عوض بسيط
.أشرف عبد الله: تعرضت للتعذيب والتهديد في أمن الدولة للتنازل عن القضية
· لا أستطيع الزواج وأخشى حتى الذهاب للكنيسة
· أعيش بانتظار الموت أو حل مشكلتي
يسري شكري: لم يجبرني أحد على الأسلمة
· أصبحت مواطن سيىء السمعة
· قضيتي مثل الانتخابات.. ما تريده الحكومه ستفعله!
تحقيق: عوض بسيط – خاص الأقباط متحدون
مسيحون يحملون بطاقات هوية تعلن إسلامهم، وشهادات موثقة من الكاتدرائية تؤكد مسيحيتهم، وبينما أفتى الأزهر بحقهم في العودة للمسيحية، يفتي القضاء الإداري بعدم اختصاصه لنظر القضية، رغم وجود نص صريح في الفقرة الثانية من المادة 47 من القانون رقم 143 لسنة 1994م، في شأن الأحوال المدنية يؤكد إطلاق تغيير الديانة دون ضابط، وهي الفقرة التي فضل حكم المحكمة الإدارية في 27 مايو الماضي إحالته للدستورية العليا للنظر في دستوريتها من عدمه!
وحتى تلقي المحكمة بكلمتها، يظل حوالي 3000 مصريًا -بحسب "رمسيس رؤوف" المحامي- بلا هوية.
حرية في اتجاه واحد!
في عام 2001م، تحوَّل "أشرف عبد الله" إلى الإسلام، ذهب إلى الأزهر، أتم الإجراءات، حمل شهادة الإشهار إلى مصلحة الأحوال المدنية، وبسرعة تم تغيير اسمه وديانته، وصدرت له بطاقة هوية بالبيانات الجديدة.
في عام 2004م، قرر العودة إلى المسيحية، ذهب إلى الكاتدرائية، أتم إجراءات العودة، أخذ شهادة العودة من الكاتدرائية... وإلى هنا توقفت حياة "أشرف"!
أعيدوا لي كياني وشخصيتي
في البداية رفض "أشرف" الحديث عن قصة تحوله إلى الإسلام، ثم عودته إلى المسيحية، مكتفيًا بالقول: إنها قصة مريرة، معترفًا بأنه أخطأ، فيقول: نعم كان هناك ترتيب من مجموعة، ولكن أين كان عقلي وقتها! ولو وُجد نصًا قانونيًا يرد لي هويتي الأولى ويحبسني، فأنا مستعد، فقط أعيدوا لي كياني وشخصيتي.
أمام الكنيسة أنا مسيحي منذ أن أخذت شهادة العودة، وهنا لي طلب؛ مثلما أخذت شهادة الإشهار من الأزهر، وأتممت الإجراءات العادية، المفروض أن آخذ شهادة العودة وأذهب للأحوال المدنية لأستخرج بطاقتي، أريد أن تعامل شهادة العودة بنفس المستوى الذي تُعامل به شهادة الإشهار.
أنا لا أشكك في نزاهة القضاء، بالعكس.. أنا أثق فيه جدًا، ولكنه بطيء، إجراءاته سريعة فقط في الظلم، أما في عودة الحق لأصحابه فهي بطيئة جدًا!!
حياتي مُعطلة
ويكمل "أشرف" سرد معاناته: كل شيىء مُعطل بالنسبة لي، حتى أوراق الجيش، المفروض أن أقوم بعمل إجراءات المُعافاة، ولكني توقفت عنها حتى لا تحدث مشكلات جديدة، فيصدر مستند رسمي جديد بالاسم الجديد –المسلم- بينما الهيئات الكنسية تشك بأني أتلاعب معهم، أنا تركت منطقتي وذهبت لمنطقة أخرى لا يعرفني فيها أحد لأبدأ حياة جديدة، وأعيش في سلام مع الله، ولكن عندما أريد الحصول على خطاب من أب اعترافي للذهاب إلى دير في خلوة، فهو يتردد من أجل صعوبة تحمل المسئولية، لأن بطاقتي مُثبت فيها أن ديانتي مسلم!، وأحضر قداس مرة كل شهر خشية الأمن، وأتابع عن طريق القنوات الفضائية.
التلاعب بالديانتين!
وعن أحواله المادية يقول "أشرف": الكنيسة لا تعينني ماديًا إلا في حالة واحدة، أن استلف أموالاً وأُوقع على إيصال أمانة ولا أسدده، في تلك الحالة تسدد الكنيسة المبلغ عوضًا عني، ولكن لا يوجد لي مرتب ثابت من الكنيسة، وأنا لا أعتب على الكنيبسة في ذلك، فبها ما يكفي من مشكلات، وكذلك قداسة البابا مشغول جدًا هذه الأيام بمشكلات كثيرة، إلى جانب ظروفه الصحية، ولكن الأساقفة.. لماذا لا يكون هناك أسقفًا لدراسة وحل مشكلات الأقباط في مصر، مَنْ يرد لي حقي عندما يضيع مني؟
لا يوجد من يتابعني سوى أبونا "بطرس جيد" من كنيسة العذراء بالزيتون، وهو راعٍ لشعب كبير العدد وكثير المشكلات، لذا فهو ليس متفرغًا لي.
هناك من العائدين من تعينه أسرته، ولكن أنا من أسرة فقيرة، وعمري 30 عامًا، لا يمكن أن أشكل عليهم عبئًا إضافيًا.. أريد مَنْ هم حولي أن يشعروا بي.
