د. جرجس صالح:إهانة الكنيسة القبطية لا يمكن قبوله من البابا شنودة 2-2

مايكل فارس

* تقرر عقد الجمعية العامة قبل ميعادها بسنة وهو ما يخالف دستور المجلس.
 * المطران "بولس مطر": هذه مناقشة حادة تذكرنا بالمجامع المسكونية التى حدث فيها الإنشقاق.
* كتبت رسالة الإنسحاب كما قال البابا، وأرسلتها لرؤساء الكنائس بتاريخ 28/4/2010.
* البابا أعلن الإنسحاب فقط، ولم يربط الإعتذار بإنتهاء الأزمة...والمجمع المقدس كله أيّد قداسة البابا فى الإنسحاب.
* الإنصهار فى الكنائس ليس معناه إهانة الكنيسة القبطية، وليس هذا مفهوم العمل المسكوني.
   
حوار: مايكل فارس - خاص الأقباط متحدون
توقفنا أمس عند سؤال الدكتور "جرجس صالح" عن الأسباب الحقيقية والأزمات وراء ضعف المجلس، تعالوا معنا اليوم لنعرف تفاصيل أكثر، وحقائق أخرى تُنشر لأول مرة من خلال إجابات الدكتور "جرجس صالح" على  الأسئلة التالية:

د. جرجس صالح:إهانة الكنيسة القبطية لا يمكن قبوله من البابا شنودة* هل كان لممولي المجلس مطالب خاصة لإعادة قوة المجلس مرة أخري؟
كان لهم مطالب، وإجتمعنا مؤخرًا في "عمان" وعرضنا مطالب الممولين الشركاء، بزيادة التعضيض المالي من الكنائس، وإعادة الهيكلة الإدارية القديمة؛ لتحديد النشاطات الأكثر أهمية في الوقت الحالي، مثل الحوار الإسلامي المسيحي، وأرسلت جدول الإجتماع للأعضاء قبل الإجتماع فجاء إتصال هاتفي من "القدس" من مساعد البطريرك يقول فيها: "أنا مش عايز تقرير من الأمين العام، ولا مديري أقسامه ..والإجتماع يكون وقته  أقل من يوم" فناقشت الرؤساء في "لبنان"، وأعضاء اللجنة التنفيذية، فقالوا: لأن كنيسة البطريرك هى الكنيسة المضيفة، ومن المحتمل إنه يريد تخفيف المصاريف، فوافقت بشرط أن أضع تقريري كملحق لأعضاء اللجنة التنفيذية. وعند عقد الإجتماع بتاريخ 20/4/2010 ، رفض البطريرك طلب بعض الأعضاء لمناقشة التقرير.

وبدأ الإجتماع، وفوجئت بطلب منه بأن أقدم استقالتي متحججًا "بسوء الإدارة"، فقلت له: ياغبطة البطرك، حسب دستور المجلس إن الأمين العام يُنتخب لمدة أربع سنوات، أما عن التضحية فإني أدفع منذ 2008 حتي الآن كل تنقلاتي وسفرياتي من مالي الخاص ومن صحتي، والكل يعلم مدي الجهد الذي أقوم به. فياصاحب الغبطة، الذي يرشّح الأمين العام الكنيسة،  والكنيسة القبطية رشحتني، ثم العائلة التي تنتمي إليها الكنيسة، والعائلة الأرثوذكسية اقترح الأنبا "بيشوي" أن يحضر الممولون الإجتماع، فصرخ في وجهه  بطرك القدس قائلا: "لا تتحدث..لا تتحدث..أنت غير أمين...غير مخلص..ومليكش ولاء..ده مش نادي "شنودة"رشحتني، ثم تم إنتخابي بالإجماع لمدة أربع سنوات لم تحدث أي مشكلة فيها.
وهنا تدخل الأنبا "بيشوي" قائلاً: الذي رشّح الأمين العام هو قداسة البابا "شنودة"، والعائلة الأرثوذكسية الشرقية.
ودافع عنى المطران "جورج صليبا" من الكنيسة السريانية، قائلاً: وما ذنب الأمين العام، إذا قل التمويل.

وقال بطرك الروم الأرثوذكس: إننا إجتمعنا كعائلة، وقررنا أن يتم عقد الجمعية العامة قبل ميعادها بسنة، وإن أقصي ميعاد سيكون نوفمبر 2010، والميعاد الرسمي لها هو نوفمبر2011، وهذا مخالف لدستور المجلس.  بالإضافة إلي أن الكاثوليكوس "آرام"، رئيس العائلة الكاثوليكية الشرقية، كان غائبًا عن الإجتماع، لذا فدستوريًا كان لابد من أخذ رأيه..ولكن الأعضاء المشاركين تفاجئواـ وكان اقتراح للتشاور لكل عائلة علي حدة،  وتشاوروا، وبعدها اقترحوا أن يكون الإجتماع فى فبراير 2011 .
واقترح الأنبا "بيشوي" أن يحضر الممولون الإجتماع، فصرخ في وجهه  بطرك القدس قائلا: "لا تتحدث..لا تتحدث..أنت غير أمين...غير مخلص..ومليكش ولاء..ده مش نادي "شنودة"!!
وقعت هذه الكلمات كواقعة الصاعقة، فرد عليه الأنبا "بيشوي" قائلاً: "نحن أولاد القديس أثناسيوس"، وإن لم تسحب هذا الكلام سأنسحب من الجلسة...فقال البطرك: أنا سحبته؛ ليترك الجو مشحونًا، وانتهي الإجتماع بذلك، وقال المطران "بولس مطر" خلال المناقشات: هذه مناقشة حادة تذكرنا بالمجامع المسكونية التي حدث فيها الإنشقاق.

علم البابا "شنودة" بما حدث، ورأي أن إهانة الكنيسة القبطية شئ كبير؛ لأن الأنبا "بيشوي" كان يمثله، ويمثل الكنيسة القبطية لذا قرر الانسحاب * وماذا كان رد فعل البابا "شنودة"؟
علم البابا "شنودة" بما حدث، ورأي أن إهانة الكنيسة القبطية شئ كبير؛ لأن الأنبا "بيشوي" كان يمثله، ويمثل الكنيسة القبطية، واستدعاني وقال لي:  سأكلفك بتبليغ انسحابنا الرسمي من مجلس كنائس الشرق الأوسط، وكتبت رسالة الإنسحاب كما قال البابا، وأرسلتها لرؤساء الكنائس، ورؤساء اللجنة التنفيذية، وتم كتابة الرسالة وإرسالها بتاريخ 28/4/2010 أي بعد ثمانية  أيام من حدوث الأزمة، ولم يكن موقف باقي الكنائس قويًا، فمنهم من يقول "معلش" استحملوا، وهكذا..

* هل كانت هناك محاولات من الكنائس لإحتواء الأزمة، مثل سفير الفاتيكان،  والبطريرك زكا؟
- كانت هناك محاولات، وقد وصلتنا رسالة من المطران "أنطونيوس نجيب" بتاريخ 6/5  يعزينا قائلا:  لقد تألمت جدًا من هذا الخبر، وتوجهت مع الأب "يوحنا قلتة" لمقابلة قداسة البابا 4/5، مؤكدين لقداسته أن المجلس وسائر كنائس الشرق الأوسط، لا يمكنها الإستغاء عنه، وعن الكنيسة القبطية، وطلبنا الإتصال مع المطران "بولس مطر" رئيس العائلة الكاثوليكية؛ لإيجاد حل مناسب.
وقد زار البطرك مار"زكا" البابا "شنودة" بتاريخ 5/5، ومعه وفد من المطران "جورج صليبا"، والمطران "دانيال توريه".  وقد زاره أيضًا المطران "منير حنا" رئيس الكنيسة الإنجيلاكانية، وعبروا عن رفضهم لماحدث من بطريرك القدس. كذلك كلمني الدكتور "صفوت البياضي"، وكان متضايق مما حدث من بطريرك  القدس، وكذلك الأنبا "يوحنا قلتة".

* هل لو اعتذر بطرك القدس لإنتهت الأزمة كما جاء بالصحف، أن البابا يشترط اعتذار رسمي من بطرك القدس؟
- هذا خطأ، البابا أعلن الإنسحاب فقط، ولم يربط الإعتذار بإنتهاء الأزمة،  فكل جريدة تبنت وجهة نظر مخالفة للحقيقة، وهذا أول تصريح يخرج مني منذ بداية الأزمة، وكان للأقباط متحدون.

* هل تناول المجمع المقدس هذه الأزمة؟
- نعم، فقد تم عرض المشكلة عليه، لأن المجمع يجب أن يعرف ما يتم في العلاقات المسكونية الكنسية، وتم عرض تقرير عن الأزمة، والمجمع المقدس كله أيد قداسة البابا في الإنسحاب.

