المصري اليوم
قالت مجلة «فورين بوليسى» إنه يوجد فى العالم حاليا ٣٩ ديكتاتوراً على الأقل، يحكمون ١.٩ مليار شخص ويحيلون حياتهم إلى جحيم، مضيفة أنه إذا كان الشغب القرغيزى نجح فى إسقاط ديكتاتور فإن آخرين غيره لا يزالون يتحكمون فى مصائر شعوبهم، ولوحظ أن غالبية القادة، الذين قالت المجلة إنهم ٢٣ طاغية، تركزوا فى العالم العربى وأفريقيا.
وتضيف المجلة أن «بيت الحريات» كشف أن ٦٠% من سكان العالم الآن يحيون فى ظل ديمقراطيات، إلا أن الكثير من تلك الديمقراطيات ليست حقيقية وإنما مزيفة، لتبقى الحريات فى تلك الدول أمرا لفظيا فقط وليس واقعيا.
وتشير الصحيفة إلى أن العديد من الدول تطيح بديكتاتور لتفاجأ باستيلاء آخر على السلطة بعدها، لتصبح دائرة مفرغة من غياب الحريات والحقوق، مضيفة أن هذا يظهر جليا فى قارة أفريقيا، خاصة أن الكثير من الطغاة الذين يحكمون دولا الآن جاءوا إلى السلطة بـ«دموع التماسيح» على الحريات والحقوق، إلا أنهم يخالفون كل ما ينادون به أثناء وجودهم خارج السلطة فور تسلمهم إياها.
ووضعت المجلة الرئيس الكورى الشمالى كيم يونج إيل فى صدارة قائمة «أسوأ ٢٣ ديكتاتوراً فى العالم» أو (أسوأ الأسوأ فى العالم)، لأنه تسبب فى «إفقار» شعبه بشكل شديد، على مدى ١٦ عاما قضاها فى الحكم، كما ألقى بمئات الآلاف فى معسكرات اعتقال ويستمر فى إنفاق موارد بلاده المحدودة للغاية على البرنامج النووى. بينما جاء رئيس زيمبابوى روبرت موجابى فى المركز الثانى، والذى تحول من بطل قومى ساعد على استقلال بلاده إلى رئيس قتل وعذب وسجن معارضيه، خلال ٣٠ عاما فى السلطة، كما تسبب فى حالة تضخم ونمو سلبى قياسية فى التاريخ، على الرغم من استمرار استفادته الشخصية من ثروات بلاده.
وفى المركز الثالث ظهر اسم زعيم بورما ثان شو، الذى اعتبرته المجلة «عسكريا بلا قلب»، مضيفة أنه حرم شعبه من المساعدات الإنسانية فى أعقاب اعصار بورما الكارثى فى ٢٠٠٨، وأنه يقتات على بيع الغاز الطبيعى فى السوق السوداء، وأنه على الرغم من استمرار ترصيعه صدر بذلته العسكرية بالعديد من الأوسمة العسكرية إلا أنه أجبن من أن يواجه الرصاص فى الحقيقة، كما بقى فى الحكم ١٨ عاما.
وجاء الرئيس عمر حسن البشير فى المركز الرابع، وقالت المجلة إنه مسؤول عن مصرع ملايين السودانيين باستخدام ميليشيا الجنجويد فى دارفور بسبب جنون العظمة الذى يعانيه، لافتة إلى استمرار استخدام تلك الميليشيا للسود كعبيد على مدى ٢١ عاما قضاها البشير فى السلطة، أما رئيس تركمانستان جوربانجولى بيرد محمدوف فقالت المجلة إنه جاء بعد ديكتاتور تسبب فى معاناة بلاده لسنوات طويلة، إلا أنه سبب معاناة أكبر خلال ٤ سنوات قضاها فى حكم بلاده.
ووضعت المجلة الرئيس الإريترى الذى قضى فى الحكم ١٧ عاما، فى المركز السادس، مشيرة إلى أنه حوّل بلاده كلها إلى سجن كبير، حيث أغلق وسائل الإعلام المستقلة، ومنع إجراء الانتخابات، حتى أن الحكومة تعمل على تدعيم الميليشيات الصومالية بدلا من أن تساند أهل البلد أنفسهم.
وجاء رئيس أوزبكستان إسلام كاريموف (٢٠ عاما فى الحكم) فى المركز السابع، حيث منع الأحزاب السياسية وألقى بـ٦٥٠٠ فى السجون لفترات طويلة للغاية، واعتمد على توصيف كل من يتحداه من المعارضة بأنه من «الإرهابيين الإسلاميين»، وأنه يعمل على تعذيب المعارضين بطرق بشعة من بينها أنه قتل ٢ من المعارضين بسلقهما حيين، كما قتل مئات المعارضين السلميين فى مظاهرة عام ٢٠٠٥.
وظهر الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد فى قائمة فورين بوليسى فى المركز الثامن، رغم قضائه ٥ أعوام فقط فى السلطة، ووصفته المجلة بأنه عنيد وسريع الاستثارة، مشيرة إلى أنه يستمر فى برنامج بلاده النووى رغم المخاطر التى تحدق بها بسببه، كما يستمر فى إطلاق تصريحاته المستفزة باستمرار بل ويصل للحكم بانتخابات مطعون فى شرعيتها.
أما الرئيس الإثيوبى ميليس زيناوى فاحتل المركز التاسع لأنه «خنق كل الأصوات المعارضة»، مضيفة أنه على الرغم من أنه يعتنق الشيوعية فى إدارته لبلاده، فإنه قام بتحويل ملايين الدولارات إلى بنوك الغرب ووضعها باسم زوجته، بل إن نظامه يحصد سنويا رشاوى تقترب من المليار دولار سنويا.
ووضعت المجلة الرئيس الصينى هو جينتاو (٧ سنوات فى الحكم) فى المركز العاشر، مضيفة أنه على الرغم من الابتسامة التى يقابل بها المستثمرين فإنه يقمع شعبه وشعب التبت، بل ويحاول إرساء ما يسمى بالاستعمار الجديد فى أفريقيا ليضمن لبلاده استمرار الحصول على الموارد الطبيعية التى تبقى على معدلات نمو بلاده المتسارعة.
وجاء الزعيم الليبى كأطول الزعماء بقاء فى الحكم، ٤١ عاماً، ووصفته المجلة بأنه «أنانى غريب الأطوار»، مضيفة أنه مشهور بأحاديثه المتوهجة والمشتعلة، وبسياسته الغريبة والمنجرفة، مشيرة إلى أن القذافى يدير دولة بوليسية اعتماداً على نسخته من كاتب «ماو الأحمر» وهو «الكتاب الأخضر» الذى يحل من خلاله «مشكلة الديمقراطية».
وتلا القذافى فى القائمة، وفى المركز الـ١٢، الرئيس السورى بشار الأسد، إذ أنه خلال ١٠ سنوات قضاها فى الحكم استمر فى «ارتداء جلباب أبيه»، مضيفة أنه ينفق ملايين الدولارت فى العراق ولبنان بينما يتجاهل احتياجات أهل بلده، كما تعمل أجهزته الأمنية على ضمان ألا يشتكى أحد من السكان.
واحتل إدريس ديابى، رئيس تشاد، المركز الـ١٣، فمنذ ٢٠ عاما وصل ديابى للسلطة بعد أن قاد تمرداً مسلحاً ضد ديكتاتور سابق، إلا أنه يواجه تحدياً مماثلاً من أحد أعضاء حكومته السابقين، مما دفعه إلى توجيه النفقات الاجتماعية إلى الجهد العسكرى. فضلاً عن بنائه لـ«خندق مائى» حول العاصمة نياما لحماية نفسه من هجمات المتمردين.
وجاء رئيس غينيا الاستوائية تيودورو أوبيانج نجيما، والذى قضى ٣١ عاماً فى الحكم فى المركز الـ١٤، وأشارت «فورين بوليسى» إلى أن أوبيانج وعائلته يمتلكون اقتصاد بلادهم «حرفياً»، إذ يحوزون على ما يفوق الـ٦٠٠ مليون دولار، بينما تقبع بلادهم فى فقر عميق على الرغم من أن الثروات الطبيعية فى البلاد من غاز ونفط تضع متوسط دخل الفرد مثل الدول الأوروبية إلا أن الدخل – ببساطة - لا يتم توزيعه.
ووضعت المجلة الرئيس حسنى مبارك فى المركز الـ١٥ لأنه أبقى على قانون الطوارئ على مدار ٢٩ عاماً ظل بها فى السلطة، وأشارت إلى أن قيام ٢٣% من المصريين فقط بالتصويت فى انتخابات الرئاسة عام ٢٠٠٥ لا يثير الدهشة، خاصة فى ظل قيام مبارك بإبعاد أى شكل من أشكال المعارضة لتوريث السلطة لابنه جمال.
وجاء رئيس جامبيا، يحيى جامة، فى المركز الـ١٦، حيث أشارت المجلة إلى أنه حكم بلاده لمدة ١٦ عاماً أطلق خلالها العديد من الشطحات أبرزها اختراعه علاجاً لفيروس «الإيدز»، وتلاه الرئيس الفنزويلى هوجو شافيز، حيث قام بإغلاق وسائل الإعلام المستقلة وحبس المعارضين وأطلق مدة الرئاسة لتبقى مفتوحة، ليتمكن من البقاء فى السلطة بلا نهاية استكمالاً لـ١١ عاماً قضاها فى السلطة حتى الآن.
أما رئيس بوركينا فاسو، بلاسى كومبيرا، فجاء فى المركز الـ١٨ بعد بقائه فى السلطة ٢٣ عاماً، وتقول المجلة إن كومبيرا جاء للسلطة بعد قتله لسلفه وأنه قام بتوليف القوانين لتساعد على تحكمه فى السلطة.
واحتل الرئيس الأوغندى، يورى موسيفينى، المرتبة الـ١٩، مضيفة أنه بعد أن قاد تمرداً ضد ديكتاتور منذ ٢٤ عاماً قال «إنه يجب ألا يبقى قائد أفريقى فى السلطة أكثر من ١٠ سنوات»، إلا أنه استمر فى السلطة من خلال إجراء انتخابات ظاهرية، وتلا موسيفينى رئيس رواندا، بول كاجمى، الذى جاء إلى السلطة لإنهاء معاناة جنسه من التمييز العنصرى، إلا أنه وبعد حصوله على السلطة منذ ١٠ سنوات واصل القيام بنفس الإجراءات التى عانى شخصياً منها.
وجاء الرئيس راؤول كاسترو فى المركز الـ٢١، وقالت الصحيفة إنه يعجز بـ«وضوح» عن تحقيق طموحات شعبه ويلقى باللائمة باستمرار على «المؤامرات الأجنبية»،
واحتل الرئيس البيلاروسى ألكسندر لوكسينكو المرتبة الـ٢٢، حيث يطبق على دولته بقبضة من حديد ويستخدم الـ«كى.جى.بى» فى قمع شعبه، بينما جاء رئيس الكاميرون بيلا بيا فى آخر قائمة «الأسوأ» باتهامات بحصاده لثروة تقترب من الـ٢٠٠ دولار وإجرائه لانتخابات صورية لـ٢٨ عاماً قضاها فى السلطة.
http://www.copts-united.com/article.php?A=19507&I=482