتصلنا بأحد نواب مجلس الشعب وعدنا بزيارتنا هو ووزير الإسكان, لكن إلى هذه اللحظة لم نره.
"300 وحدة سكنية.. حقيقة أم وعد جديد"؟؟
من جانبه أكد مصدر مسئول بمحافظة "بورسعيد" -تحفظ على ذكر اسمه- أن المشكلة في طريقها للحل، خاصة بعدما وافق مبدئيـًا السيد المحافظ اللواء "مصطفى عبد اللطيف" على تخصيص 300 وحدة سكنية للأهالي، وحينما واجهناه بفشل اللقاء الذي جمع بين المحافظ وأمين الحزب الوطني في التوصل لحل أكد المصدر أن اللقاء لم يفشل، لكن المحافظة تبحث حاليـًا عن حلول سريعة لاحتواء الأزمة.
الجدير بالذكر أن أهالي عشش "زرزارة" يواصلون اعتصامهم لليوم الثاني على التوالي، وذلك وسط حصار أمني مكثف من سيارات الأمن المركزي؛ مهددين بالاعتصام على رصيف مجلس الوزراء، ومرددين هتافات ضد الحكومة بعدما طفح بهم الكيل، ولم يجدوا بعد مأوى لهم ولأسرهم.
http://www.copts-united.com/article.php?A=21584&I=537