د. صبري فوزي جوهرة
بقلم : صبري فوزي جوهرة
جمال سلطان: تمساح يتباكى على امن مصر اهيب بالسادة القراء اولا الاطلاع على تعليق السيد جمال سلطان (رقم 11) على مقالى السابق المعنون"حتى لا تتكرر المأساه" المنشور فى هذا الموقع (الاقباط متحدون) بتاريخ 26 و 27 يوليو تحت قسم "مساحة رأى". عنوان تعقيب جمال سلطان هو "توابع ازمة كاميليا".
تسائلت اولا عما اذا كان هذا السلطان هو بطل موقع الاسلاميين الشهير بحاجات كثيرة مش ولا بد و الذى تمادوا فى محاولتهم لخداع العالم به فاطلقوا عليه اسم "المصريىن" دون استحقاق- فما ابعد ماليزيا عن مصر..., ثم تبين لى ان الكاتب هو بعينه احد فرسان الاحلام الطزيه.
جاء تعليق جمال سلطان مثالا نادرا للوقاحة و الرياء و الخداع و ذرف الدموع (التماسيحي طبعا) على امن الوطن, بالاضافة الى التهجم البذىء على الاشراف من الاقباط الذين ابوا ان تستسيغ الدهماء و السوقة اعراضهم فهبوا للدفاع عنها. اراد السيد سلطان اشارة باهتة خلال كلماته المسمومه بما يعنى القول: "وقد شهد شاهد من اهلها". يمزج الرجل في لغوه محاولات التهكم الغضة بما يوحى بقبوله و استمرائه للاوضاع الظلامية و القروسطية فى افغانستان الغالية و ربما جائت كذلك اشارة خافته الى دفاع عنها فى سكلانس عجيب غير متناسق من الهوس كانت الحقيقة فيه هى اول الضحايا و اكثرها مدعاة للرثاء و الشفقة.
بدأ هذا السلطان بتاع موقع "المصريون" العريق فى اختلاق الكذب المدمر من منطلق حكم مشبوه و غير مؤكد ان السيدة كاميليا لم تبعد قسرا عن اسرتها, و القى بكامل اللوم على الحادث على عاتق زوجها الكاهن لانه, حسب النطق السلطانى الكريم العالم ببطون الامور و ظهورها, قد اساء معاملتها. تبع ذلك تهجم دون كيشوتى بائس على الاقباط "الكاذبين" لبعثرتهم الاتهامات على خلق الله من المسلمين الابرياء و غيرهم من الافاضل, كما ابدى عظمته الاستياء الشاهانى لاقلاق راحة الجهاز الامنى ساعة القيلولة و طلب
الاقباط بتحرك رجاله للبحث عن السيدة الغائبة و احضارها. و كأن ليس من مهمات الجهاز المذكور تأمين المواطنين من الخطف وهو اقسى درجات العدوان و سلب الحرية! بنقول حرية؟ و ايه يعنى؟ حرية ايه و امان ايه؟ من امتى عرف المصرى الحرية او الامان داخل بلاده ؟ هذا بالطبع ان لم يعنى سلطان زماننا ان المواطنين هم من شهد بالشهادتين اياهم فقط اما الباقين فهم مش تبعه لانهم مش فى المقرر. و فى الحقيقة لعل مولانا السلطان محق فى هذا الافتراض الهمايونى .
يتمادى مولانا السلطان فى التدليس و يعيب على "من وجد" السيدة كاميليا "تسليمها" للسلطات الكنسية (كان عايزهم يسلموها للازهر) و يتبع ذلك بكلام ابله هو مزيج من السخرية البايخة و السم الزعاف ما يقولهوش عيل بيريل وهو أن الكنيسة (اصبحت) "الجهة الرسمية التى خولها القانون و الدستور احتجاز المواطنين و التحقيق معهم!!" رص ما لوش معنى خاصة لاعترافه بأن التسليم الى الكنيسة قد تم (بالطبع) بعد خروج السيدة الغائبة من "مخبأها" و انتهاء الازمة. فمتى حاكمت الكنيسة متغيبه على اختفائها؟ أنها الرغبة الصفراء فى اضفاء صورة دولة داخل الدولة على الكنيسة, وقد سبق ان عوى آخرون بمثل هذا الافتراء المضحك.
ثم قانون ايه يا مولانا اللى بتتكلم عليه؟ و هو لو كان فيه قانون كان حصل اللى حصل؟ او كنت انت بقيت حرا طليقا تشيع الكذب و تروج للكراهية و تعرض مصر للفتن بما تتفنن به من اختلاقات قذرة عن الكنيسة المصرية و رجالها بل و على عموم الشعب القبطى داخل مصر و خارجها كل ده و انت قابع داخل وكرك الالكترونى المريب؟ و دستور ايه يا حاج اللى فى سطر يقول مواطنة و فى السطر اللى بعده يؤكد سيادة الشريعة الاسلامية (بعبلها) على كل مجريات الامور و الاحكام و السياسات فى بلدنا المكلوم؟ يتباكى تمساح المستنقعات على عدم اتباع قانون (؟) "هذا البلد (يقصد مصر مش امريكا) الذى يمنع التعامل مع النساء كقطع الاثاث يتم تسليمها للجهة المالكة..." ؟ تصوروا ممن تأتى هذه الشكوى؟! من بتاع "المصرييين" لسان حال مطلقى زوجاتهم بكلمتين من جانب سى سيد و القائلين بوجوب الزواج بمحلل لاستعادة القديمة بعد الطلاق الثالث, و البالعين لنصف يما تستحق الانثى من ميراث, و الواصفين اياها بنقص العقل و الدين, الرافضين لشهادتها فى المحاكم و توليها مناصب القضاء, بل حتى اعضائها التناسلية لم يتركونها لها دون بتر فما زال منهم من يصرعلى ذلك و يفتى بوجوبه تحفظا من شبق قد يجلب لهم العار, ناهيك طبعا عن مفهومهم المقلوب للعار!
ذكر مولانا ان البعض "روج لحكاية ان كاميليا مختطفة من قبل الجمعية الشرعية فى المنيا". و ما الجديد او الغريب فى هذا؟ لعظمة السلطان السبق فى مضمار نشر الاشاعات. الست باول من يروج الاشاعات حول تدهور صحة البابا شنوده و نشر الاكاذيب المقيتة المقيئه عن الكنيسة؟ هل منعك الصمم من سماع نحيب المنكوبين من اهالى القصر الائى يرمى بهن الى احضان الاسلام الحنون قسرا او خداعا لاستكمال العدد المطلوب و قبض المعلوم من اهل البترول و الغيرة و الحمية على الاسلام؟ الا يتم هذا بايعاز او فعل عصابات من المسلمين؟ هليصبح من المستغرب ان تثار الشكوك حول من ضبط سابقا فى ذات الفعل؟ امال حنتهم الاسقف باخفاء هؤلاء الضحايا؟ ما هو لازم يكون واحد منكم يا حاج. و اللى يتحرق من الشوربه يهوى على الزبادى. قيل قديما : كلم (الست الوحشه) تداهيك و اللى فيها تجيبه فيك. ينطبق هذا القول الالمعى من تراث السلف الصالح على سلطاننا المعظم.
يتسربل السلطان بعد ذلك بعبائة العالم االسياسى الحريص على استقامة الامور فى الوطن, و تنهمر الدموع غزيرة من العيون السلطانية الكحيلة على"
وجود "فراغ سياسى على مستوى القرارات السيادية داخل الوطن" متناسيا انه و امثاله هم المتسببون الاوائل عن تفشى هذا الفراغ. ففى تربصهم للانقضاض على حكم مصر مايؤجج هوس القابضين على السلطة و سعيرهم و سعيهم فى الحفاظ عليها بشتى الطرق, فيبذلون قواهم, او ما تبقى منها فى سبيل ذلك مبتكرين كافة الوسائل المشروعة و غير المشروعة, للاستمرار و البقاء فى مواقع السيطرة و تترك احوال البلد تضرب تقلب, بلا قانون و لا نظام ولا قيم و لا اخلاق.
انت يا مولانا من بتوع الطز فى مصرالحالمين بخليفة (وسلطان كمان هو الاخر) يعيد الى مصر امجاد افغانستان و الصومال . منظر التباكى على امن الوطن مش خايل عليك يا حاج. اطلع منها و كن شريفا و شجاعا. افصح عما فى عقلك من عدوانيه نحو الاقباط و ما فى قلبك من كراهية لهم و ما فى عملك من جهد لاحالة مصر الى ولاية اسلامية لا يبقى فيها من الدستور سوى المادة الثانية المشؤمة, ففيها كل ما تحتاج مصر اليه, يحميه و يرعاه واحد ماليزى من اللى قلبك يحبهم و الباقى يمشى ببركة الاولياء.
يا سيد سلطان ما زال الاحتمال الاكبر هو ان السيدة كاميليا ابعدت بغرض اذلال الاقباط انتقاما مفترضا من ضياع "الشهيدة وفاء قسطنطين". ذلك ان
الشك و الكثير من ملابسات الحدث تشير الى هذا. كما ان الشكوك تحوم دائم
و بحق حول من سبق لهم اقتراف مثل هذه الافعال الدنيئة سواء من المتأسلمين او من مسانديهم من "رجال امن" الدولة. لقد تناسيت فضيلتك هذه الحقائق و سال لعابك عندما رأيت فرصة سانحة للتهجم على الاقباط و نشر المزيد من الكراهية لهم بين امثالك. البست ذاتك عمة العالم بكل حقائق الامور و حقائقها و انبريت من علياء حمارك الاعرج لاصقا كل اللوم على جباه الاقباط. ترجل يا رجل و عد الى الحق مهما بدى لك اليما مرا.
و اعلم انه ان كان البعض منا قد توجه الى السيدة كاميليا بحديث صارم فلم يكن ذلك الا لمنع اى احتمال لجلب الخطر من قبطى واحد على امن مصر, خاصة و ان شركائهم فى الوطن على ما هم عليه من احوال تعرفها انت جيدا و تساهم فى ازكاء نيرانها. فمصر هى وطنهم الوحيد الذى لا ولاء لغيرها فى قلوبهم.
قٌارن ذلك باقوال و افعال المطززين من جماعتك و استعدادهم للتضحية بها فى سبيل نصرة الاسلام المفترضة.
ان كان صالح الوطن هو ما تبتغيه حقيقة يا مولانا السلطان فحل عن الاقباط و بناتهم القصر و نسائهم , و تذكر وجوب التمسكك بالصدق و الامانه و الشجاعة فى التعامل مع الغير. واعلم ان ذلك لن يتسنى لك الا اذا مارست الصدق و الامانه و الشجاعة مع نفسك اولا. و ربنا يقويك على هذه المهمة شبه المستحيلة.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=20818&I=517