هروب رئيسة الطائفة اليهودية لأمريكا بعد حكم حبسها 3 سنوات فى قضية نصب

الشروق - كتب:حسين صالح

قال الحاج حسن صاحب أقدم محل للأحذية والحقائب فى شارع شريف بمنطقة وسط البلد إن جارته كارمن وينشتين رئيسة الطائفة اليهودية بمصر هربت إلى جهة مجهولة عقب صدور حكم بحبسها الأسبوع الماضى.وأضاف لـ«الشروق» أن كارمن كانت تحضر لمحلها يوميا، إلا أنه بعد صدور الحكم بحبسها تغيبت نهائيا عن المنطقة.

وقال مصدر أمنى لـ«الشروق» إنه لم يتم إبلاغ المنافذ والمطارات بصدور الحكم ضد كارمن حتى بعد صدور الحكم بحبسها لعدة أيام نظرا لطبيعة الإجراءات الإدارية. بينما قال رءوف فؤاد توفيق، سكرتير عام الطائفة اليهودية ومدير عام المعابد اليهودية فى مصر إن كارمن غادرت البلاد إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

وأضاف لـ«الشروق»: كارمن لم تهرب، لأنها سافرت فى نزهة إلى أمريكا، ولم تحدد موعد عودتها، وقال إن سفرها للخارج تم قبل الحكم عليها ببضعة أيام.وأوضح أن كارمن كانت تعلم بإقامة جنحة مباشرة عليها من رجل الأعمال نبيل بشاى يتهمها بالنصب بأن باعت له عقارا مملوكا لأحد اليهود فى مصر الجديدة دون أن يكون من حقها بيعه لعدم حملها تفويضا من مالكه.

ولفت إلى أن كارمن لم تطلب تدخل إسحق ليفانون السفير الإسرائيلى فى مصر أو رئيس الوزراء الإسرائيلى لدى الخارجية المصرية للوقوف بجانبها وحماية الطائفة اليهودية.وقال إنه لم يعلم شيئا عن تقديم مذكرة احتجاج من قبل السفير الإسرائيلى إلى وزير الخارجية أحمد أبوالغيط مستنكرا فيها الحكم بحبس كارمن.

وقال إن رئيس الطائفة اليهودية رمز يجب أن يحترم بين اليهود، خاصة أن الطائفة اليهودية فى مصر وجميع يهود العالم يثقون ويقدرون كارمن واينشتين. وأشار إلى أن المجلس الاستشارى للطائفة اليهودية فى حالة استنفار بعد الحكم القاسى الذى صدر ضد رئيسة الطائفة لأن المجلس الاستشارى ينتظر عودتها من الخارج، مؤكدا أن المجلس والطائفة اليهودية فى مصر لا تستطيع اتخاذ أى قرارات إلا فى حضورها.

وأوضح أن كارمن واينشتين هى المختصة بأملاك اليهود فى مصر ولها حق التصرف فى متعلقاتهم وممتلكاتهم ومن سلطتها أن تبيع أى ممتلكات تخص أبناء الطائفة اليهودية، مشيرا إلى أن الحكومة المصرية تعلم ذلك جيدا.

وأضاف رءوف أن العقار الذى باعته كارمن لرجل الأعمال المصرى نبيل وديع بشاى والكائن فى 5 شارع المسلة مصر الجديدة الذى حكم على كارمن بسببه بالحبس 3 سنوات غيابيا هو ملك لليهود وسوف يرد المجلس الاستشارى للطائفة بالمستندات بعد عودتها من الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى أن الدليل على ذلك أن رجل الأعمال المصرى سبق أن اشترى أرضا فضاء بمنطقة الجمالية وهى ملك لليهود.

ورفض رءوف الرد على الأسئلة الأخرى التى حاولت «الشروق» معرفتها عن حقيقة صداقة والدة كارمن لوالدة السفير الإسرائيلى الحالى قائلا: إنه شأن يخص كارمن واينشتين فقط وغير مسموح لأى شخص بالطائفة اليهودية فى مصر بالتحدث عن معلومات تخصها إلا من خلالها.

بينما قال مسئول آخر فى الطائفة اليهودية رفض ذكر اسمه إن كارمن ليس لها حق التصرف فى أموال وأملاك اليهود الموجودين خارج وداخل مصر.

وأوضح أن اليهود داخل وخارج مصر يعتبرونها «الأب الروحى» ورئيستهم وزعيمتهم، وأحب للطائفة اليهودية من السفير الإسرائيلى فى مصر ورئيس الوزراء فى إسرائيل، كما أنها لها علاقات طيبة مع المسئولين فى إسرائيل ولديها اتصالاتها مباشرة وغير مباشرة معهم.

ووصف مسئول الطائفة اليهودية كارمن بأنها شخصية حادة الطباع، ذكية لأبعد الحدود، تتعايش مع الأجواء المحيطة بها كما تشاء، ووقتما تشاء، كما تتمتع بشخصية قوية وتفرض أسلوبها فى أى وقت عندما تريد ذلك.

فيما قال الحاج حسن صاحب أقدم محل للأحذية والشنط فى شارع شريف بمنطقة وسط البلد وجار كارمن واينشتين إنه شاهد رئيسة الطائفة اليهودية منذ 4 أيام وهى تنزل من سيارتها وتدخل المحال التى ورثتها عن والديها واينشتين، وإكرام وبدت عليها علامات الحزن لأول مرة منذ سنوات عديدة بعد أن علم من وسائل الإعلام بحكم حبسها 3 سنوات، ثم اختفت بعد صدور الحكم بحبسها.

وحكى الحاج حسن عن حياة كارمن قائلا: إن والدتها إكرام توفيت منذ عدة سنوات وكانت تود المصريين وتشاركهم أفراحهم، وأحزانهم، ولكن كارمن تتعامل بالمثل الإنجليزى «الشغل شغل، والوقت فلوس» ولا تود أحدا ولا تتحدث مع أحد ولديها شقيقة تعيش فى سويسرا.

وأضاف: علمت منذ عدة سنوات من أحد العاملين معها بزواجها من محام مصرى يدعى يسرى كنت أشاهده مع كارمن كثيرا وعندما سألت عن شخصيته علمت أنه زوجها.

وواصل أن مطبعة واينشتين التى كانت تمتلكها السيدة إكرام والدة كارمن كان يأتى إليها رجال الإعلام، والفنانين، والسياسيين فى مصر لعمل دعاوى الأفراح والكروت الشخصية، إلا أنه منذ عدة سنوات خلت المطبعة مما كانت عليه سابقا. ولا أعلم ما سر اختفاء الزبائن