د. مينا ملاك عازر
بقلم: مينا ملاك عازر
"القمح الليلة، اليلة، ليلة عيده، يا رب تبارك يارب، يارب تبارك يارب، يا رب تبارك وتزيده" فاكرين عيد القمح، فاكرين القمح نفسه، فاكرين سلة خبز العالم، أكيد مش فاكرين، ولو فاكرين عايزين ننسى بدل ما نتأسى على الماضي، خلينا نقول في عجالة أن زمان كنا نحتفل بعيد القمح، ونغني ونتمنى ربنا يباركه ويزيده، صحيح كنا برضه بنستورده -وحابقى أقول لك ليه في الفقرة الجاية- وبيجي لنا منح لكن كنا بنحتفل بيه وبعيده، وكانت مصر زمان سلة خبز الإمبراطورية الرومانية -إللي هي كانت العالم كله تقريباً- والقمح لمن لا يذكره نبات يظهر في سنابل ظريفة يطحن يعمل منه دقيق أبيض ناعم منه الفاخر ومنه غير الفاخر.
وأذكر أن الزعيم ناصر حين قرر فجأة أن يجعلنا بلد صناعي، فبنى السد العالي عشان يكهرب المصانع قصدي عشان يوصل الكهرباء للمصانع، وبيقولوا عشان يظبط مواعيد الري ويغير طريقتة، فلا حصلنا صناعي ولا زراعي وورقصنا على السلم، لا الصناعة شافتنا ولا بطننا شبعتنا، وأما الآن وقد صرنا لا نزرع القمح واستبدلناه بالشوك والكانتلوب والورد، بقينا تحت ضروس الروس يغلوا يغلى العيش، يرخصوا يغلى العيش، وده كله ليه؟ لإن حكومتنا التي لم تكن منتبهة للأراضي التي تريد استصلاحها وهي تتحول إلى منتجعات، وتزرع حمامات سباحة، ويا عيني عليك يا مصر، أعتقد إن من الأفضل أن نأكل كانتلوب بدلاً من العيش، والنهارده حاناكل على قفانا بدل ما ناكل عيش، ومصر لما إتبنت بناها حلواني، بدل الدقيق بأسمنت، والنهارده برضه هانبدل الدقيق بأسمنت في العيش عشان المعدة تصمد.
والوزير أمين أباظة -أخو رئيس الحزب السابق- عليه اليوم أن يجلس في البيت يسلي أخيه فهو الذي قال لن نزرع قمح من أسبوع، وهو الذي قال سنزرع قمح من يومين، وهو إللي قال حق انتفاع للأرض بعد ما نبهه الرئيس، وهو إللي قال أنا مش عارف مين الجهة التي ستتولى أمر الأراضي الخاصة بالدولة، بصراحة هو صعبان علي، وأرى أنه من الأفضل أن يريح ويستريح.
والفرق بين الحب والحب ضمة، الحب عاطفة جميلة تشبع القلب، والحب بفتح الحاء يشبع البطن، ومصر لما كانت بتزرع قمح كانت بتستورده برضه! –بس ما كانشي بسوسه زي إللي بنستورده الآن كان صالح للاستخدام الآدمي- فتخيلوا لما نزرع الشوك ويغلى القمح نعمل إيه؟ والقمح زاد من 160 دولار إلى 400 دولار للطن، وإذا وضعت في اعتبار جنابك أن مصر تستورد تسعة ملاين طن قمح، يبقى إللي حاتخسره مصر كام؟ حوالي إتنين مليار دولار، شفتم بقى إننا حكومة موفرة، حب حسن يونس وزير الكهرباء والطاقة يوفر سبعة مليار جنيه عشان ما نغطيش ضغوط ساعتي الذروة، ربنا جازاهم علينا كل خير، وكلفهم مبلغ محترم عشان يأكلونا قمح، يا رب يبارك لك يا معالي الوزير حسن، ويا معالي الوزير أمين أباظة، ويعوضكم ويعوضنا عوض الصابرين.
المختصر المفيد مال الكنزي للنزهي.
http://www.copts-united.com/article.php?A=21534&I=535