أبو العز توفيق
الأنبا باخوم: نرفض الزواج الثاني والطلاق في المسيحية
تحقيق: أبوالعز توفيق – خاص الأقباط متحدون
جدلاً كبيرًا أحدثه ذلك الحكم القضائي الذي أصدرته المحكمة الإدارية العليا بوجوب إعطاء الكنيسة تصريحًا بالزواج الثاني، وأثار ذلك الحكم حفيظة لا رجال الدين فقط ولا المسحيين فحسب، بل مختلف فئات المجتمع المصري، ومن منطلق حرصنا على عرض جميع الآراء والتعقيبات الخاصة بذلك الحكم، وفي مقدمتهم بالطبع رجال الدين المسيحي، كان لنا هذا الحوار الهام مع نيافة الأنبا باخوم، أسقف سوهاج.
- بداية.. ما رأي نيافتكم في حكم القضاء بإلزام الكنيسة بالزواج الثاني؟
- جميعنا يحترم القانون المصري ويجله، ولكن تعاليم الإنجيل هي مصدرعقيدتنا المسيحية، فكيف لنا أن ننفذ حكمًا لا يتماشى وتعليم الكتاب المقدس، وعليه فلا طلاق إلا لعلة الزنا، لأن ما جمعه الله لا يفرقه إنسان، وكلنا كهنة وأساقفة وشعبًا نؤيد قداسة البابا في عدم الموافقة على هذا الحكم، ونناشد سيادة الرئيس محمد حسني مبارك بالتدخل.
- إذن فما رأي نيافتكم في الزواج المدني للمسيحيين؟
- الزواج سر مقدس من أسرار الكنيسة، لذلك فالزواج في الكنيسة يتم بواسطة الكاهن، فكيف يحدث هذا الاتحاد الرباني بعيدًا عن الكنيسة، لذا فأنا أعتبر الزواج المدني زواجًا فاشلاً.
- هل توجد في الكنيسة اجتماعات للعائلات المسيحية؟
- بالطبع لدينا اجتماعات روحية للعائلات المسيحية، نوضح فيها معنى الزواج المسيحي، وكيف أن الزوجين جسد واحد في المسيح وعليهم أن يُكرما بعضهما البعض، كما أن الكنيسة كثيرًا ما تتدخل لحل الخلافات الزوجية، ونشترط دومًا على المقبلين على الارتباط بضرورة أن يكون لهما أب اعتراف.
- كيف يمكن للأسرة المسيحية أن تحمي نفسها من الخلافات والمشاكل التي قد تعصف بمصيرها؟
- بإيمان الزوجين العميق بالمسيح وتعاليم الكتاب المقدس، فيسود الحب والسلام على هذا البيت وهذا الارتباط وليعلم الجميع أن الزواج اتحاد رباني روحي مقدس كاتحاد الروح بالجسد لقيام الحياة.. ولهذا ترفض الكنيسة فكرة الطلاق.
هل تؤمن المسيحية بالقسمة والنصيب؟
- فكرة القسمة والنصيب لا تؤمن بها المسيحية، فقرار الارتباط قرار يأخذه الإنسان بمليء إرادته وحريته، ولكن الخلافات تأتي سواء أثناء فترة الخطوة أو أثناء الزواج لأن البعض قد لا يتأكد أن هذا الارتباط في مشيئة الرب على حياة الطرفين.
- ما هو الفرق بين الزواج والتزواج؟
- الزواج هو اتحاد روحي وليس تعاقدًا على ارتباط جسدي لا يلحقه أي تفكير في الطلاق، فهو خطوة لا رجوع فيها كخروج الجنين من بطن أمه، فلا عودة له من جديد إلى رحمها، وعليه أن يستقبل كل ما يواجهه في الحياة، أما التزواج فليس اتحادًا بل هو استحسان ومن وراء ذلك باعث الرغبة الجنسية أو المصلحة الاجتماعية أو المنفعة الشخصية أيًا كان نوعها.
وبعد انتهاء حديثنا مع نيافة الأنبا باخوم، أسقف سوهاج والمراغة، تقابلنا مع بعض الكهنة لنتعرف على تعقيباتهم على حكم القضاء بوجوب منح الكنيسة تصريحًا للزواج الثاني، والتي أكدوا فيها جميعًا على رفض هذا الحكم.
بداية قال القس يعقوب: "المحبة التي تنشأ عن الزواج تتحمل وتصبر وتتفهم وتلتمس الأعذار وتصفح وتعالج أيًا كانت العيوب والأخطاء والنقائص، وإن حدث هذا، فستقل الخلافات بين المتزوجين، وتعاليم الإنجيل واضحة وصريحة بشأن الزواج الثاني والطلاق، لذا فكيف لنا أن نقبل مثل هذا الحكم".
وانتقلنا للقس هدرا إسحق فقال: "إننا لا نقبل حكم القضاء بإلزام الكنيسة بإعطاء تصريح بالزوج الثاني، فما جمعه الله لا يُفرِّقه إنسان".
أما القس عازر فهمي فقال: " ينص تعليم الكتاب المقدس على أن لا طلاق إلا لعلة الزنا، فالزواج ليس طرفين بل اثنين أصبحا واحدًا، ومجرد التفكير في الانفصال هو بمثابة شطر لهذا الاتحاد، لذا فلا مجال لقبول حكم المحكمة أو العمل به".
وقال القس ويصا إن الامتناع عن الطلاق نتيجة حتمية للاتحاد الروحي المقدس، لذا ففكرة الزواج الثاني مرفوضة جملة وتفصيلاً.
وأيدهم جميعًا ووافقهم في الرأي القس شنودة الذي قال إن رفض فكرة الزواج الثاني مصدره الكتاب المقدس، فهي ليست وصية بشرية، وقال أعتقد أن القضاء لن يقضي يومًا بحق الرجل المسلم في الزواج من خمس، لأن هذا يُخالف الشريعة الإسلامية، فكيف يحدث العكس إذن.
أما القس سمعان فشأنه شأن جميع الكهنة والأساقفة، وقد أعلن عن تأييده التام لموقف قداسة البابا والكنيسة بشأن هذا الحكم القضائي.
http://www.copts-united.com/article.php?A=19089&I=472