عماد نصيف
ووزارة الصحة ترفض الإنفاق على علاج الفقراء
تعويض ضحية مركب طرة 5 آلاف جنيهـًا ، والمصاب آلفان جنيهـًا!!
أجر الفنان يترواح بين 6إلى 8 مليون جنيهـًا في المسلسل في حين يوجد سرير لكل 465 مريضًا في المستشفيات!!
كتب: عماد نصيف- خاص الأقباط متحدون
أنفقت شركات الإنتاج التليفزيوني المصرية حوالي 750 مليون جنيهـًا، وهو ما يعادل 131 مليون دولارًا؛ وذلك لإنتاج مسلسلات تليفزيونية بدأ عرضها في مستهل شهر رمضان، وتقول شركات الإنتاج أنها أنتجت نحو 50 مسلسلاً؛ بزيادة أكثر من 15 مسلسلاً عن العام الماضي.
وقالت وكالة "يو.بي.أي" الإخبارية إن إنتاج هذا العدد الكبير من المسلسلات هذا العام يتعرض إلى انتقادات شديدة لأسباب عديدة؛ منها أن ارتفاع التكلفة يؤدي إلى زيادة المساحات الإعلانية أثناء العرض على حساب وقت المشاهد والإغراءات التي يتعرض لها من قِبل الشركات المعلنة.
وتعد بعض المسلسلات التي من المقرر عرضها الاكثر كلفة في تاريخ الدراما التلفزيونية المصرية مثل مسلسلات "الجماعة" و"شيخ العرب همام" و"سقوط الخلافة" التي يتوقع ان تبلغ كلفتها النهائية بحدود أربعين مليون جنيه.
وتلتهم أجور الفنانين والفنانات معظم ميزانيات المسلسلات، حيث تشير أرقام نشرتها صحف مصرية إلى أن "يحيى الفخراني" حصل على 8 ملايين جنيهـًا، وهذا عن دوره في مسلسل "شيخ العرب همّام"، في حين حصلت "يسرا" على 7 ملايين جنيهـًا عن دورها في مسلسل "بالشمع الأحمر"، فيما حصلت "إلهام شاهين" على 6 ملايين جنيهـًا عن دورها في مسلسل "امرأة في ورطة"، وحصل "نور الشريف" على 7 ملايين جنيهـًا.
ووفقـًا للبيانات المنشورة فإن بعض القنوات المصرية دفعت مبالغ تصل إلى 35 مليون جنيهـًا، وذلك لشراء حق العرض، في حين أنه تصعب معرفة المبالغ التي تدفعها المحطات العربية خارج مصر، والتي تبلغ عشرات الملايين من الدولارات.
وبالنظر إلى هذه الأرقام ومقارنتها بالأرقام التي تدل على الحالة الصحية للمصريين، نكتشف أننا نحتاج إلى توجيه مثل هذه الأموال لهذا القطاع، وليس إلى المسلسلات التي يتم إنتاجها قبيل الشهر الكريم.
فإذا كنا نتحدث عن لغة الأرقام، والتي توضح أكثر إلى أين وصلت صحة المصريين مقارنة بباقي الدول المحيطة؛ فإن الإنفاق الصحي على مستوى الدول العربية، سنجد أن الإنفاق على الصحة يمثل 3.9% من الناتج المحلي الإجمالي في مصر، بينما يبلغ 12.2% في لبنان، و9.5% في الأردن، و7% في جيبوتي، و5.4% في تونس؛ وذلك وفقـًا لبيانات التقرير الاقتصادي العربي الموحد للعام 2005، فالوضع في جيبوتي أفضل منه في مصر.
حيث يوجد في مصر 274 طبيبـًا لكل 100 ألف نسمة، كما يوجد سرير لكل 465 نسمة من السكان.
ولكن لو اتجهنا إلى إحصائيات منظمة الصحة العالمية في تقريرها السنوي لمنطقة الشرق الأوسط لعام 2005؛ سنجد أنه يبلغ نصيب الفرد من إجمالي الإنفاق على الصحة 55 دولارًا في مصر، وميزانية وزارة الصحة تمثل 3.4% من الميزانية الحكومية في مصر.
وفي تصريحاته الإعلامية مؤخرًا أكد الدكتور "هشام شيحة" -مدير المجالس الطبية المتخصصة- عن تخلي وزارة الصحة عن المرضى من الفقراء، وممَن لا يملكون ترف دفع آلاف الجنيهات للمستشفيات.
وأضاف أن وزارة الصحة ستصدر قرارات بقيمة 5 مليون جنيهـًا فقط يوميـًا، وهو ما يمكن تنفيذه حتى تتمكن الوزارة من سداد مديونياتها للمستشفيات؛ مشيرًا إلى أنه تم إدراج 10 أمراض جديدة ضمن قائمة العلاج على نفقة الدولة، ومنها عقار "الانترفيرون" الذي يدخل لأول مرة بالقائمة.
وكانت صحيفة "الأقباط متحدون" قد نشرت في عددها الصادر أمس الأول استغاثة وصرخة 26 ألف مريض مهددون بالشلل والعمى، بسبب رفض الدولة صرف العلاج لهم، والذي يتكلف سنويـًا 36 مليون جنيهـًا؛ يتحمل "نجيب ساويرس" 12 مليونـًا منها سنويـًا، ويتحمل التأمين الصحي 12 مليونـًا، ويتحمل المرضى 12 مليونـًا؛ والذي يعادل أجر فنان في عمل واحد، وهو المبلغ الذي ينقذ آلاف المرضى.
وفي الوقت ذاته تواصل الحكومة إهدارها لملايين الجنيهات؛ فقد أنفقت مؤخرًا نحو 22 مليون دولارًا لشراء مباريات كأس العالم، والتي كان الجمهور المصري يفضل مشاهدتها على قنوات الجزيرة الرياضية.
وفي مجال كرة القدم بلغ إنفاق أندية الدورب الـ16 نحو 120 مليون جنيهـًا؛ هي قيمة التعاقدات؛ والتي تعتبر الأكبر ماديـًا وفنيـًا في تاريخ الدوري.
وعلى الصعيد ذاته فقد أصدر "قدري أبو حسين" محافظ حلوان قرارًا بصرف تعويض فوري قدره خمسة جنيهـًا لكل أسرة من أسر الفتيات اللاتي تعرضن لحادث الغرق بطرة، وألفان جنيهـًا لكل مصابة، والذي راح ضحيته 9 فتيات غرقى وإصابة آخرين.
http://www.copts-united.com/article.php?A=21436&I=533