بقلم: عصام عبد المنعم
** لا جديد تحت الشمس, فهكذا نفيق فجأة كل أربع سنوات في مثل هذا التوقيت وقد أوشك شهر المونديال أن يتسرب من بين أيدينا, لنحرم من متعة خالصة يومية كنا نهرب خلالها من مشاكلنا الخاصة والعامة, شهر نبدأه بتخمة من المباريات كل يوم, أشبه بمائدة عليها عشرات الأصناف من الطعام لكننا نتعامل معها بكثير من البطر, فهذه مباراة مملة وتلك بلا طعم والأخري نص نص! وشيئا فشيئا تتناقص المباريات ويرتفع المستوي وتتزايد حدة الصراع, إلا أننا نشعر بقرب انتهاء المونديال فيصيبنا حزن شديد ونشعر بالفراغ الكبير ا
** ولا أدري ماذا حل بالكبار العاقلين من نجوم وأساطير كرة القدم في العالم! كيف تخلوا جميعا فجأة عن الرصانة واللباقة والدبلوماسية في التصريحات, وصرنا نسمع من هؤلاء السادة المحترمين عبارات جارحة واشارات مهينة للمنافسين واستهزاء بالمنتخبات والنجوم الحاليين!
لا أتحدث طبعا عن مارادونا لأن العيب إذا جاء من أهل العيب ميبقاش عيب! لكن الملك بيليه والقيصر بيكنباور كيف هبطت لغة الخطاب عندهما إلي هذا الحد المعيب, وماذا حل بكرويف وزيدان؟ ما هي الحكاية؟!
يقولون إنه الإعلام الذي يستدرجهم ويبرز هناتهم ويضخمها, وكان يمكن للاعلام أن يتجاهل هذه التصريحات والاساءات أو علي الأقل يخفف منها ولا يجعلها تتصدر الصفحات والشاشات, وشخصيا لا أميل لهذا التفسير أو لعله تبرير لتصرفات نجوم( خابوا علي كبر) كما يقول التعبير الشعبي وكان حري بهم ألا ينزلقوا لأساليب التهكم والسخرية والتحقير من شأن المنافسين, والتي ارتد معظمها إلي نحورهم!
** ولا أعتقد أن ظلما قد وقع علي أحد الفرق الكبيرة التي ودعت المونديال, أو أن خطأ كبيرا مواتيا صاحب الرباعي الذي بقي وصعد للدور قبل النهائي, فقد استحقت كل من ألمانيا واسبانيا وهولندا وأروجواي شرف البقاء في المونديال حتي النهاية, أكثر من كل المنافسين الذين خرجوا, ببساطة لأن كلا منهم يستحق( من الناحية الفنية) صفة الفريق(Team) بينما كانت هناك منتخبات تضم أعددا أكثر من اللاعبين المميزين لكنهم معا ليسوا فريقا!
eabdelmoneam@ahram.org.eg
نقلا عن الاهرام
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=20049&I=496