أنور عصمت السادات
بقلم: أنور عصمت السادات
فى ظل ما يعانيه المصريون من مشكلات متعددة كادت أن تفقدهم الصواب وقتلت فيهم الرغبة فى الحياة فى وطن أحسوا فيه بأنهم غرباء وأن حقوقهم المهدرة لا يمكن إستعادتها من جديد إلا من خلال سعيهم الجاد نحو التغيير.
تتبارى الأمم وتجتهد وتتنافس لتحقيق التنمية بجوانبها المختلفة من أجل مواطنيها ليجد كل منهم حاجاته ومتطلباته ونحن فى مصر لا نزال نقف على طريق آخر بعيداً عن طريق التنمية.
ويبدو أن النظام المصرى يريد أن يظل الشعب منشغلا بقضايا غامضة تفتعلها الحكومة وتفتح أمامها المجال لتستحوذ على إهتمام المصريين وتسيطر على عقولهم بما يشبه فوازير رمضان لكنها هذه المرة فوازير متعددة الحلول لملف لم تتضح ملامحه.
لم تكن مصر أبداً مسرحا للأحداث الوهمية والترجيحات المتتالية دون دليل أو برهان والنظام يترك أهلها يتخبطون ويتصارعون فى آرائهم وتوقعاتهم دون حسم للمسألة محل الأقاويل فيظل الرأى العام منشغلا بها ولا تأخذ كثير من القضايا والملفات الهامة نصيبها من الرعاية والأهتمام .
صورة جديدة لمصر تملئها حرب الملصقات والتوقيعات ونحن على مشارف الإنتخابات الرئاسية وملفات التوريث والسماح للمستقلين بالترشح للإنتخابات لم يتم البت فيها إلى الآن والآراء تتوالى والأنباء تتعدد والكل يخطب على هواه ويقول فيها كما يشاء.
ملصقات وتوقيعات ونماذج جديدة لممارسات غير معتادة للنشطاء السياسيين فى مصر تحولت معها الساحة السياسية إلى أشبه بمسرحية هزلية لكنها تختلف كثيراً لأن بطلها هذه المرة يضحك على المشاهدين.
إن هذا الوضع يجعلنا نقول للأسف بأن المشهد السياسى والهدف الذى يجب أن يلتف حوله كل المحبين والمخلصين وراغبى التغييرإختزلناه فى ملصقات ودعاية وتوقيعات بدلاً من أن نقدم برامج فعلية وحلول حقيقية وواقعية لمشكلات المصريين وهو الأهم.
لا شك أن مستقبل مصر يهمنا جميعاً وأن مطالب الإصلاح وتعديل الدستور والتوقيعات المؤيدة لبعض الشخصيات المصرية المحترمة خطوة إيجابية وبرهان واضح على همة وسعى وخوف على مصر, فى حين أن النظام المصرى لا تشغله هذه الأمور , وعلينا أن ننتبه إلى ذلك وأن نضع نصب أعيننا أهمية الحراك الإجتماعى الفعال وليد الإيمان والثقة والقناعة الحقيقية بأن الطريق يحتاج إلى تضافر الجهود والعمل البناء أكثر منه إلى الصور والملصقات والحملات الدعائية.
إننا فى فترة تحتاج مصرفيها لجهد كل أبنائها لحل مشكلاتها والتصدى للفساد بأشكاله التى فاقت الأوصاف. وكفانا تضييع للوقت وإستنفاز للطاقات فى معارك كلامية , فبالأمس حملة تؤيد جمال مبارك واليوم حملة تتصدى لحملة الأمس هكذا أصبح حالنا فى مصر,, مستقبل مصر أكبر من ذلك ولا داعى للتكتم وعلى الرئيس مبارك أن يحسم المسألة سريعاً ويبين نواياه سواء بالترشح أو بعدمه لنغلق الباب أمام قضايا وملفات وتوقعات زائفة جعلتنا مجالأ لسخرية العالم من حولنا.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=21366&I=531