الأقباط متحدون
الفلاح يحن الى زمن يوسف والي
.. والحكومة الحالية الأسوأ فى مجال الزراعة
خاص الأقباط متحدون
لم يتخيل أحد أن يأتي اليوم الذي يطالب الفلاح برد الإعتبار إلى الدكتور يوسف والي وزير الزراعة الأسبق ، معتبرين "والي " أبو الزراعة فى البلاد ، وذلك بسبب الوضع المتردى جدا للفلاح هذه الأيام مقارنة بزمن والي الذي أنتهي فعليا عام 2004 بعد 23 عاما قضاها كمسئول لملفات عدة أبرزها وزير الزراعة .
وأستضاف جابر القرموطي ومن خلال برنامجة"مانشيت "على قناة أون تى فى الخميس ، أثنين من الفلاحين أكدا إن المصريين مدينين بالإعتذار إلى الدكتور والي بعد إتهامه بأنه دمر الزراعة وأدخل تقاوي ومحاصيل مسرطنة أضرت بالمصريين ، وأعتبر محمد برغش والشحات عمر أن العصر الحالى هو الأسوأ ومات خلاله الفلاح بسبب السياسات الفاشلة التى عصفت بالإستقرار الذى حققه الفلاح فى السنوات السابقة .
فى الوقت نفسه يري سليمان جودة مدير تحرير الوفد-فى البرنامج نفسه أن يوسف والي لم يكن فاسدا بل كان من حوله فاسدين وهو الذي فتح لهم الباب لادخال المبيدات المسرطنة الى مصر ، وقال جودة خلال الحوار الذي شارك فيه الكاتب الصحفي وائل قنديل مدير تحرير الشروق ، انه عندما يأتى الطرف الاصيل فى العملية الزراعية متمثلا الفلاح ويترحم على عصر يوسف والي فذلك يعنى أن العصر الحالى هو الاسوأ فى تاريخ الفلاح المصري وأعمق غرقا فى مستنقع الفساد .
وأضاف جودة أن تصريحات وزير الزراعة الحالي التى يقول فيها ان مصر تزرع الفراولة لتصدرها لتوفر ثمن استيراد القمح لا تؤكد الا المستقبل المظلم للفلاح ، لافتا الى ان الوزير عالج أزمة نقص القمح بعد احتراق مزارعه فى روسيا التى تستورد منها مصر بأن قلل الحد المهدر من القمح فى الفترة المقبلة فى الوقت الذي اعلنت فيه الارجنتين زيادة الانتاج 20% لمعالجة ازمة القمح العالمية ، وفى مصر نركز على الاستيراد دون ان نحدد مصدر الانفاق على هذه الاستيراد بعد ان اصبحت وزارتا التعليم والصحة البدائل المتاحة دائما لتقليل موازنتها لصالح الاستيرد ، ولفت جودة الى ان الوزير الحالي يتحدث عن إعادة هيكلة الزراعة بعد توليه الوزراة ب4 سنوات كاملة متسائلا عما كان يفعله الوزير خلال هذه الفترة ، وتذكر جودة حديث أحد القيادة الكبيرة فى الحزب الوطني له والذي روي فيه أن مسئولا اسرائيليا زاره فى مكتبه على النيل فقال له الاسرائيلي حرفيا " لو كان لدي مثل نهر النيل فى اسرائيل لغزوت به العالم اقتصاديا" ، ونحن فى مصر لا نستطيع تدبير احتياجاتنا من المحاصيل الزراعية .
ورفض جودة النظرة السيئة للفلاح المصري وترسخ فكره سيئة لدى الفلاح عن عمله رغم ان مصر فى الاساس بلد زراعية ،مشيرا الى دول افريقية كانت متأخرة عن مصر ب100 سنة أصبحت الان تنتج القطن والبعض منها يصدره ، وتساءل "هل أزمة مثل القمح لا تكفي لتقديم الوزير الحالى استقالته ومراجعة سياسات الدولة فى الزراعة؟؟ ووصل معدل استيرادنا للغذاء الى 60% من احتياجتنا وتحول مصر الى أسيرة للنظام العالمي ورهن مستوى معيشة المصريين بالاوضاع العالمية .
