15 مليون قبطي !! من أين لنا هذا الرقم ؟؟

عساسي عبد الحميد

بقلم : عساسي عبدالحميد
الكثير من رواد الحركة القبطية من العاملين في الحقل الحقوقي لا ينزل عن رقم الــ 10 مليون، والأخ \"مدحت قلادة\" أحد الوجوه القبطية البارزة ممن رافقوا المناضل الراحل عدلي أبادير في العشر سنين الأخيرة يردد الرقم الـــ 15 مليون...
15 مليون قبطي !!! من أين لك هذا الرقم يا أخ مدحت؟؟ العدد الصحيح لا يعرفه سوى البابا شنودة والرئيس حسني مبارك، فتعداد الأقباط يدخل في صميم الأمن القومي المصري، وحتى فتح المجال للمسيحيين المصريين لممارسة الرياضة و إشراكهم في المنتخبات الرياضية المصرية لتمثيل المحروسة في الملتقيات الدولية والقارية يغضب حكام السعودية الممولون الرسميون لمشروع القضاء على الوجود المسيحي ببلدان الجوار خاصة مصر في أفق وهبنة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقية،

فقبل خمس سنوات كان لا يسمح للمنتخبات المصرية في كل الأنواع الرياضية أن تضم أكثر من لاعب قبطي واحد واليوم لا يسمح بالمرة أن يحمل حامل صليب القميص الوطني المصري فالتوجيهات التي جاءت من مملكة بني سعود تحث أن يكون لاعبي المنتخب المصري من السجد الركع والمتوضئة لا من راسمي الصليب وعباد الخروف (....) .

في سنة 1996 أعطى وزير الداخلية الأسبق حسن الألفي المقال سنة 1997 على خلفية مذبحة الأقصر لحكام السعودية رقما مغلوطا عن العدد الحقيقي لمسيحيي مصر، فقد جاء في تقرير الألفي المرفوع لمفتي السعودية أن عدد مسيحيي مصر لا يتجاوز بالكاد و في أحسن الأحوال المليونين ونصف، فالمسؤولون المصريون كانوا يتعاملون مباشرة مع المؤسسة الدينية السعودية فيما يتعلق بملف الأقباط، بينما كان يكتفي الملك الراحل فهد وولي عهده آنذاك وباقي أمراء بني سعود الماسكون بدواليب أمن الدولة بموقف المراقب المتتبع والموجه أحيانا ، وحسب تقرير حسن الألفي المرفوع للمؤسسة الوهابية بالسعودية في شخص غرنيقها الأكبر مفتي مملكة بني وهاب \"عبدالعزيز آل الشيخ \" فإن نسبة الولادة عند الأقباط جد متدنية مقارنة مع نسبة الولادة عند المسلمين والكثير من الأقباط قد دخل في دين الإسلام، وأعداد أخرى قد هاجرت كنانة الله على أرضه وتجنست بجنسيات دار الكفر و لا تنوي العودة لمصر بصفة نهائية، نعم، كان تقرير وزير الداخلية الأسبق مرفوقا بأرقام مفصلة عن نسبة الولادة عند الأقباط بأرياف مصر وحواضرها وعدد الذين تركوا المسيحية لحساب الإسلام وعدد أقباط المهجر بأوروبا والأمريكيتين وأستراليا وباقي العالم وهل يواظبون على زيارة مصر؟؟ وكم مرة في السنة يزور المسيحي مصر؟؟،

كما جاء في تقرير الألفي توضيحات مفصلة عن طبيعة ارتباطهم بأرض الكنانة أي هل لهم أنشطة جمعوية أو سياسية أو نقابية ببلادهم الأصلية؟؟؟ وهل هي في تزايد أم نقصان؟؟(....) ، بعد مجيء العادلي على رأس الداخلية أدرك السعوديون أنهم خدعوا وأن عدد الأقباط أكبر مما جاء في تقرير حسن الألفي، فالأرقام التي أعطيت لهم سنة1996 غير صحيحة بل بعيدة عن الواقع فأعادوا رسم خططهم واستراتجياتهم مع المتعاملين القدامى و الجدد وأصبحت العلاوات و الإكراميات تمنح للعملاء على حساب طبيعة النتيجة المحققة وما زالت تمنح للعناصر الأمنية والمؤسسة الدينية والقائمين على وزارة التعليم وبعض أزلام بني وهاب لإخلاء مصر من الوجود القبطي بصفة نهائية في أفق 2050 فبعد أربعين سنة لن يتجاوز عدد نصارى مصر العشرين ألف فقط....

ما مناضل حداثي إنساني مهتم بالشأن الحقوقي إلا ويدرك خطورة الوهابية كحركة عنصرية نازية لكن ليس بنفس الدرجة والحدس التي كانت عند المناضل الراحل عدلي أبادير الرئيس المؤسس لمنظمة الأقباط متحدون ، فالرجل كان يدرك أكثر من سواه طبيعة المؤامرة والكوارث المرعبة التي ستجرها الوهابية التي تحضي بدعم وحماية النظام السعودي على المجتمعات البشرية.

وهذا ما لم يدركه حتى قادة العالم الغربي ومنهم رئيس أمريكا الحالي نفسه حسين مبارك أبو عمامة عندما نراه يثني على الإرهاب بعبارات المديح و الإطراء في حضور بني سعود وينحني لملك السعودية ويهم بتقبيل يديه ولحسهما كما كان يفعل رفيق الحريري وآل الحريري بلبنان(....) حاجتان اثنتان نطلبهما من باراك أوباما :
أولهما على الرئيس الأمريكي أن يسأل الملك السعودي عن علاقة الوهابية بالمؤسسة الدينية السعودية وان أبدى طويــــل العمر تلكئا و مراوغة في الرد وهذا هو المنتظر فعليه أن يطلب الإجابة من المختصين بتاريخ المنطقة،

أما المطلب الثاني، فعلى الرئيس أوباما أن يطلب من أحد المترجمين أن يترجم له حرفيا ودون تزويق أو تنميق الآية القرآنية التالية ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله و لا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون )..
وليس مشروطا في المترجم أن يكون عارفا بتاريخ الأديان و علم الاجتماع كل من نريده هو ترجمة حرفية للآية الكريمة فقط ليسمعها السيد الرئيس أم بخصوص الـــ 15 أو الــ 16 مليون قبطي ..فصحيح أنا ربنا موجود كما يقول الأب مكاري يونان لكن علينا أن نرفع باستمرار صوتنا أو نصرخ من ملئ أعماقنا حتى يسمعنا كل العالم ((... مش حنخاف مش هنطاطي احنا كرمنا الصوت الواطي...)) 
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع