محمد بربر
* لمنافع الشخصية والمتاجرة بالقضايا السياسية وراء هذا الإختراق ... والمأسوف عليهم .. وطن وشعب
* التاريخ يثبت اختراقهم لحزب الوفد والعمل والأحرار...واليوم يسيطرون على جمعية "البرادعى"
* هل أهان "البرادعى" نفسه حين ذهب إلى مقر الإخوان ولم يتسنى له مقابلة المرشد؟
كتب : محمد بربر - خاص الأقباط متحدون
هؤلاء الذين خرجوا علينا ليعلنوا أن "الإسلام هو الحل"، وإنه لا وجود لقبطى أو امرأة على منصب رئاسة البلاد, أصبحوا الآن أكثر جدية فى الإنقضاض على أى حركة أو حزب سياسى وإختراقه أكثر من اى وقت مضى, وضمن سياسة "المنفعة المتبادلة"، تموت حركات المعارضة بعد أن تفقد أيديلوجياتها وتواجدها بالشارع المصرى, ولا تموت خطط جماعة الإخوان المسلمين، والتى تم تدبيرها للإستفادة من حركات المعارضة والتغيير المعروفة لدى الرأى العام من جهة, ومن جهة أخرى تصدير رسالة للنظام مفادها إن الجماعة تملك مقاليد التغيير لدى الشارع, وهنا فقط ينحصر الأداء السياسى بين حزب الأغلبية الذى فشل فى دعم الحياة الحزبية والسياسية، وحتى توفير رغيف خبز للمواطن البسيط، وبين جماعة تتخذ من الدين آلية للوصول إلى الحكم, والمأسوف عليهم وطن يبحث عمن ينتشل بقاياه؛ ليعود أكثر قوة وصلابة, وشعب يكتوى بين سندان الفساد ومطرقة العنف والتطرف.
تاريخ الإخوان يشهد على محاولات اختراق عديدة
عُد معى - عزيزى المصرى - إلى ما قبل عام 1984 , وتذكر جيدًا أن القانون المصرى حينذاك لم يكن يسمح بمشاركة المستقلين، حيث كان الإنتخاب عبر "القائمة الحزبية"، وحينما تم تعديل القانون فى العام 1987 ، كانت الفرصة ذهبية بالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين, وسرعان ما استغل الأعضاء قانون "الائتلاف بين الأحزاب" وانضموا لحزب الوفد – لك أن تعرف مدى اختلاف منهجية جماعة الإخوان المسلمين، والتى تقوم على دولة الإسلام، وبين منهجية حزب الوفد الليبرالى – عام 1984، واحتلوا مقاعد فى مجلس الشعب, ولكن تتغير خريطة الحياة السياسية بقوانينها مرة أخرى, وإن جاءت هذه المرة فى صالح الإخوان عام 1990؛ ليسمح القانون بتمثيل المستقلين فى مجلس الشعب وخوض الإنتخابات التشريعية، وفى عام 2005 تحصد الجماعة ( 88) مقعدًا من مقاعد مجلس الشعب.
ولكن يصطدم الإخوان مرة جديدة بالدستور الذى تم تعديله، بحيث لا يسمح بالمشاركة السياسية فى الإنتخابات المختلفة إلا للأحزاب, وهنا تبدأ ألاعيب الجماعة.
التحالف من أجل المصلحة
أرأيتم صور الغزل العفيف الذى حدث بين جماعة الإخوان المسلمين والدكتور "محمد البرادعى"؟
لا ندرى كيف – فجأة – ذهب رئيس الوكالة الدولية للطاقة النووية إلى مقر الكتلة البرلمانية للإخوان, والتصريح لوسائل الإعلام العالمية، بأن من حق الإخوان إنشاء حزب سياسى ذات مرجعية إسلامية, وحرصه الشديد على نفى كل ما يُقال من دعواته بتغيير المادة الثانية فى الدستور التى تجعل الشريعة الإسلامية مصدر التشريع.
الأدهى من ذلك إن شخصية بحجم الدكتور "البرادعي" صاحب الإنجازات الدولية والأوسمة الرفيعة، لم يلتق حتى بالمرشد العام للجماعة، وقابله أمين الكتلة البرلمانية للإخوان, حتى أن "البرادعى" قال إنه جاهز للقاء المرشد فى أى وقت، وكأنه يستأذنه فى موعد.
ربما متوهمًا يرى "البرادعى" فى شعبية الإخوان ملاذًا آمنا بعد استقالات الجمعية الوطنية للتغيير, وربما أسعد الإخوان قلبه بجمعهم للتوقيعات فى مشارق "مصر" ومغاربها, لكن بالتأكيد مالا يعرفه "البرادعى" أن الإخوان المسلمين سبقوا وأعلنوا تأييدهم للدكتور "أيمن نور" فى انتخابات 2005، وسرعان ما نسبوا لأنفسهم فضل حصوله على "وصيف الرئي ", هى إذن المنفعة التكتيكية المتبادلة, بل إن تصريح أحد أهم نشطاء المعارضة فى "مصر" عامة، وجمعية التغيير خاصة، يعتبر إيضاح للرأى العام أن القضية مصالح فقط .
فها هو الدكتور "عبد الحليم قنديل"_ المنسق العام لحركة كفاية- يقول فى تصريحات صحفية لجريدة "اليوم السابع": لا أعتقد أن الإخوان مغرمون إلى هذا الحد بـ"البرادعى"، كما أنهم ليسوا مهتمين بالرئاسة".
الغريب أن بعد التحالف الذى تم بين جماعة الإخوان والجمعية الوطنية للتغيير, قدم البعض استقالته من الجمعية، وحدثت مشكلات عديدة بسبب وجود جماعة الإخوان، والتى يختلف أعضاء الجمعية تمامًا مع أفكارها, لكن الجماعة التى رحبت بـ"البرادعى" وقالت فيه "أحسن الكلم"، ذكر أمين كتلتها البرلمانية فى المؤتمر الصحفى بعد عقده إجتماعًا مع "البرادعى" - وحسبما جاء فى الموقع الرسمى للجماعة على شبكة الإنترنت- : "الجماعة ستقود تحركات مكثفة لجمع التوقيعات من جميع فئات الشعب المصري؛ لتأييد المطالب التي أعلنتها الجمعية الوطنية للتغيير والدكتور "محمد البرادعى"، والتي تهدف للإصلاح السياسي والتغيير السلمي في "مصر".
وأكد "الكتاتنى" أن جمع التوقيعات هى الخطوة الأولى نحو الإصلاح والتغيير، وأن الإخوان يتفقون مع "البرادعى" في المطالب السبعة التي تم إعلانها,
وهنا أكاد أجزم بأن الإخوان لا يهمهم المطالب السبعة بقدر ما يهمهم أن يصدروا للرأى العام، والنخبة والشارع المصرى على السواء، أن شخصية بحجم الدكتور "البرادعى" تسعى لرضا الإخوان؛ إرضاءً لغرورهم، وكسبا لتأييدهم.
جريدة "آفاق عربية"، وحزب العمل، وحزب الأحرار
فى يوم سابق فى تسعينيات القرن الماضى, عقدت الجماعة إتفاقًا مع حزب العمل, وفى أول صدمة للحزب، حيث تم تجميده وسجن الكاتب "عادل حسين" ثم توفى داخل السجن، ثم سُجن أكثر من مرة الكاتب "مجدى حسين".
خانت الجماعة إتفاقها، ومضت تبحث عن غريم آخر, ثم وجدت ضالتها فى حزب "الأحرار"، وتم تأجير "جريدة آفاق عربية" لصالح الجماعة، حيث أخذت الصحيفة فى متابعة أخبار الإخوان والحديث عن قضاياهم ومشكلاتهم، ولم تفق الجريدة كثيرًا حيث تمت مصادرتها ومنعت، ثم حدثت العديد من المشكلات للحزب وتصارع أعضاؤه على رئاسته. ووجدت الجماعة ضالتها فى "مجلة الزهور" لصاحبها القيادى الإخوانى وعضو مجلس نقابة الصحفيين الكاتب "صلاح عبد المقصود".
والآن ها نحن نرى الجماعة تغازل تارة حزب "الوفد"؛ للتنسيق والتعاون، وخاصة أن انتخابات الشعب على الأبواب، وإن كان رد فعل الدكتور "سيد البدوى"- رئيس حزب "الوفد" قد أثبت ليبرالية الحزب، حيث رفض "البدوى" التعاون مع الإخوان مؤكدًا أن الحزب والجماعة يختلفان فى الأفكار والأيدلوجيات.
ثم تميل الجماعة تارة إلى الدكتور "البرادعى" ربما تجد فيه وفى شعبيته سندًا والتفافًا، خاصة بعد فشل الإخوان، وحصولهم على "صفر" فى انتخابات الشورى الأخيرة.
اختراقات ومنافع شخصية..فأين الوطن
مأسوف عليه ذلك الوطن الذى تستغله فئات منفعية، وشخصيات لا تهدف سوى لمصالحها، بعيدًا عن التنافس من أجل توفير حياة كريمة للمواطن البسيط, الوطن الذى تُباع فيه الذمم، وتُشترى المبادىء، وتموت الكلمة،
http://www.copts-united.com/article.php?A=19418&I=480