جرجس بشرى
كتب: جرجس بشري
خلال عام 2011 م ستشهد الدولة المصرية إنتخابات رئاسية تحُدِد من هو الرئيس الذي سيحكُم مصر خلال الفترة المُقبلة.
ويرى كثير من المُحللين والمُراقبين السياسيين ونشطاء حقوق الإنسان في مصر وبعض دول العالم، أن القيود المفروضة على الترشح لمنصب لرئاسة الجمهورية لمنصب شروط تعجيزية تحول دون وصول أي مُرشح محتمل للرئاسة إلا الرئيس المصري محمد حسني مبارك وولده جمال،وتتمثل هذه العوائق في المادة 76 ،77 ،78 من الدستور المصري.
النائب"حمدين صباحي بدأ حملة مليونية للترشح للرئاسة في ظل الجدل الثائر الآن حول المرشحين المحتملين للرئاسة والذين سوف لا يصلون –أبدًا- لتولي هذا المنصب الرفيع إلا بعد إجراء تعديلات على هذه المواد الدستورية بدأ يتردد على الساحة أسماء أعلنت عن رغبتها للترشح ، ومنها الاستاذ " حمدين صباحي " عضو مجلس الشعب ، الكاتب الصحفي، ورئيس تحرير صحيفة الكرامة،ووكيل مؤسسي حزب الكرامة تحت التأسيس،حيث أعلن "صباحي عن رغبته للترشح لهذا المنصب الرفيع ، إلا أنه أكد لبعض وسائل الإعلام أنه حتى الآن لا يعتبر مرشحاً رسمياً للرئاسة.
وقد تبنى "صباحي " لهذا الغرض حملة مليونية شعبية تطالب بتعديلات في الدستور على المواد " 76 " ، و "77 " و "88 " وقد اتخذت هذه الحملة من عبارة " وأحد مننا " شعاراً لها ، وكانت وسائل إعلام قد أشارت إلى أن "صباحي " سيبدأجولة في المحافظات لتعريف لتعريف الناس ببرنامجه الانتخابي.
يري الصباحي أن المرأة تعتبر نصف المجتمع والأقباط شركاء الحضارة العربية الإسلامية مع أشقائهم المسلمين ، والأقباط والمرأة مواطنون في دولة مدنية لهم كافة الحقوق وعليهم كافة الواجبات ، وبالتالي فحقهم كما حق غيرهم أن يتولوا السلطة أو الواقع التنفيذية وفقاً لإرادة الشعب في إنتخابات حرة
الإخوان المسلمين بفكر الصباحي جزء أصيل من الحركة الوطنية ،رغم الاختلافات السياسية والفكرية معهم، ولهم برأيه كل الحق في تأسيس حزب سياسى شرعي فى إطار الإلتزام بالدستور ومبادئ الدولة المدنية .
الصباحي يؤكد دائمًا إنه ضد معاهدة كامب ديفيد قلباً وقالباً،ويرى أيضًا أنه لا إمكانية للسلام مع كيان صهيوني محتل غاصب إستيطاني عنصري،بل أنه ضد الاعتراف بشرعية وجود هذا الكيان،معتبرًا أن معاهدة السلام مع أسرائيل أفقدت مصر دورها القومي، وفككت الأمة العربية وقسمتها.
ويطالب "حمدين صباحي " بتصدي جذري للفساد والمفسدين في مصر عبر قوانين رادعة بقوله" : نحن مع مواجهة الفساد بشكل جذرى، وذلك لن يتأتى إلا عبر حزمة واسعة من الإجراءات والسياسات، تبدأ بسيادة القانون فى الدولة ومحاسبة الكبير قبل الصغير، وتمر عبر رفع مستوى معيشة المواطن المصرى، وتوفير كافة الخدمات الأساسية التى يحتاج لها، كى يتمكن من أن يعيش حراً كريماً، وصولا إلى اختيار المسئولين بطريقة ديمقراطية ،وتبني سياسات تعبرعن مصالح الشعب لا عن مصالح طبقات محدودة وضيقة ، مع استحداث تشريعات تجيز محاسبة رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والوزراء سياسيا وجنائيا حال تورطهم فى أى ممارسات فساد، ويبقى أخيراً أن نتذكر أهمية القدوة والنموذج، فتوافر النزاهة ونظافة اليد فى شخص رئيس الجمهورية أحد أهم ضمانات محاربة الفساد لأن السمكة تفسد من رأسها .
وعن موقف الصباحي من تطبيق شرع الله حال وصوله لمنصب رئيس الجمهورية ؛ وهل سيطبق شرع الله أم قانون فرنسي ؟ قال "صباحي" وفق إحدى حواراته" ليس هناك تناقض فى رأينا بين شرع الله وبين القوانين، فشرع الله يحدد مجموعة من القواعد العامة التى لابد من الالتزام بها، لكن القوانين هى قواعد تفصيلية بما يتلاءم مع حاجات المجتمع، والدستور المصرى يعتبر الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع، والحقيقة التى أؤمن بها أن مصر وهى جزء من أمتها العربية تنتمى إلى ثقافة عربية إسلامية صنعها المسلمون والمسيحيون معا عبر أربعة عشر قرنا، ولا يمكن لمجتمع أن يضع تشريعاته خارج ثقافته وهويته الحضارية والإسلام، كما نفهمه، هو دين العدل والمساواة والحرية والعقل وليس متصوراً فى ظل هذا الفهم أن نضع أى قوانين تفرق بين المصريين أو تميز بينهم على أساس الدين.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا بعد إعلان كثير من الشخصيات عن رغبتها في الترشح للرئاسة" هل يوجد بمصر فعلاً كفاءات سياسية واعية ولها خبرة سياسية عالية لقيادة مصر في ظل الوضع الدولي والمنظومة الدولية بالغة التعقيد التي تشهدها الساحة العالمية ؟
وهل " حمدين صباحي" يمتلك فعلا خبرة سياسية تؤهله للترشح لهذا المنصب الرفيع ،في حالة إذا حدث تعديل دستوري على المواد المطلوب تعديلها يسمح له ولغيره من المنافسين بالترشح لمنصب الرئيس ؟
في ظل رفض "حمدين صباحي " لمعاهدة السلام مع إسرائيل ،كيف يمكن لمصر أن تعيد صياعة علاقاتها الدولية الخارجية خاصة وأن اللوبي الصهيوني يؤثر على صناعة وصياعة القرار الدولي الآن ، كلها أسئلة مطروحة للنقاش والتحاور بشأنها ؟
http://www.copts-united.com/article.php?A=20433&I=506