"موشيه ديان" الأعور صائد عبد الناصر بنكسة 67
أماني موسى
* هيكل: ديان يجلس بجوار التليفون ينتظر مكالمة استسلام عبد الناصر في نكسة 67.
* انتصار الجيش المصري في حرب 1973 يطيح بدايان ومائير من منصبهما.
*مذكرات دايان يعترف بهزيمة إسرائيل الساحقة أمام الجيش المصري:علينا أن نفهم أننا لسنا القوة الوحيدة بالشرق الأوسط
كتبت – أماني موسى
"موشيه ديان" أو الأعور كما لقبه العرب، أو القاضي موسى كما تعني بالعبرية، ولد موشى ديان في فلسطين في 20 مايو 1915، لأبوين مهاجرين من أوكرانيا شيموئيل ديان (عضو الكنيست فيما بعد) والأم ديفورا، وسموه بهذا الاسم على اسم مهاجر صهيوني قتل أثناء مناوشات مع الفلسطينيين.
إلتحاقه بالعسكرية الإسرائيلية وهو في سن الـ 14
ألتحق ديان بمنظمة الهاجاناه العسكرية والبالماخ في بداية تكوينها قبيل الحرب العالمية الثانية، وكانت هي نواة للجيش الإسرائيلي فيما بعد، وعندما حُظر نشاط الهاجاناه من قبل القوات البريطانية في فلسطين، ألقت القوات البريطانية القبض عليه وتم إطلاق سراح دايان بعد عامين.
دايان يفقد عينه اليسرى في سوريا عام 1941
فقد دايان عينه اليسرى في 8 يونيو 1941 وبدأ بارتداء غطاء العين الذي اشتهر به، وذلك خلال مناوشات استطلاع، حيث كان يقف ديان أعلى إحدى البنايات يراقب ويستطلع بالنظارة المعظمة مواقع قوات "فيشي" وأصيبت عينه اليسرى إصابة مباشرة بسبب طلقة بندقية، ما أسفر عن فقدها في الحال واضطره لوضع غطاء أسود على عينه والذي أصبح فيما بعد علامة مميزة جدًا له، وقلدته الحكومة البريطانية أعلى الأوسمة العسكرية.
ديان وحرب 48 والوصول لمنصب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي
شغل دايان العديد من الأدوار المهمة في حرب 1948 وعمل على قيادة العمليات العسكرية الدفاعية في سهل الأردن، وكان يلقى إعجاب رؤسائه ، واختاره شيمون بيريز ليكون شمن طاقم حراسته الشخصية، وترقّى بالمناصب العسكرية بعد حرب 1948 بين الفترة 1955 - 1958 إلى أن وصل لمنصب رئيس الأركان للجيش الإسرائيلي.
ديان يجلس بجوار التليفون ينتظر مكالمة استسلام عبد الناصر في نكسة 67
بحسبما ذكر الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل عن كواليس نكسة 67، في كتابه "الانفجار"، جلس الرئيس الراحل عبد الناصر واضعًا رأسه بين كفيه قائلاً: "عرفوا يصطادوني" قاصدًا إسرائيل وأمريكا.
مستطردًا، قال موشى ديان إنه جالس على الضفة الشرقية من قناة السويس فى انتظار أن يدق جرس التليفون حاملا إليه طلبًا من الجانب الآخر من القناة (جمال عبد الناصر)، يقول فيه إنه على استعداد للجلوس معه على مائدة مفاوضات لبحث شروط الصلح.
انتصار الجيش المصري في حرب 1973 يطيح بدايان ومائير من منصبهما
كان دايان وزيرًا للدفاع آنذاك، وبتسلم جولدا مائير السلطة في عام 1969، رفض دايان شنّ هجوم احترازي على كلاً من مصر وسوريا حتى لا تكون إسرائيل البادئة بالهجوم كما أنه كان يمتلك قناعة أن الجيش الإسرائيلي جيش لا يقهر ومن ثم فهم ليسوا بحاجة للهجوم.
ولكن بعد خسارة إسرائيل للمعركة كان دايان يرغب في الاعتراف بهزيمة إسرائيل ولكن مائير منعته من الإدلاء بذلك.
وعقب خسارة إسرائيل أمام الجيش المصري العظيم، موجة احتجاجات غاضبة بإسرائيل أدت إلى استقالة كلاً من دايان وجولدا مائير.
مذكرات ديان: هزمنا المصريون وعلينا أن نفهم أننا لسنا القوة الوحيدة بالشرق الأوسط
قال موشي ديان في مذكراته التي كتبها أثناء حرب أكتوبر: "إني أريد أن أصرح بمنتهي الوضوح بأننا لا نملك الآن القوة الكافية لإعادة المصريين إلي الخلف عبر قناة السويس مرة أخرى، إن المصريين يستخدمون الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات بدقة ونجاح تام فكل دبابة إسرائيلية تتقدم نحو المواقع المصرية تصاب وتصبح غير صالحة للحرب".
واعترف موشي ديان "أن الأهم بالنسبة للإسرائيليين والعالم الاعتراف بأننا لسنا أقوى من المصريين، وأن حالة التفوق العسكري الإسرائيلي قد زالت وانتهت إلى الأبد، وبالتالي فإن النظرية التي تؤكد هزيمة العرب (في ساعات) إذا ما حاربوا إسرائيل فهي خاطئة.
ويشدد ديان بقوله: "علينا أن نفهم أننا لا يمكننا الاستمرار في الاعتقاد بأننا القوة الوحيدة العسكرية في الشرق الأوسط، فهناك حقائق جديدة علينا أن نتعايش معها".
وأختتم: حائر أنا حيرة بالغة، فكيف حدث هذا لجيشنا الذي لا يقهر وصاحب اليد الطولي والتجربة العريضة؟ كيف وجدنا أنفسنا في هذا الموقف المخجل؟ أين ضاعت سرعة حركة جيشنا وتأهبه الدائم؟
وفاته في أكتوبر 1981
توفي موشيه ديان في 16 أكتوبر 1981، إثر إصابته بسرطان القولون في مدينة تل أبيب ودفن في "ناهال" حيث نشأ.
مراجع تم الاستعانة بها:
مذكرات موشيه ديان
كتاب الانفجار لمحمد حسنين هيكل
ويكيبيديا
http://www.copts-united.com/article.php?A=210026&I=2301