في إنتظار الأمطار

شفيق بطرس

بقلم: شفيق بطرس
أسبوع ويودعنا شهر أبريل شهر الحب والرقة والعطاء والنماء، وهو في بلاد العم سام يصفونه بشهر الأمطار ويقولون (إبريل شاور.. ماى فلاور).. أي الأمطار لأبريل والأزهار لمايو، وفعلاً تجد أن الأرض إخضرت والأغصان إزدانت ببُصيلات رقيقة متكورة تخرج منها الأروراق الخضراء الزاهية الجديدة لتجدد شبابها، انفتحت طاقات الشمس ودفئت الأرض وقطف العاشق قرنفلة وصحبة ريحان لعشيقته ليحتفلا سوياً بشهر الحب والعشق، نثر الخالق على الكون لوحاته، نقش الروابي بإبدع ألوان، في أبريل يمتلئ بالعطر كل مكان، تتكور زهيرات البنفسج، تثملنا نبتات الياسمين، ينعشنا عبق الريحان يفجر الدفء ثورة الإنسان.
وكما ذكرت من قبل إبريل من الأسم اللاتيني (أبيريري) وهو إسم الآلهة التي تتولى فتح السماء وتفتح طاقات الدفء لتنعش الأرض وتمسح عنها صقيع الشتاء، ولذا فهو بمعنى التفتح لتفتح الزهور والرياحين، وله إسم آخر وهو (نيسان) الذي يعني عند البابليين وبعدهم الأشوريين (نيسانو) ويعني البدء والتحرك أو الشروع في عمل شيء.
ولو تأملنا في المعنيين نجد أن أبريل هو شهر الدفء بعد الصقيع والأمطار بعد الجفاف ولكن ما نقصده: هل سيكون أبريل الذي قد بدأناه بكذبة أبريل وسمعنا عن حركة سته أبريل ومحاولة القيام ببعض الحراك السياسي بمصر وإشعار الحكومة أن هذا الشعب لم يمت بعد، هذا الشعب ما زال به النبض، ما زالت الدماء تجري في عروقه، لم ولن يستسلم للخنوع والموت الأبدي، هذا الشعب صبور ولكنه أبداً لا يموت بسهولة، هذا الشعب من فروع وجذور فرعونية أصحاب حضارات عريقة ما زالت مزدهرة وتحيط نفسها بهالات من الأسرار والغموض، لا يمكن أن نتخيل أن الشعب المصري سيخضع للتخلف إلى الأبد، سيقوم هذا الشعب ولو مر أبريل وما بعد أبريل، هذا الشعب الذي كان الصخرة التي تحطمت عليها إمبراطوريات عاتية عظيمة ولم تقدر على هزيمته ولا سحقه ولا تغيره.
ستسقط الأمطار وتنتعش أرض مصر كما تنتعش كل أراضي المسكونة، ستتفتح أزهارك يا مصر ولن تسقط ولن تجف مهما تربص لكِ أعداءك ومن يضمرون لكِ كل حقد وكل شر، لن يقبل هذا الشعب تهريج الشيخ حسن نصرالله أو غيره، لن يزرف هذا الشعب الواعي دمعة واحدة على مجرم خائن لبلاده ولعشبه وقاتل ملايين ومشرد ملايين لمجرد أنه يقول الشهادتين ومسلم سني أم شيعي فلا تفرق ولن نضل وراءه، فالمجرم مجرم وكما رفضنا إجرام صدام سنرفض إجرام البشير ونصر الله وكل من يحقد على مصرنا الغالية ويكرهها.
نعم هنالك البعض من يتخدعون وراء شعارات براقة لكن سرعان ما يفيق الجميع ويعرف الحقيقة وتجرفه بقوة موجات الحب العارمة لمصرنا الغالية، مصر فوق الجميع وفوق أي شعارات وأعلى من أي ولاء ووفاء.
ستنهض مصر وتنتظر الأمطار لتنتعش وديانها وتخرج زهور التجديد...
مش كده وللا إيه