عماد توماس
كتب: عماد توماس- خاص الأقباط متحدون
قال الدكتور القس عبد المسيح اسطفانوس-أستاذ مادة تاريخ الفكر المسيحي بكلية اللاهوت الإنجيلية، لـ "الأقباط متحدون" أن المسيحيين في مصر تأخروا كثيرًا في تقديم التاريخ المسيحي والفكر المسيحي في القرون الأولى، للشعوب العربية، رغم ارتباط هذا التاريخ بالشرق الأوسط.
مؤكدا إننا مدينون لشعوب الشرق الأوسط من مسلمين ومسيحيين ويهود لتقديم تاريخ القرون الستة التي سبقت ظهور الإسلام، والحراك الفكري الكبير في تلك الحقبة، مما رسم الخطوط العريضة لكل الفكر اللاهوتي سواء في الشرق أو في الغرب، والمعالم الرئيسية للعقائد المسيحية .
وأوضح اسطفانوس، إن طلبة المدارس بمصر مثلاً، يدرسون تاريخ الفراعنة وأمجاد مصر القديمة. ثم ينتقلون مباشرةً إلى دراسة الفتح الإسلامي والتاريخ الإسلامي. وهذا يجعل تاريخ مصر بدءًا من دخول المسيحية، والقرون السابقة لدخول الإسلام في القرن السابع مغفلاً تمامًا، وكأنه يمكن غض الطرف عنه، رغم أهميته البالغة.
مضيفا أن المسئولون عن التعليم بمصر اغفلوا ستة قرون كاملة ويزيد هي تاريخ مصر المسيحية، فأفسحوا المجال لمن يملأون هذا الفراغ لينتقوا أحداثًا بعينها، ينسجون حولها في أسلوب روائي متحرر من قيود التاريخ، وأدب الكتابة أحيانًا، بعض المواقف والأحداث التي تروق لهم مما قد يسيء إساءة بالغة لتاريخ المسيحية في مصر في قرونها الأولى.
وأشار اسطفانوس، إلى إهمال تدريس تاريخ مصر المسيحية في القرون الأولى، فتح الباب لكاتب مثل الدكتور يوسف زيدان ليكتب رواية عزازيل التي نالت رواجًا كبيرًا جدًّا في عالمنا العربي، وأستخدم فيها بعض حقائق التاريخ مبتورة من سياقها، ومزجها بخيال خصيب ونسج من حول أحداث روايته الأدبية "الممتعة" ما يبتعد بالقارئ عن حقائق الأمور، ويقدم صورة مشوهة للمسيحية وللكنيسة ولقادتها في عصورها الأولى.
إغفال متعمد
واعتبر الأستاذ بكلية اللاهوت، أن ما يحدث في مصر يحدث في مختلف البلاد العربية، إغفال لعله متعمد، للحقبة المسيحية في تاريخ العالم العربي.، كل هذا رغم ما يتضمنه تاريخ المسيحية في الشرق الأوسط من مواقف وطنية مشرفة مثل موقف أثناسيوس الكبير من تصدير القمح المصري الذي كانت الإمبراطورية الرومانية تعتمد عليه كثيرًا.
http://www.copts-united.com/article.php?A=19686&I=487