رائف غالي
ديماس المصري
بقلم: رائف غالى
ديماس شاب صعيدي، عاش طفولته في المنيا، كبر وبقى شاب مسيحي بالاسم بس.
كان عايش حياته بالطول والعرض، سجاير.. مخدرات.. بنات، وساعات كمان سرقة –منغير ما حد يعرف-.
كان كل فترة يصاحب واحدة، وكان بيعمل كل الخطايا، بس كل ده في السر.
كان بيروح الكنيسة واحيانا بيخدم، وماحدش يعرف حاجة عن حياته السرية.
كبر ديماس وبقى على وش جواز، وكان اهله عمالين يزنوا على ودانه "اتجوز بقى.. انت كبرت"، وكل شوية يرشحوا له عروسة، لحد ما اتجوز واحدة جميلة وبتاعة كنيسة.
قعد معاها سنتين، جاب فيهم ولد، لحد ما جات له الفرصة، سفرية ليبيا يشتغل ويعمل قرشين حلوين –اصل الحياة ضنك-،.
ويوم ما جه يسافر عرف ان مراته حامل، وقال لها: بنت شبهك ان شاء الله، وبعدها سافر.
في ليبيا رجع لحياة العربدة اللي قبل الجواز، وبرضو كله في السر.
خلص ديماس الشغلانة اللي كان رايح لها بعد خمس شهور، واتفق على شغلانة تاني بعدها بشهر، وقرر يرجع يقضي في مصر اسبوعين، علشان يحضر ولاده بنته، وبعدها يرجع للشغلانة الجديدة.
خبط الباب، دخل جماعة ماحدش في البيت يعرفهم، ضربوهم، وسألوهم: "انت مسيحيين؟" ردوا كلهم: "أيوة.."
غموا عينيهم، وخدوهم لمكان مايعرفوهوش.
كانوا تمانية قرايب، ولما راحوا المكان ده لقوا ناس تانيين، كانوا كلهم 21، وعرفوا ان حصل معاهم نفس الكلام، يعني كلهم مسيحيين ومصريين.
40 يوم بيتعذبوا، عذاب نفسي وجسدي، وفي اخر يوم سألوهم: دينكم ايه؟
كلهم في نفس واحد: مسيحيين.
قالوا لهم: هندبحكم.
ردوا بكل قوة: مسيحيين وهنموت شهداء.
خدوهم بعد ما غموا عينيهم تاني، وساقوهم، مش عارفين هما رايحين فين، ولا هيعملوا فيهم ايه؟
كانوا بيقووا بعض في كل الاربعين يوم.
بيحكوا عن المسيح والشهداء.
بيحكوا عن مصر اللي عايزينها.
بيحكوا عن المصريين مسيحيين ومسلمين.
ديماس كان معاهم.
كان بيقويهم.
عرفوا انهم رايحيين يتدبحوا.
قالوا: وماله،، فدا المسيح.
كانوا واقفين بكل شجاعة.
حتى ديماس كان بيبتسم، لأنه افتكر ديماس اللص اللي اتسمى على اسمه.
ماكنش متخيل انه هيخطف الملكوت زيه.
كان عايش حياته في الخطية, ولكنه شهد للمسيح في اخر ايامه.
طوباكم يا شهداء المسيح...
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=189605&I=2177