وأضاف جودة الى ان الفلاح فى مصر لا يجد من يدعمه او يسانده فهناك بنوك الائتمان الزراعي التى خصصت فى الاساس لمساعدة الفلاحين تحولت الى وسيلة لسجنهم بديون لصالح هذه البنوك ، مشددا على أن المطلوب ان نصل الى مرتكب هذه الجريمة فى حق الزراعة المصرية ، مع ضرورة الانتباه لحل مشكلة مياه النيل والالتفات الى خطر الوجود الاسرائيلي فى مياه النيل من خلال الدول الافريقية .
وشدد جودة على ان ما ينقصنا فى مصر الضمير لدي المسئولين بان يكون لديهم ضمير فى الخوف على مستقبلها ، منبها الى ضرورة معرفة من المستفيد من استيراد القمح وهل توجد مافيا تستفيد من زيادة نسبة الاستيراد مثل مافيا استيراد اللحوم .
من جانبه قال وائل قنديل ان هناك مخطط شرير للقضاء على قيمة ما تنتجه البلد ليأكله المصريين فوضع الزراعة انهار منذ بداية عصر يوسف والي عندما اجبر الفلاح على ترك ارضه وهاجرها الى المدينة منسلخا من مهنته الاصلية ، واعرب عن تعجبه من منطق الحكومة بأن الاستيراد أوفر من الانتاج لان ذلك يشبه ان العمل فى الكباريه افضل من العمل الشريف والانتاج متسائلا كيف تزرع مصر فراولة وكانتلوب فى الوقت الذي تزرع فيه السعودية القمح وهى دولة ليست بها اراضي زراعية بل ولديها اكتفاء ذاتي منه .
وشدد قنديل على أن ما يحدث قرار سياسي ينفذ منذ نهاية السبعينات لتدمير الزراعة ولابد من مراجعة السياسات الزراعية التى تدفع الفلاح الى هجر الزراعات الاساسية فى مصر مثل القمح والقطن ،بعد أن كانت زراعة القطن مشروعا قوميا لمصر فلم يعد لدينا الان اى مشروع زراعي قومي ونرفع شعار زراعة الفراولة لتصديرها حتى نستطيع ان نستورد القمح ، وأضاف قنديل أم هناك مجموعة من الاشرار عملوا على تبوير الانتاج والزراعة فى مصر ولابد من معرفة صاحب التعمد فى تخريب الرقعة الزراعية فى مصر ومن المسئول عن اعطاء التراخيص للبناء الاراضي الزراعية ، والأهم هو التنظيم المجهول والسري الذي يدمر البلد؟؟ .
وأشار قنديل الى ان ما ينقصنا الوعي فلابد أن يعي القائمون على مصر انها دولة كبير تدار من خلال ادارة صغيرة ومتواضعة للغاية مؤكدا ان أزمة القمح ليست زراعية فقط لكنها ازمة سياسية واخلاقية مطالبا بمحاكمة كل من جرفوا الارض الزراعية وحولوا مصر من بلد زراعي الى بلد لا تنتج ربع ما تأكله .
وفى مداخلة تليفونية دافع الحاج محمد برغش احد الفلاحين بالبحيرة عن وزير الزراعة السابق يوسف والي مؤكدا أنه لم يتم احالته الى النيابة أو المحكمة ولم توجه ضده اية اتهامات فى الوقت الذي تم اغفال دور لجنة المبيدات بالوزارة وهى المسئول الاول عن ادخال المبيدات ، مضيفا ان أفضل أوضاع الفلاح المصري كانت فى عهد والي ، حيث زادات عمليات استصلاح الاراضي فى عهده وزادت كمية المحاصيل كما ساهم فى ادخال نظام الري بالرش والتنقيط كما ساهم فى تقليل نسبة المبيدات التى تستعمل فى الاراضي الزراعية من 40 الف طن الى 4 طن فقط ، وأضاف برغش أن من يدَعون ان الفلاح المصري اصبح كسول هم من يريدون الاستيلاء على الاراضي الزراعية ويوجهون الفلاحين الى الاراضي الصحراوية لاحباطهم مؤكدا ان مصر دولة تحقر الزراعة .
http://www.copts-united.com/article.php?A=21466&I=534