* سمعنا عن انسحاب الكنيسة الأرمينية والسريانية من مجلس كنائس الشرق الأوسط، فهل هذا الإنسحاب يهدد بإنهيار مجلس كنائس الشرق الأوسط ؟
- أنا لم يصلني خطاب مكتوب بأي انسحاب آخر، وكل ما تم نشره في الصحف هو استنتاج.

*ذكر الأنبا "بيشوي" أن بطريرك الروم "الأرثوذكس" حاول الضغط علي اللجنة التنفيذية لإتخاذ قرارات مخالفة لدستور المجلس؟
صحيح، لأن الدستور حدد الجمعية العامة، وكيفية انعقادها وميعادها، ولكن بطرك الروم قال: "مش مهم الدستور"، فكيف ذلك؟ ففي المادة الثالثة- فقرة (21) عن الجمعية العمومية طبعة 2004، تقول: تجتمع الجمعية العامة بصورة استئنائية في حال حدوث ظروف طارئة يراها رؤساء المجلس،  فيحددوا الزمان والمكان، ويقوم الأمين العام بالإبلاغ بذلك، وفي الإجتماع الأخير الذي حدثت فيه الأزمة، كان أحد روساء الكنائس غائبًا، وتحدث بطريرك القدس قائلاً : " قررنا كعائلة"، وليس بموافقة باقي العائلات.

* تم اتهام الكنيسة القبطية بعد الإنسحاب بالتقوقع، وعدم الإنصهار مع باقي الكنائس العالمية؟ هل كان ممكنًا  معالجة الأزمة دون الإنسحاب؟
-  وهل الإنصهار في الكنائس معناه إهانة الكنيسة القبطية وممثلها، هل هذا مفهوم العمل المسكوني بعد أن قطعنا مشوار طويل منذ الأبعينات في مجلس الكنائس العالمي، ثم السبعينات في  مجلس كنائس الشرق الاوسط؟  وبعدها تُهان كنيسة لها وضعها علي مستوي العالم؟ وهل يمكن تخيل المجلس بدون الكنيسة القبطية، التي يمثل أقباطها أكثر من نصف مسيحيي الشرق الأوسط جميعًا.

* يتهم الكثيرون المجلس بإنه يدين الإحتلال العراقي، ويهتم بالقضية الفلسطينية، ولم يهتم كثيرًا بقضايا الأقباط، واختطاف القاصرات واسلمتهن، وتهجير مسيحيي العراق، ولبنان، وغيرها من القضايا الشائكة؟
- غير صحيح، فنحن نُصدر بيانات عن الوضع القبطي، ومؤخرًا أصدرنا بيانًا شديد اللهجة عن أحداث "نجع حمادي"، وأصدرنا بيانًا عن أحداث مدينة "الموصل" بـ"العراق"؛ لأن المجلس يتحدث عن مشاكل مسيحيي الشرق كلهم، مثل  "القدس"، و"العراق"، و"لبنان"، و"سوريا"، و"قبرص" وليست "مصر" فقط.
وعن أسلمة القاصرات واختطاف المسيحيات، ناقشنا ذلك عبر المؤتمر الأخير في الحوار الإسلامي المسيحي، تحت عنوان: "بذرة محبة"، وكان ذلك عبر الأسئلة، ولم أحجب أي سؤال بخصوص ذلك، ورد الدكتور "سالم عبد الجليل" أن الأزهر لم يقبل أي قاصرات.

* هل الحوار الإسلامي المسيحي أبدي ثماره؟ أم إنه تجميل للوجوه فقط خاصة وإنها حوارت نخبة؟
- اللقاءات نفسها فائدة، وهي تتحدث عن المساحة المشتركة، مثل حقوق الإنسان، والمواطنة، وليس العقيدة، ولا نقول إنه حقق هدفه بنسبة مائة  بالمائة، ولكنه خطوة في طريق الألف ميل. وأصدر المجلس كتابين  عن الدين وحقوق الإنسان وواجباتها وحقوقها.

* كيف يتم احتواء الأزمة؟ هل بإعتذار رسمي من بطرك الروم الأرثوذكس؟
- من تسبب في المشكلة هو من يحلها، فإن كان للبطرك مطالب فوق دستور المجلس، هل ننفذها أم نحترم الدستور؟!

لقراءة الجزء الأول من الحوار انقـر هنــــــــــــــــــــا