الــــــــمـحـنّ

نشأت عدلي

بقلم: نشــأت عدلي
إهداء إلى كل قلب يعاني.. وإلى النفوس المكسورة ألماً
مسيرة الحياة ليست سهلة.. فكل منّا يتقابل مع مشكلة أو أزمة أو قُل محنة وليس بالقليل ما تأخذه منّا، فهي تعتصر أعصابنا وقلوبنا وتسرق منّا الليالي فتصبح عقولنا مرتبكة لا تجيد التفكير السليم وقت الانفعال ونفوسنا لاهثة، نتمنى أن نسبق الزمن لنرى كيف ستحل هذه المشاكل.
ربما تلجأ لصديق مخلص ليعيش معك مشكلتك أو تتحرج من عرضها على أي إنسان حتى أقرب الناس إليك ولا تملك إلا أن تصّرها بداخل قلبك ويصيبك ما يصيب وتصبح حامل لهموم كثيرة.. تعاني منها وتشرب من مرارة الفكر وتتجرع كاسات الألم ما يفوق احتمال القلب الهزيل.. تحاول أن تنسى فلا تستطيع... تتسامر مع الناس كثيراً لتنسى ولكن فجأة تجدها أمامك لا سيما لو تحدث أحد عن مشكلة مماثلة لها فتجد حديثك دامي وباهت، كلماتك هزيلة وغير مفيدة وبدون تركيز ومرة تخلو بنفسك تحاول تجميع الموضوع لتعرف عمق أبعاده وأسبابه فيتوه الفكر في ألف موضوع وتتعدد الأسباب وتهرب منك البداية فتئن قلوبنا تمزقاً ويحار الفكر متسائلاً ماذا فعلت حتى يكون هذا؟؟ هل خطأ مني أو من الآخرين؟؟ أم أخطاء الزمن الذي نعيشه بشفاه باهته وقلوب حجرية.
خطأ الزمن الذي تمادى في تعليمنا تعليم خاطئ وإدخال تطلعات خيالية لعقول كل الأفراد.. أم إجبارنا على أعمال لم نحبها ولكن خضعنا لها، لم نستطع الفكاك منها كانت الضغوط أقوى من احتمالنا والتأثيرات عنيفة على قلوبنا فأصبحنا مستسلمين.. متحملين كل ضغطة ألم تصيبنا.. كل جرح أخر يؤذي نفوسنا.. كل شرخ في القلب.. ليس له من علاج..

مهملين القلوب الصافية النقية والنفوس الطيبة على اعتبار أنه ليس هذا بزمنهم.. سابقاً عندما تجد أحد يقع في مشكلة ما تجد الكل حوله يغرقونه حباً وحناناً وكل منهم يسرد رأيه بحب وإخلاص شديد.. يُحاط من الكل بعاطفة قوية وأحاسيس مرهفة.. صادقة إلى أن تعبر الأزمة وتصبح من الماضي.
ولكننا اليوم نجتاز لا أزمة واحدة بل أزمات، على من نبحث حتى يجاور مشاكلنا؟؟ يعيشها بصدق ويتفاعل معها؟؟ نصرخ بقلوبنا (أغـيثونا) ولكن مَن يسمع صوت القلوب؟؟ فأصواتها مكتومة وأصوات شفاهنا خافتة.. نسمعها نحن فقط ولا سبيل إلا أن نعيش جمر المشاكل وحدنا.. نتجرع مرارة كأسها نتأوّه مرة.. ندمع مرات فليس هناك من يسمع أو يرى ربما يشعر لكنه لا يتحرك.. تقف لكي تُصلي بحرقة قلب فيتوه العقل وتصاب بشرود ولا تبقى في فمك غير كلمة (يــــا رب) نقولها بعمق القلب.. نقولها بكل ما فينا من حرقة ألم.. نقولها وملئنا ثقة بأننا ليس لنا غير أن نقول بعلو الصوت وعمق حناجرنا.. يـــــا رب... نقولها بمذلة النفس التي ملّت من التعب وكلّت عيناها من البكاء.. بانكسار وثقة.. يــااااا رب.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع