فاضل عباس
بقلم: فاضل عباس
وأنا استمع إلى ما قال وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس خلال الأيام الماضية وهو يقول «إن من المرجح أن تحوز إيران القدرة على مهاجمة أوروبا بعشرات بل وربما مئات الصواريخ، مشيرا إلى أن هذه المعلومات التي وفرتها المخابرات الأميركية أخذت في الاعتبار في قرار حكومة الرئيس باراك أوباما تعديل منظومة الدفاعات الصاروخية» تذكرت ما قالته الإدارة الأمريكية السابقة (إدارة بوش) وهو نفس الكلام عندما صورت للعالم أن في العراق أسلحه نووية وأنها تشكل خطراً على أوروبا والعالم بل وأخذت تعطي مواعيد وتقديرات بان العراق أصبح قادرا على تصنيع السلاح النووي خلال شهور وبالتالي أصبح العالم وأوروبا ودول الخليج في خطر الأسلحة النووية العراقية، هذا الشعب الذي كان يعاني من العطش والجوع بسبب الحصار الظالم عليه مند عام 1990، ولكن الحقيقية لم تتأخر في الموضوع العراقي وبمجرد اجتياح ثم احتلال العراق لم نعد نسمع عن فرق التفتيش لتطلب الذهاب إلى العراق وهي من كانت تقف عند أبواب الوزارات العراقية سابقاً لافتعال الأزمات بدعم ووصاية أمريكية عليها، ثم عندما ذهبت لعدد محدود من الجولات بعد الاحتلال أعلنت أنها لم تعثر على شيء وأن العراق لا يملك سلاحا نوويا ولا صواريخ تهدد أوروبا لتقول للعالم بان جميع الادعاءات الأمريكية السابقة هي محض كذب وافتراء بحق القيادة العراقية السابقة.
ولكن المؤسف اليوم هو هذا التذاكي على العقل العربي والإسلامي من قبل وزير الدفاع الأمريكي عندما يعيد نفس السيناريو العراقي ولكن هذه المرة على إيران فيبدأ بالتهويل من البرنامج النووي الإيراني ومن الصواريخ الإيرانية حتى ان الإدارة الأمريكية وبعد أن فشلت في تسويق الذرع الصاروخي في أوروبا لمحاصرة روسيا الاتحادية بدأت سيناريو خطر الصواريخ الإيرانية على أوروبا وهو عمل يراد منه دفع الدول الأوروبية للدخول على الحرب الخليجية الجديدة التي تقرع طبولها الإدارة الأمريكية من أجل مصالح أمريكية تدفع ثمنها دول المنطقة وتسدد فاتورتها دول الخليج.
ولم يتوقف الكذب الأمريكي عند هذا الحد بل حتى الإدارات الأمريكية السابقة عندما أصدرت قراراتها الشهيرة ضد العراق في الفترة السابقة ضمنت تلك القرارات « اخلا منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل» وأخذت تعطي الوعود لدول المنطقة بان هذا البند لا يمكن تطبيقه إلا بنزع أسلحة العراق وعندما تم تصفية القيادة العراقية السابقة واحتلال العراق خرج لنا سيناريو جديد وهو أن هذا البند لا يمكن تطبيقه على إسرائيل إلا بعد انتهاء عملية السلام في الشرق الأوسط ولان عملية السلام لن تنتهي كما تعرف الإدارة الأمريكية وإسرائيل وهي عملية فاشلة بامتياز وتستغلها إسرائيل لكسب الوقت حتى يكتمل مشروع الاستيطان على ارض كامل تراب فلسطين لذلك فان معني هذا الكلام أن لا نزع لأسلحة إسرائيل النووية.
هذا التذاكي الأمريكي على العرب والمسلمين يجب أن يتوقف ومن غير المقبول أن يتم استغباء العرب بهذه الطريقة، فأسلحة إسرائيل النووية تشكل خطراً على أوروبا والعالم ومن ضمنها دول الخليج العربي وليست ايران وكفانا حروب عبثية فلا يوجد دولة تشكل خطرا على حالة السلم العالمي إلا وهي إسرائيل ولذلك نقول لغيتس كفى كذبا فنحن في القرن الواحد والعشرين.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=19643&I=486