ريمون يوسف
كتب: ريمون يوسف - خاص الأقباط متحدون
احتفلت الجمعية المصرية للتنوير، بالذكرى الثامنة عشر لإستشهاد المفكر الدكتور "فرج فودة" الذى استشهد دفاعا عن الدولة المدنية.
وأكد الأستاذ "اسحق حنا"- الأمين العام للجمعية المصرية للتنوير- لـ"الاقباط متحدون" أن الجمعية تنظّم هذه الإحتفالية سنوبًا؛ تكريمًا لمؤسسها الدكتور "فرج فودة"، وأن هذا الإحتفال ليس احتفالاً لمديح الراحل، ولكنه فرصة لتبنى افكاره وقضاياه التى دافع عنها، وخاصةً قضية الإنتصار للدولة المدنية. مشيرًا إلى أن الجمعية كل عام تدعو محبيه للإحتفال بذكرى استشهاده؛ حتى يتذكر الجميع فداءه بدمه دفاعًا عن الدولة المدنية. كما أن الجمعية قامت بإرساء تقليد جديد فى الإحتفالية وهو تكريم أحد التنويريين سواء أشخاصّا أو منظمات.
المشاركون فى الإحتفالية
وأوضح "حنا" أن هذه الإحتفالية شارك فيها الكثير من الأحزاب والمنظمات منها:
- الأمانة المركزية للإعلام بالحزب الوطنى الديمقراطي.
- حزب التجمع الوطنى التقدمي الوحدوي.
- حزب الغد ( نور)
- الحزب المصرى الليبرالي.
- الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان.
- صالون المعادى الثقافي.
- التيار العلماني القبطي.
- مركز آفاق اشتراكية.
- المعهد المصرى الديمقراطي.
- راديو المحروسة.
- المركز المصرى لدراسات المواطنة.
هذا وقد حظيت الإحتفالية بحضور غفير من محبي المفكر والدكتور "فرج فودة"، وشارك فريق شباب المحروسة بمجموعة من الأغانى الوطنية لـ"سيد درويش".
خطاب سياسى جديد لإستئناف التنوير المصرى
ومن جانبه تحدث الدكتور "جهاد عودة"- عضو أمانة السياسات بالحزب الوطنى، ورئيس قسم الإقتصاد والعلوم السياسة جامعة حلوان- فى الإحتفالية، عن التحضير للحكم المدنى، وأنه لابد له من خطاب سياسى تنويرى جديد، وأن هذا الخطاب السياسي يرسم معالم التحدى التى يواجهها هذا النظام السياسى البازغ، موضحًا أن "مصر" قضت على الإرهاب أو كادت. ولكن استمر زخم البيروقراطية إلى أن انفتحت "مصر" على العالم فأستيقظ ونشط التعصب، ودخلت مصر مضمار الإصلاح بعد إرهاق، ولكن لاح الإهمال خطرًا حقيقيًا يهدد جهود الإصلاح بالتآكل حتى قبل أن تظهر نتائجه.
وأكد "عودة" أن تحالف البيروقراطية والإهمال والتعصب، يُعتبروا العقبة الكؤودة أمام التقدم والتنوير فى "مصر"، موضحًا أن البيروقراطية والتعصب والإهمال لكل منهما أسبابه وفعله فى تأخير إطلاق وتشويه المسار المصرى نحو الرأسمالية والعلمانية والديمقراطية. وأن البيروقراطية هى التى تولّد وتنمّى الفساد، والتعصب هو الذى يخلق أرضية للتطرف الدينى وغيره، والإهمال هو الذى يُوجِد المبرر لعدم الإستخدام الكفء للموارد، مشيرًا إلى أن الحرب ضد الثلاثة أعداء باشتقاقاتها المختلفة يمثل جوهر الصراع السياسى الآن ضد التنوير.
شهادات تكريم
كما قامت الجمعية بتقديم شهادات تكريم لباقة من المبدعين والمستنيرين وهم:
( المرحوم الأستاذ "بيومى قنديل" الكاتب والمؤلف والمرتجم – الاستاذ "رمزى زقلمة" الكاتب والمستنير والمعضد لآليات التنوير – الأستاذ "طلعت رضوان" الكاتب والمؤلف – الأستاذ "عبد العزيز جمال الدين" الكاتب فى التاريخ المصرى – الأستاذة "كريمة كمال" الكاتبة والصحفية – الدكتور "كمال اسكندر" عالم الكيمياء – الأستاذ "نبيل شرف الدين" الكاتب والصحفى – الدكتور "وسيم السيسى" الطبيب والمثقف)
شهادات تقدير
كما قامت الجمعية أثناء الحفل بتقديم شهادات تقدير لباقة من شبابنا نشطاء الميديا الحديثة، ذو التوجهات الليبرالية والعلمانية والتنويرية وهم:
الأستاذ "أحمد بدوى" – الأستاذ "حسام بهجت" من المبادرة المصرية للحقوق الشخصية – راديو المحروسة – الاستاذ "محمد ذكى الشيمى" – الأستاذ "محمد سعد محمد سعد" – الأستاذ "محمود عرفات" – مركز اندلس لدراسات حقوق الإنسان.
أفضل مقال تنويرى
كما تم الإعلان أثناء الحفل أيضًا عن الفائزين فى مسابقة أفضل مقال تنويري وهما: الأستاذ الدكتور "يحيى الوكيل" عن مقال بين المأذن والمساجد واشكاليات الفهم وردود الفعل فى العالم الاسلامى، والأستاذ الكاتب "رامى عطا" عن مقال "اذا كانت مصر بلد الأزهر فإنها بلد الأهرامات أيضُا".
الإشتباك فى المستوى العام
ومن ناحيته أكد الدكتور "يحيى الوكيل" لـ"الاقباط متحدون" بعد تسلمه جائزته بأفضل مقال تنويري أن
كتابات "فرج فودة" كانت من أوائل من فتح عيناه على مشكلة التنوير بـ"مصر"، وإنه كان من أول من تصدوا فعلاً لتيارالتطرف الذى كان (د.يحيى) على اشتباك معه فى المدرسة والجامعة ولكن بشكل عادى، أما هو فنقل هذا الإشتباك إلى المستوى العام، ودفع حياته ثمنًا لموقفه هذا.
"فرج فودة" لم يمت
ومن جانبه، قال الكاتب والباحث الشاب "رامى عطا"- الفائز فى مسابقة أفضل مقال تنويرى: إنه يعد نفسه واحدًا من تلامذة "فرج فودة"، إذ تربى ثقافيًا على كتاباته ومقالاته، وإن لم يسعفه الحظ لأن يتقابل معه أثناء حياته..
وأضاف "رامى": إن الشهيد الدكتور "فرج فودة" لم يمت، إذ أنه يعيش داخل كل إنسان يؤمن بقضية التنوير ويدعو لها، موضحًا أن التكريم الذى ناله فى تلك الإحتفالية من الجمعية المصرية للتنوير، إنما يحمّله مسئولية الإستمرار فى الدعوة إلى التسامح، والحوار، وقبول الآخر، والمواطنة، وغيرها من قيم الإستنارة التى كان يدعو لها الراحل "فرج فودة" فى كل ما أنتج، وكل ما أبدع من أفكار ورؤى تنويرية.
ضد جبهة جهلاء الأزهر
وعلى هامش الإحتفالية تحدث الأستاذ "أيمن عبد الرسول"، موضحًا ومؤكدًا إنه فى كل موقف معادى للعلمانية والتنوير والدولة المدنية، يأتى "فرج فودة" بكتاباته ومواقفه الشجاعة، ضد الإرهاب والفكر الدينى المتخلف، الذى لم يزل يطارد عقولنا المفكرة بمطرقة التكفير.
وقال "عبد الرسول" إنه ينتهز هذه الفرصة للدعوة إلى الوقوف وقفة رجل واحد ضد جبهة جهلاء الأزهر التى أودت فتواها السابقة بإهدار دم "فرج فودة"، وان التنوير شعلة أشعلها بدمه، وهم لابد أن يظلوا وقودها لكى تظل مشتعلة.
http://www.copts-united.com/article.php?A=19922&I=493