إيلاف - كتب:أرجوان سليمان
إلى متى يسلط الضوء على معاناة أصحاب الرداء الأبيض
اختار عدد من الأطباء السعوديين إطلاق موقع الكتروني على شبكة الانترنت، في خطوة تعبّر عن استيائهم من الظروف المحيطة بعملهم وللمطالبة بحقوقهم الوظيفية وعلى رأسها مساواتهم ببعض الجنسيات غير السعودية.
وبحسب ما ذكره المدير الطبي لأقسام طب الأسرة والمجتمع، استشاري أمراض الوزن والسمنة بمستشفى القوات المسلحة بالجنوب، المشرف العام على الموقع الدكتور وليد بن سعيد أبو ملحة فإن مطالب الأطباء تتمركز حول المساواة مع أقرانهم ممن يعملون وفق نظام الخدمة ووفق نظام التشغيل الذاتي أو حتى الأطباء غير السعوديين من حيث احتساب الراتب الأساسي في إجماله دون احتساب البدلات وتغيير السن التقاعدي للأطباء من خلال الوضع في الاعتبار العمر التقريبي الذي يبدأ فيه الطبيب حياته العملية والخدمة المقترحة والمنطقية (مابين 28 – 30 سنة).
وبالإضافة إلى إعطاء بدل السكن المناسب والعادل ومساواتهم بأطباء البرامج في هذا المجال دون اشتراط وجود سكن أو غيره، بحسب الدكتور أبو ملحة، الذي أشار إلى أن تأسيس الموقع الإلكتروني "إلى متى؟" جاء استجابة للمطالب المستمرة للأطباء السعوديين ممن يعملون وفق نظام الخدمة المدنية في جميع المرافق الصحية بالمملكة وأن المطالب جاءت بعد أن أصاب اليأس الجميع من تحقيق مطالبهم خلال السنوات الماضية
من جانبه قال أخصائي الاستعاضة السنية الدكتور محمد الفارسي "لإيلاف": "إن الطبيب السعودي على أتم الاستعداد لخدمة وطنه وهو يعمل ليل نهار دون مقابل ولكن الوضع الحالي في تقدير (من يمثلون الدولة) للأطباء غير السعوديين ماديا بصورة أفضل من الطبيب السعودي، هو ما يستفز الطبيب المواطن".
وأضاف بأن "إعلان زيادة رواتب الكادر الطبي في الجرائد وإقناع ولاة أمرنا بأننا أخذنا حقنا وأكثر والواقع أبعد ما يكون من ذلك، هو ما يرغب الطبيب السعودي بكشفه". في وقت قالت بعض الشائعات بأن العشرات من الأطباء السعوديين بصدد مغادرة مواقعهم بسبب هذه الأمور إلى مواقع أخرى أفضل مثل بعض المستشفيات الخاصة وغيرها من التي تقدم مميزات أفضل.
وتوجهت إيلاف إلى المتحدث الإعلامي بوزارة الصحة السعودية خالد مرغلاني الذي طلب عنوان الموقع ووعد بالرد حال الاطلاع عليه ويعاود الإتصال إلا أنه لم يجب بعدها على اتصالات إيلاف المتكررة.
وعن هذا الوضع بالنسبة لطلاب الامتياز ومستشرفي التخرج في الشهور المقبلة، توجهت "إيلاف" إلى عدد منهم ، فقالت منى أحمد "هناك قلة الأماكن في المتوفرة في كل تخصص على رغم من أن المملكة بحاجة إلى أعداد هائلة من الأطباء و فيها من الكفاءات ما يغني عن أطباء الخارج لكن فرص العمل في بعض التخصصات المطلوبة قليلة، لذا نتمنى زيادة الفرص والأماكن وتوفير عدد مقاعد أكبر وأكثر للبعثات و المنح داخل المملكة و خارجها".
وقالت طالبة الامتياز آلاء ياسين "إن سنة الامتياز هي السنة التي ينتظرها طالب الطب منذ دخوله الكلية ليبدأ مشوار حياته العملية وممارسة المهنة, ولكن حينما تأتي هذه السنة ويتحول الحلم المنتظر إلى واقع تبدأ الصدمات وعددت بعض المعوقات إلى أن تطرقت إلى تخفيض أو (قضم) راتب الامتياز فبعد أن كان الراتب ما يقارب 12 ألف ريال في سنوات ليست ببعيدة بعد وصل الآن بعد التخفيضات والحسومات إلى ما يقارب 6 آلاف ريال".
وتضيف الطالبة قائلة "إضافة لما سبق، فإننا عند الرغبة بالحصول على تخصص محدد يجب اجتياز عدة اختبارات بهيئة التخصصات الطبية ومقابلات لأخذ تصريح وبعد ذلك يجب التقديم لمستشفى ليتدرب بها ولكن للأسف لا يُقبل الطبيب بهذه السهولة، بل يجب أن يكون لديه من الواسطة والمعارف ما يكفيه للقبول بالمستشفى".
وكانت وزارة الصحة السعودية أنهت في مايو الماضي الخطوات التنسيقية المتخذة مع نظيرتها الأردنية للتعاقد مع 24 استشاري واستشارية للعمل في مستشفيات المملكة الحدودية تشمل مستشفيات القريات العام والأمير عبد الرحمن السديري بسكاكا وطبرجل وعرعر والملك خالد بتبوك والولادة والأطفال بالجوف وطريف.
وبحسب معلومات الدليل الإحصائي الصادر من وزارة الصحة فإن مجموع الأطباء العاملين في المملكة هو (43348)، عدد السعوديين منهم هو (8938) ويمثلون نسبة 20.6% من إجمالي الأطباء، أما عدد العاملين في التمريض فـ (79994)، عدد السعوديين منهم (21264) ويمثلون نسبة 26%.
وفي تقرير أيضا لوزارة الصحة كشفت الإحصائية أن هناك 299 طبيباً سعودياً مقابل 1142 غير سعودي يعملون في مستشفيات النساء والولادة، وهي تكشف عن وجود نقص في أعداد الأطباء السعوديين علما بأن عدد مستشفيات الولادة والأطفال 20 مستشفى.
وبينت دراسة إحصائية قام بها المعيد بكلية الطب في جامعة الملك فيصل بالدمام الدكتور عبدالله البطحي وتبنتها مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر وشارك فيها 102 من المراجعين، فإن هناك 40.2 % من هؤلاء المراجعين لا يجدون فرقاً بين الطبيب السعودي وغير السعودي، فيما فضل 8.8% من المراجعين الطبيب غير السعودي أوضحت الإحصائية التي أجريت على 60 رجلا و42 سيدة من بينهم 91 سعودياً و11 غير سعودي، أن 72.5% من المراجعين يثقون بأهلية الطبيب والطبيبة السعوديين، بينما أبدى 27.5% من المراجعين عدم ثقتهم بالسعوديين.
http://www.copts-united.com/article.php?A=20091&I=497