مسيرة الجمعة الاولي من رمضان وصمت الكنيسة

مينا مكرم

بقلم : مينا مكرم
منذ عدة ايام وبالتحديد قبل بداية شهر رمضان بداء عدد من الشباب المسلم في الترويج لتنظيم مسيرة احتجاجية تخرج من امام مسجد النور بالعباسية وتتوجة الي الكاتدرئية الكبيرة بالعباسية وذلك يوم الجمعة الاولي من شهر رمضان . وكان من اهم ما يشغل بال المجتمع المسلم في الايام الاخيرة هو هذا السوال الملح اين تحتفي زوجات الكهنة اللاتي اشهرن اسلامهن حسب قولهم وقامت الكنيسة بلتحفظ عليهم وسجنهم في احدي الاديرة وتعذيبهن .

ان حق المجتمع المسلم ان يسئل اين هولاء السيدات هو حق مشروع خصوصا وان اغلب ما قيل عن الامر ان هولاء السيدات قد قمن باشهار اسلامهن فعلا ثم عدن الي احضان الكنيسة مرة اخري ولكن لم يشير اي تحقيق من التحقيقات او اي ظهور لهولاء النساء من خلال قنوات فضائية قبطية او غيرها ان هولاء السيدات قد عدن بمحض اردتهم .
مع اختلافي التام لكل ما يفعلة اصحاب تلك التنظيمات من اساليب غير لائقة بمجتمع مثقف وكثرة ما تحملة هذة الاحتجاجات من عنف وسب وقذف واظهار للكراهية ولكني انا ايضا اطرح هذا السوال . لماذا لا تظهر الكنيسة هولاء السيدات لكي يقلن امام الجميع انهن قد عدن الي الكنيسة بمحض اردتهمن ودون ادني نوع من الضغط عليهن ؟ لمذا انتظر حتي يصبح الامر معركة وتحدي ووقفات احتجاجية وبالطبع لن تكون سلمية حتي اظهر ما يريدون .

انا اطالب بعودة المخطوفين انا اطالب بتحقيق العدالة الاجتماعية اذن فانا مطالب بان اظهر الحقيقة ان لزم الامر والي اي شخص يحتاج ان يعرف الحقيقة . ان كنت اطلب باحترام كينونتي ووجودي في المجتمع لماذا اذن لا اطبق انا هذا النظام واحترم الاخر .

ان الفكر السائد داخل المجتمع الاسلامي الان هو ان تلك السيدات هن سيدات مسلمات مخطوفات حتي ان البعض قد اطلق عليهن لقب المجاهدات . لا اطالب الكنيسة بالكثير ولكني اخشي ان يتفاقم الامر الي حد الدماء ومن اجل ماذا من اجل فقط ظهور احدي الشخصيات علي شاشة التلفاز والتصريح بانها مسيحية بمحض رادتها . لماذا اصمت واترك النار تنتشر في الهشيم والحل كلة في كلمتين قادرتين ان يريحو صدور المجتمع ويخرسو كل من يريد ان يشعل نار الفتن والدماء في هذا المجتمع .

ان خرجت مثل تلك المظاهرات او الوقفات الاحتجاجية سوف تحمل لافتات سباب وقذف علي الكنيسة وعلي راعيها وعلي شعبها مما قد يثير حفيظة المجتمع المسيحي والشباب بالتحديد وسوف تنشب المعارك وسوف يضيع كثير من الشباب وسوف تحزن كثير من البيوت وسوف تصمت هذة البلد في ليل حزين موشحة بسواد المرار علي ما حدث . وكل هذا من اجل ماذا ؟ لا شيء. ان قطرة دم او يوم حبس او اعتقال لاحدي الشباب لا يضاهيها شيء في قيمتها لماذا نصمت ولا نتحدث ولا نظهر الحقيقة .الخوف من ان نكون نحن انفسنا نساعد في اشعال النار بصمتنا وهذا السكوت . فقط قليل من التفكير قليل من التعقل والكف عن العند الغير مبرر سوف يحل هذا الموضوع .
لا اتحدث من اجل اني خائف او مرتعب او ارفض ان يهرق دمي من اجل الكنيسة والايمان ولكن ليكن من اجل الايمان والكنيسة وليس من اجل فقط العند والصمت الغير مبرر فلا يجب ان يهرق دم الشباب من اجل خطيئة بعض الاشخاص

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع