ميرفت عياد
كتبت: ميرفت عياد - خاص الأقباط متحدون
أقامت الهيئة العامة للكتاب، ندوة دارت حول مختارات من مؤلفات المبدع الراحل "أسامة أنور عكاشة"، شارك فيها كل من الناقدة الدكتورة "نهاد صليحة"، والفنان "محمود الحدينى"، والمخرج "محمد عمر"، والفنان "محمود الجندى"، وأدارتها الدكتورة "هدى وصفى" التى قالت أن "أسامة أنور عكاشة" حاول دائمًا الإمساك بالتاريخ وأسئلته، والمجتمع وألغازه، دون أن يتخلى عن الإمتاع والتشويق، وهى سمة الأدب الجيد، فأعماله اتسمت بالواقعية، والشخصيات المركبة، والبعد السياسى، والجرأة فى التعبير عن مشاكل الناس، والفساد الموجود فى المجتمع. كما أن هناك العديد من الشخصيات التى رسمها قلمه، أصبحت بارزة ويعرفها جميع الناس، مثل "سليم البدرى"، وشخصية "العمدة سليمان غانم".
"أسامة أنور عكاشة" والمسرح
"أن المسرح أبو الفنون، فلم يستطع أن يغفله قلم "أسامه أنور عكاشة"..هكذا علقت دكتورة "نهاد صليحة" قائلة: كتب "عكاشة" العديد من المسرحيات الناجحة، منها مسرحية "القانون وسيادته" لمسرح الفن، ومسرحية "البحر بيضحك ليه" لفرقة الفنانين المتحدين، ومسرحية "الناس اللى فى التالت" للمسرح القومي، والتى يتحدث فيها عن الجيل القديم الذى فسد، وجعل الشباب يفسد أيضًا، فقد انشغل فى توفير الأشياء المادية للأولاد وتجاهل زرع القيم فيهم. أما مسرحية "أولاد اللّذين" فتدور أحداثها حول الطبقة الفاسدة التى تتمتع بالنفوذ والسلطة، ويطلق عليها اسم "مارينا"، والتى تتاجر بكل شىء لتحقيق مصالحها الشخصية، حيث يتناول العرض مشكلات البطالة، والرشوة الجنسية، واغتيال الحرية.
وأشارت "نهاد" إلى أن السمة المميزة لأعمال "أسامة أنور عكاشة"، سواء المسرحية أو التلفزيونية، أن الحدث واحد ويتفرع منه عدة خيوط مترابطة ومحكمة بشكل جيد جدًا، هذا بالإضافة إلى مسرحية "ليلة 14"، فهى نص شديد الشاعرية ويعبر فيه أيضًا عن الفساد فى المجتمع، والإنسياق وراء المادة.
ليالى الحلمية..وانعكاسات الصراعات السياسية
وأوضح "محمود الحدينى" أن "أسامة أنور عكاشة" دخل مجال الدراما التلفزيونية؛ ليقدم للمشاهد أكثر من أربعين مسلسلاً تليفزيونيًا نالوا شهرة واسعة، وكانت بداية هذه الشهرة مسلسل "الشهد والدموع"، و"أبو العلا البشرى"، ثم "ليالى الحلمية"، التى قدم فيها انعكاسات الصراعات السياسية على المجتمع، وكيف كانت كل خطوة فى السياسة تغير شيئًا فى المجتمع وتغير نفوس البشر، و أخيرًا قدّم مسلسل "المصراوية" الذى يُعد آخر أعماله التليفزيونية، والذي بُث في 2007، وحاز علي جائزة أفضل عمل في ذلك العام، وهو يجسد تاريخ الشعب المصري منذ عام 1914.
وقال "الحديني" إنه عندما قام بتولى رئاسة المسرح القومى، طلب من "عكاشة" أن يكتب مسرحية، فكتب "الناس اللى فى التالت" فرفضتها الرقابة، وانتهى الأمر إلى أن شغل منصب مدير البيت الفنى للمسرح، وطلب منه المسرحية على أن يغير النهاية، فوافقت الرقابة عليها، وكانت هذه بداية كتابة "عكاشة" للمسرح، ثم عملت معه فى "ليلة 14"، وكانت من أفضل الأدوار التى لعبتها على المسرح، ثم تكررت التجربة فى "أولاد اللذين"، مؤكدًا إننا فقدنا كاتبًا كبيرًا كان يمكن أن يضيف الكثير للمسرح.
"الناس اللى فى التالت"..وتعنت الرقابة
واستعاد المخرج "محمد عمر" ذكرياته مع الراحل "أسامة أنور عكاشة" فقال: انبهرت بمسرحية "الناس اللى فى التالت" عندما قرأتها، وحزنت أن هذا العمل ظل حبيس أدراج الرقابة ثمانى سنوات، وهى أول تجربة مسرحية قرأتها بالكامل مع "أسامة أنور عكاشة"، حيث أن باقى الأعمال كانت تُكتب مشهد بمشهد، وإنهما قدما بعدها مسرحية "فى عز الظهر"، ثم "أولاد اللذين"، والتى وضع فيها "عكاشة" يده على أخطر شريحة فى مجتمعنا، وهى شريحة أولاد أصحاب السلطة والنفوذ، وماذا يفعلون فى هذا المجتمع؟ والذى تناول أيضًا على النقيض المواطن العادى الذى لا يستطيع العيش.
أغلى جوهرة فى تاج الدراما العربية
ومن جانبه قال الفنان "محمود الجندى" بتأثر شديد: وداعًا لأغلى جوهرة فى تاج الدراما العربية،
http://www.copts-united.com/article.php?A=19422&I=480