د. وجيه رؤوف
بقلم: د. وجيه رؤوف
جائنى أحد أطباء المستشفى وهو نائب فى القسم الذى أعمل به كأخصائى وكرئيس للقسم فى نفس الوقت شاكيا :
شفت المشكله اللى حصلت معايا أمبارح يادكتور ؟؟
قلت له : خير , أنت عارف أنا امبارح كنت منتدب تدريب لأطباء الريف , خير حصل أيه ياحسام ؟؟
وللمعلومه فإن الدكتور حسام من أنشط اطباء المستشفى كما أنه على خلق وأدب جم وأنا احترمه وأحترم خلقه وتفانيه فى أداء عمله ,
حسام : إمبارح كان فيه حاله من إحدى القرى وكانت الحاله محجوزه فى قسم الحميات وكانت الحاله تعبانه فأستدعو لها الطبيب الخاص بالحميات اللى عمل ليها عرض علينا لإبداء الرأى , وجات الممرضه ليا بالعرض وقمت بفحص الحاله وعمل رسم قلب ليها و شافها الأخصائى وكتب العلاج اللازم لها .
وجيه : فين المشكله ؟؟ , أنا مش شايف مشكله !!؟؟
حسام : معلهش يا دكتور وجيه أنا اسف يعنى الجماعه دول كانوا مسيحيين
وجيه : مسيحيين ولا مسلمين يا حسام أيه المشكله طالما قمت بعملك على أكمل وجه , فين المشكله ؟؟
حسام : شوف يا دكتور وجيه جانى واحد محامى منهم وقال لى : أنا هصور قتيل النهارده لو ماحولتش الحاله دى لمستشفى الأقصر الدولى و لما قلت لهم انا ما أقدرش احولها لأنها تابعه للحميات مش لينا راحو دخلو عليا وبهدلونى وشدونى من البالطو وماكفاهمش كده راحو أشتكونى فى المركز وفى أمن الدوله على أساس إنى متعصب ضدهم ,
يا دكتور وجيه لازم الخطاب الدينى المسيحى يتجدد.
وجيه : أيه دخل الخطاب الدينى فى القصه دى يا حسام !!؟؟ ده تصرف أحمق من شخص أحمق , أيه دخل الخطاب الدينى فى ده !!؟؟
حسام : لأ يا دكتور وجيه فيه إحتقان جامد عند اخوتنا المسيحيين تجاهنا وأى تصرف مننا بيعتبروه تعصب وحضرتك عارف إنى لا أعرف التعصب فى حياتى .
وجيه : طبعا يا حسام أنا عارف انك بعيد عن هذه التهمه البغيضه تماما , لكن لازم تعرف إننا كلنا طينه واحده ناشئه فى مجتمع واحد وزى مافيه فى المسلمين ناس كويسه فى المسيحيين فيه ناس كويسه برضه وزى مافيه ناس هنا مخها ضارب فيه ناس هنا برضه مخها ضارب و العمليه عايزه إعاده ضبط أدمغه.
حسام : أيوه بس برضه الخطاب الدينى المسيحى لازم يتجدد .
وهنا أبتسمت وسرحت قليلا فقد ظهرت كتابات كثيره فى الفتره الأخيره تطالب بتجديد الخطاب الدينى المسيحى بعدما سمعنا دعوات كثيره فى الماضى بتجديد الخطاب الدينى الأسلامى ,
وهنا سرحت بخاطرى : هل يحتاج فعلا الخطاب الدينى المسيحى للتغيير ,
ففى طوال عمرى لم أرى كاهنا ولا أسقفا ولا خادما يعظ لنشر العداوه أو الفرقه مع أيا من أطياف المجتمع واتحدى أن يوجد لأى من الأباء أيه تساجيل صوتيه أو مرئيه فيها دعوات للعنف أو الخصام أو الفرقه فكل دعواتهم هى من أجل المحبه والتسامح ,
ولكن هل نحن فعلا راشدين ومكتملى الموعظه كما ينبغى ؟؟
أعتقد لا
فكثير من مجتمعاتنا المسيحيه مليئه بالشروخ ومليئه بالثغرات وإلا ماكنا نرى كثير من المشاكل لما بعد الزواج وحالات كثيره من الأرتباط العاطفى غير المدروس والذى أدى فى حالات كثيره إلى الأنفصال أو الأرتداد ,
نعم لنكن واقعيين فكثيرا من الثغرات على أرض الواقع هى نتاج خطاب دينى ناقص وقله فى الإفتقاد والمشوره ,
كما أن السلوكيات فى الأماكن العامه وفى المؤسسات تخضع لناحيه تربويه ناقصه كان يمكن للخطاب الدينى أن يعالجها ,
ولا نغفل إتهامات الطوائف المسيحيه المختلفه لبعضها بأشباه التكفير مثلما تفعل الجماعات السلفيه من تكفير لبعضها البعض وهذه شبهه قصور كبيره تضعنا فى خندق واحد مع التكفيريين وإن أختلف الأسلوب ودرجه العنف ,
إذا لنضع النقط على الحروف ولنعترف أن دعواتنا للمحبه فقط لا تكفى طالما ظل كامنا داخلنا أن نضع الأشواك والأسوار بيننا وبين من لايتفق معنا فى الفكر والعقيده ,
إن أمنيات المحبه وحدها لاتكفى وإن المحبه لا بد ان تفعل على ارض الواقع فعليا فعلينا ان نثبت للجميع ان المحبه هى فعل لاقول ,
وأعجبنى تعليق لأحد المعلقين على إحدى نجمات السينما العالميه والتى تنفق اموالها على الأسر الفقيره فى الدول الناميه بأن تلك السيده فعلت مالايستطيعه الكهنه أو الشيوخ من إحسان ومحبه ,
أعتقد نحن نحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد وتجديد الخطاب الدينى لتغيير سلوكياتنا وافعالنا وتصرفاتنا حتى يتم قول الأنجيل :
ليروا اعمالكم الحسنه ويمجدو أباكم الذى فى السموات .
لينك المقال على مدونتى انقر هنـــــــــــا
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=19845&I=491