ويستطرد "أشرف": يظن البعض أني من الممكن أن أتلاعب بالديانتين من أجل تحقيق مصالح! أنا لا أفعل ذلك من أجل الرزق، وبالتأكيد "اللي خلقني مش هينساني".
لا أستطيع الزواج!
وعن إمكانية زواجه وهو بهذا الوضع يقول "أشرف": يمكن أن أستخرج تصريحًا من الكاتدرائية وأتزوج، ولكن عندما أريد تسجيل الأبناء سيُسجلوا كمسلمين بموجب البيانات الجديدة! إذن لم نحل المشكلة.. بل عقدناها، أتمنى أن أتزوج وأعيش، لكني لا أفكر في نفسي فقط، وإذا فعلت هذا فلا أستحق المسيح، لذلك أحمل صليبي حتى يُحل الموضوع أو أموت، وعندها سأُدفن بموجب شهادة العودة.
الآن أنا أعيش كمواطن مسيحي، ولكن ليست لي كل الحقوق، الآن لا أستطيع أن أشهد في المحكمة إلا باسم غير اسمي، أنا كنت أمارس الرياضة، فبأي اسم أشترك في بطولات؟ كنت أكتب شعرًا وأغانٍ ثم توقفت بسبب الاسم! أريد أن يكون لي كيان ووضع في المجتمع، ولكن الاسم يوقف كل هذا.
مضايقات أمنية
وعن أمن الدولة يحكي "أشرف" أنه تعرض لمضايقات كثيرة؛ "كذا مرة اعتقلوني في مباحث أمن الدولة لعدة أيام، وتعرضت للتعذيب بالكهرباء، وتجريدي من ملابسي، واستخدام العصا، وأشياءٍ أخرى كثيرة، وتم الضغط عليّ، وقيل لي نصًا: إما أن أقوم بإلغاء توكيل المحامي، وهم سوف يعطوني مبلغًا ماليًا، ويقومون بتسفيري للخارج، وإما أن يُحل دمي.. إما عن طريق الجماعات، وإما عن طريق الأمن نفسه، وهناك عدة تبريرات ستخرج عندها"
عدالة السماء!
يقول "أشرف" أنه ينتظر عدالة السماء، فإما أن يموت ويذهب للمسيح، وإما أن تنتهي مشكلته ويواصل حياته.
بحثًا عن الحماية!
أما "يسري شكري" -43 سنة، أُمي، نجار مسلح- فتحول للإسلام بسبب خلافات مع أخيه الأكبر، الذي يملك المال والنفوذ، وكان من الممكن –حسب رواية "يسري"- أن يلفق له بلاغات في قسم الشرطة، ليتم القبض عليه لأيامٍ، وعندما استشعر أنه ربما يغدر به في قضية أكبر، قرر أن يبحث عن مصدر حماية من بطش أخيه، وتصور أن هذا المصدر هو إشهار إسلامه..
في عام 2004م، أشهر "يسري" تحوله إلى الإسلام، وعن تلك الفترة يقول: كنت أتصور أنني أبني سورًا بيني وبين أخي، ولكني اكتشفت أن السور بيني وبين المسيح! على أنني لم أتقاضى مليمًا واحدًا مقابل أسلمتي، وبعدها عرض عليَّ أحد الأشخاص شقة في نفس شارع أسرتي، مع توفير الحماية، لكني رفضت حتى لا أهين أسرتي.
كذلك لم يضغط عليّ أحد، لقد تحولت للإسلام بناء على رغبتي الداخلية، صحيح ليس عن قناعة بالديانة، لكن من أجل حمايتي من أخي، ولكني قررت العودة بعد فشل التجربة في عام 2006م، فذهبت للكاتدرائية وأخذت شهادة العودة بسهولة، ولم تكن هناك أية تعقيدات.
أمن الدولة والرجولة!
وعن مضايقات أمن الدولة يقول يسري: لا توجد مضايقات ما دمت لا أخلق مشكلات، "هم لو عايزين يجيبوا أي حد هيجيبوه"، فالموضوع يحتاج حكمة، فمثلاً عندما يتصل بي أحد الصحفيين، من الممكن أن أقول "أي كلام" وأكسب شعبية، ولكني أتحدث بصدق وبحكمة، ولذلك لا يضايقني أحد، ولا أحمل صورًا للقديسين معي حتى لا يسألني أحد عنها، وبصراحة لا أحد لديه الرجولة التامة ليقول أنه أسلم ثم عاد للمسيحية، لأنه لو كان عنده ولو 20% من الرجولة، لما غيّر ديانته أصلاً! لذلك أذهب للكنيسة "تخاطيف" لأني أخشى من الأمن هناك.
حياة على الهامش
الآن أنا مواطن سيىء السمعة! هكذا يصف "يسري" حياته الآن، فعلاقته بأسرته منقطعة، وهو يعيش بمفرده في غرفة لا توجد بها إلا حصيرة وبطانية، ولظروفه الخاصة جدًا فهو يجد مصاعب في العمل، حتى أنه يحلم بمشروع كل تكلفته ألف جنيهًا فقط، ولا يجد من يمد له يد العون بها، حتى الكنيسة لا تستطيع مساعدته لأنها كما يقول أشرف: "لا تريد التورط في مشكلات، والكهنة قلبهم خفيف".
"يسري" لا يتصل بمحاميه، ولا يتابع قضيته؛ لأنه في حالة شديدة من الإحباط، فهو يرى أن "الحكومة هتعمل اللي هي عايزاه" فيقول: قضيتي مثل انتخابات مجلس الشعب، من تريده الحكومة أن ينجح فسينجح، ولو حصل على عشرين صوتًا فقط!
http://www.copts-united.com/article.php?A=19259&I=476