وطن من دخان

فرانسوا باسيلي

بقلم:فرانسو باسيلي

لي وطن من دخان

أزوره في كل يوم

أحمل ماءا وخبزا اليه

ووردا من الطرقات

وأنشده الالحان

فلا يتمايل طربا

ولا يفتح الباب لي

********

لي وطن من دخان

أزوره في كل يوم

يسير كأنه في غفوة

ويحدق بي

حين ألقي ذراعي على كتفيه

يجاهد أن يتذكرني

فيغلبه النسيان

لي وطن من دخان

أزوره في كل يوم

لأشكو له ماجرى

ما يرى وما لايرى

وأسر إليه

بما دبرته له الساحرات

وما أفسدته المليكات

أحذره من أقرب الناس

وممن حواليه من حراس

 فينظر لي متعبا

ويلقي برأسه فوق ذراعي

كطفل يتيم

مرتجف بردان

فأضمه لي

وأحكي له

من أساطيره الضائعة

كان يا ماكان

*****

لي وطن من دخان

أزوره في كل يوم

وما عاد لي فيه بيت

ولا عنوان

ولا عدت أعرف  أين هو

وماذا هو ؟

فلا هو شرق .. ولا هو غرب

ففي أى أرض هو الان ؟

ويقيم بأي زمن ؟

ومادام لا يتذكرني

فلماذا إذن

أزوره في كل يوم ؟

لأشهد ما صنع الدهر فيه

وما خلفته نصال محبيه

وقد صرت لا أتعرف فيه عليه

ولست أصدق

ما تسمع الاذنان

وما تشهد العينان

……..

لي وطن

ليس يشبه مصر

ولا مصر تشبهه

فأين ستهجع روحي في الارض ؟

وهل بعد مصر

لها مطرح

أو مكان !!

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع