الشرق الاوسط
وسط مزاعم إسرائيلية عن توقف المشروع وانسحاب المهندسين الغربيين
نفت مصادر مصرية مطلعة بشدة مزاعم إسرائيلية عن توقف مشروع الجدار الفولاذي على طول الحدود بين رفح الفلسطينية ورفح المصرية، بدعوى فشل الجدار في وقف عمليات تهريب البضائع والسلع والسلاح إلى القطاع المحاصر. وأكدت المصادر أن العمل مستمر في الجدار، وأن أعمال البناء تجري حاليا في مناطق الصرصورية وشمال معبر رفح، لكنها لم تبدأ بعد بمنطقة بوابة صلاح الدين، بالنظر إلى كونها منطقة ذات طبيعة خاصة من حيث كثافة السكان ووجود عدد كبير من الأنفاق، مما يجعل التربة شديدة الهشاشة، وبالتالي تتعرض منازل المنطقة لخطر الانهيار حال استخدام معدات الحفر، التي تقوم بغرس الألواح المعدنية بباطن الأرض.
يذكر أن الكثير من منازل المنطقة تعاني من تصدعات كثيرة جراء القنابل الارتجاجية التي استخدمها سلاح الجو الإسرائيلي على الشريط الحدودي في فترات سابقة. وأكد المصدر أن معدات الحفر ما زالت موجودة في عدة أماكن على طول الشريط الحدودي، وأن العمل قد انتهى في مساحة كبيرة من الجدار تصل إلى نحو 7 كيلومترات، أي نصف المسافة تقريبا، الخاصة بمنطقة بوابة صلاح الدين. وقال مسؤول محلي بمركز ومدينة رفح إن استكمال أعمال الحفر يتطلب تعويض أصحاب المنازل المنتشرة على الشريط الحدودي في هذه المنطقة، وهو ما يتم بحثه الآن، قبيل متابعة استكمال أعمال الحفر والبناء.
وقال سليمان البعيرة، رئيس المجلس الشعبي المحلي لمدينة رفح، إن نحو 150 أسرة تعيش على الشريط الحدودي في محيط بوابة صلاح الدين طالبت بنقلها من المنطقة الحدودية مقابل تعويضها بمساكن بديلة، وأن أغلب السكان قد تقدموا بطلبات لنقلهم بسبب التصدعات التي حدثت بالمنازل الموجودة نتيجة مرور معظم أنفاق التهريب أسفلها.
يذكر أن مصر دفعت تعويضات للسكان المحليين الذين انتزعت أشجارهم خلال أعمال الحفر التي تمت في مناطق أخرى على الشريط الحدودي أثناء أعمال الجدار، بينما تأمل إسرائيل في أن يكتمل الجدار بحلول نهاية العام.
وزعمت مصادر عسكرية إسرائيلية توقف البناء في الجدار، بينما أكد مسؤولان أمنيان مصريان فشل هذا الجدار في وقف التهريب. وادعت المصادر لموقع «دبكا» الاستخباراتي الإسرائيلي أن «المهندسين الأميركيين والفرنسيين الذين يقومون ببناء الجدار توقفوا عن العمل وتخلوا عن المشروع». ورفضت المصادر الأمنية المصرية التعليق على وجود خبراء أميركيين أو فرنسيين، مؤكدة أن أعمال التشييد تتم بأيد مصرية. وعن نجاح المهربين في إحداث ثقوب في الجدار اعترفت المصادر بنجاح بعضهم في ثقب الجدار، لكنها ثقوب لا تسمح بتهريب البضائع بالأحجام نفسها التي كانت تتم في الماضي، وهي حالات قليلة ومحاولات لا تتجاوز أصابع اليد وليست بالمئات، كما ذكرت تقارير صحافية أميركية ومنها تقرير نشرته «نيويورك تايمز» مؤخرا.
وكانت السلطات المصرية قد بدأت العام الماضي في بناء جدار حاجز تحت الأرض لمنع التهريب والتجارة غير الشرعية ببضائع تقدر بملايين الدولارات تدخل إلى الأراضي الفلسطينية عبر الحدود المصرية مع قطاع غزة.
ويقول بناة الأنفاق إن نحو 3000 نفق كانت تعمل قبل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أواخر عام 2008، لكن لم يعد يعمل منها سوى 150 نفقا جراء الحرب والهجمات الجوية الإسرائيلية المتواصلة على غزة.
http://www.copts-united.com/article.php?A=20694&I=513