أحمد الأسواني
بقلم : احمد الأسوانى
بداية اشكر كل من قام بالتعقيب على الجزء الأول من المقال سواء بالتعقيب او بالرسائل على بريدى الألكترونى وقدأستفدت كثيرا من كل هذالذلك وجب الشكر والأمتنان
تكمله لماأوردته فى المقال السابق عن سياسة مصرالخارجيه ما قبل الثوره ومابعدهايجب الاننسى السنن الكريهه التى استنها قادة الثوره عندماتولوا الحكم ومن اول هذه السنن هى تدنى وانحطاط لغة الخطاب الخارجى ففى العهدالملكى لم يكن الملك يخطب الا فى مناسبات نادره لأن الملك لايحكم بل كان رمزاللدوله وكان رئيس الوزراء والوزراء هم المسئولون عن ادارة دفة الحكم ويمكن لمن شاء ان يراجع خطابات الزعماء سعدزغلول ومصطفى النحاس ومكرم عبيد وغيرهم ليجدها قطعة جميله من الأدب والأحترام حتى فى مجال ذكر بريطانيا سلطة الأحتلال فقد كان الهجوم عليها شديدا وقويا بالعبارات المناسبه والمهذبه
ولكن بعد الثوره وعشق رجالها للميكروفون امام الأذاعه وخاصة اذاعة صوت العرب والتى انشئت خصيصا للردح والشتيمه وتأليب العرب على بعضهم يسجل لنا التاريخ خطبا شهيره للرئيس عبدالناصر وهو يعاير زعيم عربى بوالدته ويتعهد بنتف ذقن ملك عربى آخر واتهام رئيس وزراء بريطانيا بانه( خرع ) وامتلأت الخطب الرسميه بالأستفزازات المبالغه مثل دعوة امريكالأن تشرب من البحرالأحمر اذا لم يكفها البحرالأبيض وبأن الثوره المصريه قادره على هزيمة اسرائيل وامريكا معا
والمشكله ان الجماهيرصدقت كل مايقال خاصة ماحدث يوم النكسه عندماخرجت اذاعة صوت العرب تعلن نهاية اسرائيل وان الموعد فى تل ابيب يومها وتوالت البيانات الوهميه عن اسقاط جميع الطائرات الأسرائيليه حتى افاق الجميع على الكارثه لأن الكل صدق الوهم حتى الجيش نفسه الذى عاش فى الوهم كماقال الزعيم بأن اسرائيل هذه كيان وهمى مزعوم ونحن اكبرقوه ضاربه فى المنطقه لذلك تخيل قادة الجيش ان المعركه محسومه قبل ان تبدأ فلم يحاربوا ولايجب ان ننسى مافعله عبدالناصرعندما جعل المخابرات المصريه تتورط فى عمليات تمرد وانقلابات فى دول عربيه اخرى مثل السعوديه والأردن والعراق وتورطه فى حروب ليس لمصرفيهاناقة اوجمل مثل حرب اليمن التى استنزفت الجيش المصرى والخزينه المصريه لعدة سنوات
ومن سنن الثوره السيئه هى الغاء اسم مصر العظيم عندما قاموا بمااسموه الوحده مع سوريا ولاتفهم كيف تكون هناك وحده بين دولتين غيرمتصلتين جغرافيا ولكنهااوهام الزعامه المجنونه ويتم الغاء اسم مصرالذى ورد فى الكتب المقدسه ويدرسه العالم اجمع للحضارة العظيمه المصريه الفرعونيه التى قامت على ضفاف النيل لتصبح الأقليم الجنوبى وتصبح سورياالأقليم الشمالى حتى بعد ان هرب السوريون بجلدهم من تسلط وديكتاتورية النظام الناصرى وقاموابألغاء الوحده الوهميه اصر عبدالناصر على الأستمرار فى الأسم الكريه (الجمهوريه العربيه المتحده)التى لاتفهم متحده مع من ولمن ؟
ولم يعد اسم مصر الابعدتولى السادات الحكم ويكفى ماجرى مع علم مصر لكى ندرك جيدامعنى ماحدث فقد كان العلم المصرى ومنذ تولت اسرة محمدعلى الحكم يحتوى على هلال وعدة نجوم تختلف فى عددهااوموقعها ويختلف اللون بين الأحمر والأخضر بتطور سلطة الحكم من ولايه الى خديويه الى سلطنه الى ملكيه حتى استقر عنداللون الأخضربالهلال والنجوم الثلاثه بشكله الجميل عندماقامت الثوره والتى ابقت عليه كماهو حتى قامت الوحده الوهميه 1958 وتم تغييره ليصبح بشكله الذى نراه حاليا بالخطوط العرضيه الأحمروالأسودوالأبيض ويتوسطه احيانا نجمتان اوثلاثه اونسر اوصقر ولاتعلم ماهو المعنى وراء شكل هذاالعلم ؟وماالذى يرمزله خاصة انه توجد حاليا ثلاث دول عربيه لهانفس العلم وتختلف فقط فى النجوم وهى اليمن وسورياوالعراقولم يعدللعلم المصرى شخصيته المميزه وطلته البهيه بلونه الأخضر الجميل المزدان بالهلال والنجم الثلاثه ليصبح كماوصفته منذقليل مشابهاللعلم الخاص بدول اخرى
وكثيرون فى مصرلوسألتهم عن ترتيب الألوان فى هذاالعلم لن يعرفوا او عن الطائر ان كان نسرااوصقرا وهل ينظرللجهه اليسرى ام اليمنى ولماذا فلن تجد اى اجابه لأن كل ذلك بلا اى معنى محدد ومع ان حضارتنا العظيمه بهارموز غزيره لعمل علم مميز يشير عند رؤيته الى مصر دون غيرها ولكن من يرى ومن يسمع ؟ ونأتى الى السياسة الداخليه وكيفية حكم مصر تميز العهد الملكى بالحيويه الفائقه للشعب المصرى فلاننسى ماجرى سنة1919 عندماثارالشعب المصرى بعدنفى سعد زغلول ورفاقه واجباره الأنجليز على الأفراج عنهم وضغوط الشعب على الملك فؤاد ليصدر دستور1923 بعد ان كتبته لجنة من كبار سياسيى مصرومثقفيها و
كانت المظاهرات الشعبيه هى سلاح سعدزغلول عنماتولى رئاسة الوزاره فى اى خلاف مع الملك فؤاد وكان الشعب المصرى على درجة عاليه من الوعى السياسى لدرجة انه فى اول انتخابات برلمانيه بعد اقرار دستور23 قام الشعب بأسقاط رئيس الوزراء ووزير الداخليه يحيى ابراهيم باشا والذى اجرت حكومته الأنتخابات وكانت سابقه لم تحدث فى المنطقه من قبل ولكن مصر كانت وقتها لها السبق ولها الرياده دون اى شعارات اوتهويل اوعنتريات وكانت التظاهرات الشعبيه هى التى اسقطت حكومة صدقى ودستور1935 الذى جاءبه صدقى باشا بديلا عن دستور1923 ولكن الشعب اجبره على اسقاطه واعادة دستور23 مرة اخرى
وكانت غالبية الشعب مؤيدة لحزب الوفد حزب سعدزغلول والنحاس وفى اى انتخابات حره كان الوفد دائماصاحب الأغلبيه ولكن حتى عندماكانت احزاب الأقليه هى التى تحكم كان الوفد يمارس نضاله وخطبه ومظاهراته ويصدر الجرائد التى تهاجم الحكومه وكانت هناك اعتقالات ولكن من يقرأمذكرات السياسيين فى هذه الفتره يجد ان المعتقل لم يكن سجنا عاديا بل كان مكانا مجهزا للسياسيين وكان المعتقل يأتى بشنطة ملابسه وكتبه وادويته وكافة لوازمه ولكل سجين غرفة بحمام خاص وبها سرير وكان الطعام اذا احبوا يأتى لهم من خارج المعتقل سواء من منزله او من المطاعم التى يريدها علما بوجود مطبخ داخل المعتقل وهناك طباخون يطهون الطعام لمن يريد من المعتقلين وكانت الجرائد تأتى لهم يوميا وايامها لم يكن الاالراديو الذى كان متوفرالهم وكانوا من حقهم الأحتجاج على اى شىء لايعجبهم ليتم تغييره فورا ولم يكن هناك اى تعذيب بالمره اوحتى محاولة لأيذاء مشاعر المعتقلين ،كل هذا موجود فى مذكرات السادات وموسى صبرى وكثير من الشيوعيين
ومنهم حكايات شخصيه من احد اقاربى كان من المعتقلين فى العهدالملكى والناصرى والساداتى وكان نائبا عن المعارضه فى مجلس الشعب الساداتى لفترة طويله وقد توفاه الله منذ عدة سنوات ولكنه حكالى كثيرا عن المعتقلات وماشاهده فيها
ونأتى الآن الى ماحدث فى العهدالناصرى للثوره التى استنت سنتها البشعه بجعل التعذيب هوعنوان هذا العصر والذى تحول الى مذابح مريعه سواء للأخوان المسلمين او الشيوعيين اوغيرهم من القوى السياسيه وقد مات كثيرا من القيادات فى هذه المجازروالمذابح وهومالم يفعله حتى الأستعمارالبريطانى وقد اصبح التعذيب من ملامح هذه الثوره ومن اهم مستحدثاتها والذى مازال مستمرا حتى هذه اللحظه ماعدا فى عهد السادات الذى تميزبكراهيته لهذا العمل البغيض ولكنه عاد كتقليد متواصل فى عهدنا الحالى والى تكمله قريبه
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=21045&I=523